رأى اقتصاديون كويتيون أمس الاربعاء ان التقلبات في اسعار النفط واسعار الفائدة الامريكية والركود في السوق العقاري تشكل مجموعة من العوامل المؤثرة في مجريات تعاملات بورصة الكويت بصورة مباشرة وغير مباشرة.
وقال الاقتصاديون ان مجريات الحركة تتأثر سلبا وايجابا بتلك العوامل بنسب متباينة مقارنة مع العوامل الفنية الاخرى لاسيما المضاربات والضغوطات البيعية وعمليات جني الارباح و الشائعات وترقب البيانات المالية للشركات المدرجة.
من جانبه قال المدير الشريك في شركة (نيوبري) للاستشارات الاقتصادية عصام الطواري ان نفسيات المتعاملين في بورصة الكويت تتأثر بأي متغيرات خارجية إذ تلعب الثقة عاملا مهما مبينا انه «إذا كان الجو العام للاوضاع الاقتصادية يشهد تفاؤلا نجد الانعكاس الايجابي يثمر عن الانتعاش ودون ذلك نصطدم بالتراجعات».
وأضاف الطواري ان من العوامل المهمة لاستقرار البورصة «التناغم بين السلطتين» في حين تثير بعض التحولات الجيوسياسية في المنطقة قلق المتعاملين لافتا الى ان انعدام الشفافية او تأخرها يعد عاملا مهما في جذب المستثمر غير الكويتي.
واوضح ان تقلبات اسعار النفط وقرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الامريكي (البنك المركزي) بشأن رفع اسعار الفائدة المرتقب صدوره اليوم «لا يؤثران بشكل مباشر على حركة البورصة إذ ان بنك الكويت المركزي يمتص اي تحركات في هذا الشأن ويواكب رفع او خفض الفائدة».
واشار الطواري في السياق ذاته الى ان عامل طرح السندات الكويتية سيعطي الثقة للمستثمرين.
من جهته قال رئيس مجلس الادارة في شركة (الصناعات الكويتية) محمد النقي ان من العوامل الخارجية التي تنعكس على بورصة الكويت هو التحرك الدائم الذي يشهده الاقتصاد الامريكي لاسيما اسعار الفائدة الامريكية فضلا عن بعض البيانات المالية الصادرة من الاقتصادات الكبرى في المنطقة الاوروبية.
وأضاف النقي ان اسعار النفط تلعب دورا محوريا في التأثير على موازنات الاقتصادات الخليجية ومنها الكويت وبالتالي فإن ارتفاعها او انخفاضها سيؤثر على الشركات لاسيما المرتبطة بصورة غير مباشرة في تقديم الخدمات النفطية المساندة.
وذكر ان خطوة طرح دولة الكويت للسندات والاقبال عليها ستنعكس بشكل ايجابي على الاقتصاد المحلي وعلى بورصة الكويت.
وأشار الى ان البورصة تتأثر دوما بأداء الشركات الكويتية المرتبطة بنشاطات خارجية مضيفا ان ركود سوق العقار الكويتي دائما ما يصب في صالح التداولات إذ ان معظم المسثمرين يلجأون الى الاستثمار في الاسهم لتعظيم عوائدهم الاستثمارية.
بدروه قال رئيس جمعية (المتداولون) محمد الطراح ان العوامل الخارجية التي تؤثر على بورصة الكويت باتت متشعبة وتأثيراتها متباينة على مسار الاداء العام إذ نجدها تارة تدفع شرائح المتعاملين ناحية الشراء بسبب نشاط شركة لها استثمارات خارجية وتارة نحو البيع العشوائي في حالة وجود تطورات سلبية قد تؤثر على ارباحها.
وأضاف الطراح ان عامل التراجع او الارتفاع في اسواق المال الخليجية قد يكون له «الانعكاس الوقتي» في تعاملات بورصة الكويت حال التطورات الجيوسياسية موضحا ان السوق الكويتي احيانا ما يخالف ارتفاع او انخفاض الاسواق الخليجية.
وذكر ان الشركات مزدوجة الادراج دائما ما تقع في بؤرة التأثر اثناء الافصاحات السنوية لافتا الى ان تأثر بورصة الكويتية بالعوامل الفنية الداخلية مثل جني الارباح والمضاربات والضعوطات البيعية وسيطرة الاسهم الصغيرة غالبا ما يكون اكبر من العوامل الخارجية لكنها لا تدم طويلا وتكون على فترات متقطعة.
وفيما يتعلق بمجريات جلسة أمس فكان لافتا استمرار النشاط للجلسة الرابعة على التوالي ليتمكن المؤشر السعري من اختراق مستوى ما فوق 6800 نقطة لكن خسره في الدقائق الاخيرة بثلاث نقاط لجني الارباح الذي طاول اسهم شهدت ارتفاعات خلال الجلسة.
ويعود الارتفاع الذي انتهت عليه مجريات التداولات جراء عمليات الشراء والتركيز على الاسهم الصغيرة وعودة الاستقرار على الكثير من الاسهم القيادية مثل (زين) و(الوطني) و(أجيليتي) في جلسة نشطة ترجمتها القيمة المتداولة.
وكان للعديد من اسهم المجموعات الكبيرة دورا في زخم النشاط ومنها (الرابطة) و(الاستثمارات الوطنية) و(المدينة) وجلها كان على مكاسب لكن بعضها واجه عمليات جني الأرباح السريعة.
وانشعل بعض المتعاملين بإيضاح من (المشتركة) بخصوص ترسيه مناقصة اعمال خارجية حول مرافق الانتاج (الجوارسية) في مناطق شمال الكويت التابعة لشركة نفط الكويت بمبلغ 9ر72 مليون دينار (نحو 238 مليون دولار امريكي) بمدة تنفيذ قدرها خمس سنوات وتتوقع البدء في المشروع يونيو المقبل.
وتابع المتعاملون ايضاحات من شركات (منشآت) و(عقارات الكويت) و(اعيان العقارية) بشأن التداول غير الاعتيادي واصدار موافقة على طلب لاتمام صفقة ذات طبيعة خاصة بشركة الشعيبة الصناعية (ورقية).
كما اهتم المتعاملون بالافصاح المكمل من (الامتياز) بشأن توقيع احدى شركاتها التابعة عقد مناقصة ومناقشة بعض مجالس ادارات شركات لبياناتها المالية ومواعيد انعقاد الجمعيات العمومية.
ومع الارتفاع الذي طاول العديد من الاسهم جاءت شركات (و ط مسالخ) و(اموال) و(ورقية) و(مساكن) و(اعيان) في قائمة الشركات الاكثر ارتفاعا في حين استحوذت اسهم (ابيار) و(اعيان) و(الاثمار) و(بتروجلف) و(منشآت) على قائمة الشركات الاكثر تداولا.
واستهدفت ضغوط البيع وعمليات جني الارباح العديد من الشركات في مقدمتها (وثاق) و( جيران ق) و(امتيازات) و(اياس) و(المنتجعات) في حين شهدت الجلسة ارتفاع اسهم 51 شركة وانخفاض اسهم 50 شركة من اجمالي 144 شركة تمت المتاجرة بها. واستحوذت حركة مكونات مؤشر اسهم (كويت 15) على 4ر24 مليون سهم بقيمة 7ر11 مليون دينار (نحو 2ر33 مليون دولار امريكي) تمت عبر 751 صفقة نقدية ليغلق المؤشر عند مستوى 17ر951 نقطة.
واقفل المؤشر السعري مرتفعا 7ر6 نقطة ليبلغ مستوى 18ر6797 نقطة محققا قيمة نقدية بلغت 6ر38 مليون دينار (نحو 3ر126 مليون دولار امريكي) من خلال 8ر436 مليون سهم تمت عبر 8621 صفقة نقدية.
