
أعلنت الشركة الكويتية للاستكشافات البترولية الخارجية (كوفبك) تسجيلها أعلى معدلات الإنتاج منذ تأسيسها سنة 1981 بتخطيها معدل إنتاج 100 ألف برميل نفط مكافئ يوميا وبلوغه 119 ألفا هذا الشهر.
وقال الرئيس التنفيذي في (كوفبك) الشيخ نواف سعود الصباح في مؤتمر صحفي بمقرها إن الشركة ماضية في تحقيق أهداف استراتيجيتها وهو إنتاج 150 ألف برميل يوميا بحلول عام 2020 والمحافظة على هذا الإنتاج حتى عام 2040.
وأوضح الشيخ نواف السعود أن الشركة تواصل مشاريعها الحيوية الموجودة في أستراليا والنرويج وكندا والتي تحقق نتائج إيجابية تماشيا مع برامجها وخططها التشغيلية.
وذكر أن خط الغاز الثاني لمشروع ويتستون للغاز الطبيعي المسال في أستراليا بدأ الإنتاج في منتصف شهر يونيو الماضي مبينا أن معدل الإنتاج الحالي منه وصل إلى أكثر من 38 ألف برميل نفط مكافئ يوميا.
ولفت إلى أن معدلات الإنتاج ستتزايد نهاية العام الحالي مع استكمال خطة تطوير المرحلة الأولى من المشروع التي تشمل إمدادات الغاز للسوق المحلي في أستراليا.
وأوضح أنه تأكيدا لأهمية هذا المشروع للكويت احتفظت (كوفبك) بحق تحويل جزء من إنتاج المشروع لتوريده إلى البلاد في أي وقت ارتأت مؤسسة البترول الكويتية الحاجة إلى ذلك.
وذكر أنه إضافة إلى مساهمة المشروع لسد عجز احتياجات الكويت للغاز فإن له دورا مهما في رفع كفاءة العاملين في القطاع النفطي الكويتي إذ تتولى (كوفبك) إيفاد عامليها مع عاملي الشركات النفطية الكويتية للمشاركة مع المشغل لإنشاء مرافق الإنتاج.
وتابع الشيخ نواف السعود أن هؤلاء «شاركوا بالفعل في إدارة العمليات التشغيلية طبقا لأعلى معايير الصحة والسلامة والبيئة ولم تكن هناك أي حالة وفاة خلال أكثر من 200 مليون ساعة عمل وحادث واحد مروري في 100 مليون كيلومتر من القيادة».
وعن مشروعات الشركة في النرويج أفاد بأن أصول الشركة الواقعة في منطقة غريتر سليبنر في ذلك البلد وصل الإنتاج فيها إلى 30 ألف برميل نفط مكافئ في اليوم.
وأشار إلى أن هذا الاستثمار حقق نتائج تشغيلية ومالية تفوق المعتمدة في الجدوى الاقتصادية للمشروع «وتجدر الإشارة إلى أن منطقة سليبنر هي ثاني أكبر مركز تجميع للغاز في النرويج وتعتمد عليه مملكة النرويج للتلبية احتياجاتها من الطاقة». وحول مشاريع الشركة في كندا أكد أن مشروع كيبوب للغاز الصخري الغني بالمكثفات حقق المزيد من النتائج الإيجابية بإضافة 28 مليون برميل نفط مكافئ من الاحتياطيات المؤكدة خلال العالم الحالي لمخزون الشركة الكلي والبالغ حاليا 494 مليون برميل نفط مكافئ.
وذكر أن انتاج الشركة حاليا في كندا يبلغ 8 آلاف برميل نفط مكافئ غني بالمكثفات لافتا إلى أن الشركة لديها خطة لتطوير المشروع الذي يحتوي على غاز صخري ومكثفات ويتطلب مزيدا من حفر الآبار إذ تم حفر 120 بئرا في الحقل ولدى الشركة خطة للوصول إلى 2000 بئر في السنوات المقبلة.
وبين الشيخ نواف السعود أن الشركة ستتدرج في الإنتاج إذ سيتم التوسع في الإنتاج مع الشريك العالمي الذي يمتلك الخبرة في تطوير الحقول كما أن خطة الحفر تعتمد على ارتفاع أسعار النفط المناسبة حاليا.
وقال إن هذا المشروع من المشاريع الحيوية التي تمكن القطاع النفطي الكويتي من مواكبة ما يجري من متغيرات في الصناعة النفطية وتقنياتها البديلة مما يتيح اكتساب المزيد من المهارات وإدخال تقنيات جديدة في مجالات الحفر والتكسير متعدد المراحل.
وأعرب عن الفخر بوجود عدد من العاملين بالقطاع النفطي الكويتي من خيرة الشباب الكويتيين الذين يعملون حاليا في هذا المشروع الواقع في مناطق نائية بمحافظة آلبرتا «ويشكل هذا المشروع مستقبل الشركة لما له من احتياطات كبيرة ومعدلات إنتاج ضخمة من خلال التطوير التدريجي للحقل على مدى عقود قادمة».
وبسؤاله عن مشروع (ألما وغالية) قال الشيخ نواف السعود إن المشروع يقع في الشق الإنكليزي ببحر الشمال ولدى الشركة خطة لإعادة التطوير كما أنها تدرس تأخر التشغيل واتخاذ القرار المناسب لتعزيز الإنتاج.
وبخصوص الاستحواذات والتخارجات التي قامت بها الشركة أشار إلى أن الشركة مستمرة في التركيز والسعي للحصول على مشاريع جديدة ذات الوزن الاستراتيجي على المدى الطويل لتعزيز محفظتها الحالية والتخارج من المشاريع الصغيرة التي لا تتماشى مع توجهات الشركة المستقبلية «والشركة تدرس العديد من الاستحواذات الجديدة ذات الجدوى الاقتصادية العالية».
وأوضح أنه من هذا المنطلق والدافع المستدام لتحقيق أفضل العوائد للشركة وحماية استثماراتها تم التخارج بنجاح من 4 مشاريع في جنوب شرق سومطرة وسيرام في إندونيسيا ورخصتين استكشافيتين في أستراليا «ونعمل على المزيد من التخارجات في المستقبل حتى نصل إلى محفظة أصول مكونة من مشاريع مجدية اقتصاديا وداعمة فعليا للصناعة النفطية الكويتية».
وبين الشيخ نواف السعود أن 70 في المئة من إنتاج الشركة هو من غاز في حين نسبة ال 30 في المئة الأخرى من النفط مشيرا الى ان الغاز مرتبط بأسعار النفط وإن كان الغاز يحافظ على معدلات أسعار بشكل افضل من النفط وهو ما حدث بالفعل العام الماضي.وكشف عن توقيع الشركة أخيرا على عقد تمويل بقيمة 1ر1 مليار دولار أمريكي مع مجموعة من البنوك الإقليمية والعالمية لتمويل مشاريع الشركة الحالية والجديدة مبينا أن القرض الممنوح للشركة يعد دلالة على ثقة البنوك بمتانة محفظة الشركة الحالية وقوة استراتيجيتها المستقبلية.
وذكر أن الشركة حصلت على القرض بشروط أفضل من حيث معدلات الفائدة لافتا إلى أن الشركة حصلت سابقا على قروض بقيمة 5ر3 مليارات دولار بداية من 2013 وسددت الشركة معظم تلك القروض في حين سيتم تسديد الباقي خلال 2019 خلافا للقرض الحالي بقيمة 1ر1 مليار دولار.
وأكد حرص الشركة على توظيف الكوادر الوطنية وتعزيزها مع نمو الشركة المطرد مبينا أن (كوفبك) عينت 30 موظفا كويتيا منذ عام 2017 ليصل معدل التكويت إلى 80 في المئة شاملة 14 موظفا كويتيا موزعين على مكاتب الشركة الخارجية في استراليا وكندا والنرويج وماليزيا واندونيسيا ومصر.
وقال الشيخ نواف السعود إن الشركة توفر العديد من الفرص التدريبية لموظفي القطاع النفطي في مشاريعها ومكاتبها الخارجية لتمكين العمالة الوطنية من اكتساب أحدث المعارف العلمية والتكنولوجية وأساليب العمل والخبرات المستجدة في قطاع الطاقة العالمي وإثراء خبراتهم المهنية والفنية من خلال الاحتكاك المباشر مع خبراء الشركات العالمية.
وذكر أن حجم أصول الشركة يصل إلى 7 مليارات دولار وأن استثماراتها تتركز في 13 شركة حول العالم ولديها 47 استثمارا مباشرا في تلك الدول.