انطلقت أمس الاثنين أعمال الاجتماع ال18 للجنة وكلاء وزارات البترول بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة الكويت.
ويرأس وفد الكويت في الاجتماع وكيل وزارة النفط الشيخ الدكتور نمر فهد المالك الصباح ويضم الوفد المرافق كلا من مدير العلاقات العامة والإعلام البترولي الشيخة تماضر خالد الأحمد الصباح ومدير إدارة التخطيط والعلاقات الدولية مناهل الرشيدي ومدير مكتب وكيل وزارة النفط مضحي الشمري.
من جانبه أكد الشيخ الدكتور نمر فهد المالك الصباح، أن الاجتماع الثامن عشر للجنة وكلاء وزارات البترول في دول مجلس التعاون الخليجي، انتهي بعدة قرارات وتوصيات من شأنها تعزيز العمل الخليجي المشترك في مجال النفط والطاقة، ومن بين أبرز هذه القرارات، الاتفاق على إعادة تسمية رئيس فريق الطاقة للفترة المقبلة، والموافقة على عقد اجتماعات تنسيقية مع الدول الأعضاء قبل الندوة الخليجية الصينية حول المناخ.
وأوضح في بيان صحافي صادر عن وزارة النفط، أن الاجتماع ناقش جملة من الموضوعات الرئيسية المتعلقة بالاقتصاد الدائري للكربون والتحول نحو الطاقة المتجددة، فضلاً عن استعراض إستراتيجيات الحياد الكربوني التي تسعى دول مجلس التعاون لتحقيقها بما يتماشى مع الالتزامات الدولية للحد من الانبعاثات الكربونية.
وأكد الشيخ نمر الصباح أن الكويت لعبت دوراً محورياً في هذه الاجتماعات من خلال تقديم عدداً من المقترحات الهامة، حيث كانت الكويت من بين الدول الداعمة لتطوير إستراتيجية الإعلام البترولي لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي تهدف إلى توحيد الخطاب الإعلامي الخليجي بشأن القضايا النفطية وتعزيز الوعي العام بأهمية التحول نحو الطاقة النظيفة والاقتصاد الدائري للكربون.
وأضاف قائلا: «شاركت الكويت بنشاط في تحديث الإستراتيجية البترولية المشتركة، والتي تُعد خطوة مهمة نحو توحيد الجهود الخليجية في هذا القطاع الحيوي».
واختتم الشيخ نمر الصباح حديثه قائلا:» الاجتماع شهد مناقشات مستفيضة حول إستراتيجيات الطوارئ النفطية، حيث استعرضت دول المجلس سيناريوهات متعددة للتعامل مع الأزمات النفطية، وتم الاتفاق على ضرورة تحديث هذه السيناريوهات بانتظام لضمان استعداد دول المجلس لأي طارئ قد يؤثر على الإمدادات النفطية».
الإعلام البترولي
من جانبها قالت مديرة العلاقات العامة والإعلام البترولي في وزارة النفط الشيخة تماضر خالد الأحمد الجابر الصباح، إن اجتماع وكلاء وزارات البترول بدول مجلس التعاون الخليجي ناقش تحديث إستراتيجية الإعلام البترولي للسنوات المقبلة فضلا عن اعتماد توصيات ملتقى الإعلام البترولي الخامس الذي استضافته سلطنة عمان.
وذكرت الشيخة تماضر الصباح خلال تصريحها على هامش الاجتماع، أن الكويت عملت خلال الفترة الماضية في وضع وتحديث إستراتيجية الإعلام البترولي لدول مجلس التعاون، والتي تهدف إلى توحيد الجهود الإعلامية لدولنا وتعزيز مكانتها في الأسواق العالمية كمزود آمن وموثوق.
وأضافت الشيخة تماضر خالد الأحمد الجابر الصباح:» نحن اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من العمل الخليجي المشترك في قطاع الإعلام البترولي، ونتطلع إلى أن تكون هذه الإستراتيجية قادرة على مواجهة التحديات الحديثة في مجال الإعلام والتواصل».
توصيات ملتقى الإعلام
من جهة ثانية قالت إن ملتقى الإعلام البترولي الخامس الذي استضافته سلطنة عمان الشقيقة قد أصدر توصيات مهمة تتعلق بتعزيز دور الإعلام في تسليط الضوء على التحول نحو الطاقة النظيفة ودعم استدامة صناعة النفط، ونحن في وزارة النفط الكويتية نؤكد التزامنا بتفعيل هذه التوصيات والعمل على ترجمتها إلى خطوات عملية بالتعاون مع دول المجلس.
وبينت أن الكويت تؤمن بأن العمل الخليجي المشترك هو السبيل الأمثل لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز دورنا كمصدرين رئيسيين للطاقة، ويأتي هذا الاجتماع في توقيت بالغ الأهمية لزيادة التنسيق بين دولنا، ووضع أسس جديدة لتعاون طويل الأمد في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وفي ختام تصريحاتها أعربت الشيخة تماضر خالد الأحمد الجابر الصباح عن ثقتها في أن الاجتماع سيخرج بتوصيات ومقترحات فعالة تعزز من جهود دول الخليج المشتركة، وتسهم في تحقيق أهداف دول المجلس في قطاع الطاقة.
روح الفريق الواحد
أكد كبير مستشاري سياسات الطاقة والعلاقات الدولية في (قطر للطاقة) الشيخ مشعل آل ثاني في كلمة خلال الاجتماع التزام مسؤولي الخليج المشترك بمواصلة العمل الجماعي لتطوير قطاع الطاقة بشكل عام وقطاع النفط والغاز بشكل خاص كونه محورا أساسيا للنمو والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في دول المجلس أحد أهم مزودي الطاقة للاقتصاد العالمي.
وقال الشيخ مشعل إن هذه الاجتماعات تأتي في وقت مهم للاقتصاد العالمي الذي يشهد تطورات عدة مبينا أهمية التركيز على التنسيق والتعاون بمواجهة التحديات المتزايدة التي يشهدها قطاع الطاقة العالمي.
وشدد على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد لضمان استدامة الموارد الطبيعية وتطوير البنى التحتية لقطاع النفط والغاز بما يخدم تطلعات دول الخليج التنموية.
وأضاف أن التعاون بين دول مجلس التعاون لطالما كان «نموذجا يحتذى به في التنسيق المشترك والعمل على مواجهة التحديات المختلفة» لافتا إلى أهمية الاجتماع باعتباره «فرصة لتبادل الأفكار والمقترحات حول تعزيز هذا التعاون واستشراف المستقبل لتطوير قطاع الطاقة بما يتماشى مع التغيرات العالمية».
مخرجات إيجابية
من جهته قال الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية بالأمانة العامة لمجلس التعاون خالد السنيدي في كلمته إن انعقاد هذا الاجتماع يعكس أهمية التحديات والفرص التي يشهدها قطاع الطاقة على مستوى دول الخليج مشددا على ضرورة تعزيز التعاون وتكامل الجهود.
وجدد السنيدي التزام الأمانة العامة لمجلس التعاون بدعم الجهود والمساعي في تطوير هذا القطاع الحيوي من أجل تحقيق الأهداف المشتركة.
وأعرب عن تطلعه إلى مخرجات إيجابية من هذا الاجتماع تسهم في تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك ودعم الخطة الإستراتيجية الرامية إلى تحقيق الازدهار والاستدامة حيث يتضمن جدول الأعمال العديد من المواضيع والتوصيات المتعلقة بالتعاون البترولي.
