
أكد رئيس صندوق “أوبك” للتنمية الدولية عبد الحميد الخليفة أن التنمية لم تعد خيارا بل أصبحت “واجبا أخلاقيا ومسؤولية جماعية” قائلا إن العالم يواجه ما وصفه بـ”حالة طوارئ تنموية” تهدد مكاسب تنموية تحققت على أمد عقود خصوصا في الدول الأكثر هشاشة.
جاء ذلك في كلمة افتتح بها الخليفة أعمال المنتدى التنموي الرابع للصندوق في فيينا بمشاركة وزراء وممثلين دوليين من مختلف أنحاء العالم.
وقال الخليفة “نحن نجتمع من أجل العمل المشترك في وقت يتحرك فيه العالم بوتيرة غير مسبوقة جراء تغير مناخي متسارع إلى أمراض ناشئة وصولا إلى ضغوط مالية وطنية تواجه احتياجات عالمية متزايدة”.
وأضاف أن “المؤسسات التنموية مطالبة اليوم بالتحرك بحكمة وسرعة وأن تكون حليفا قويا في أوقات عدم اليقين” مؤكدا التزام المنتدى بتنمية دول الجنوب العالمي باعتبارها جوهر رسالة الصندوق وأولوية قصوى في أجندته.
وفي مواجهة التحديات المتصاعدة طرح الخليفة أربع قضايا رئيسة للنقاش ضمن أعمال المنتدى وهي سد الفجوة التمويلية الأوروبية وتحقيق الشمول الرقمي الحقيقي وتعزيز القدرة على التكيف مع التغير المناخي وإطلاق تنمية تقودها الدول بنفسها.
واستعرض الخليفة عددا من الإنجازات المحققة خلال العام الماضي أبرزها إطلاق (مرفق صمود الجزر) لدعم المجتمعات الجزرية المعرضة للخطر وتعبئة أكثر من 800 مليون دولار لتمويل مشاريع بنية تحتية في سيراليون إلى جانب تقديم إعفاءات ديون لمصلحة الصومال بدعم من المملكة العربية السعودية.
ولفت إلى أن المنتدى أعلن انضمامه لمبادرة (مهمة 300) التي تهدف إلى إيصال الطاقة النظيفة إلى 300 مليون شخص بحلول عام 2030 من خلال تمويل بقيمة ملياري دولار وذلك في ظل فجوة تمويلية تقدر بأكثر من 4 تريليونات دولار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وأوضح أنه تم تخصيص مليار دولار لدعم الأمن الغذائي ومليون دولار لمكافحة التصحر ضمن التزامات (مجموعة التنسيق العربية) التي تحتفل هذا العام بمرور 50 عاما على تأسيسها.
وقال الخليفة إنه “عندما تتوحد الخبرات والموارد تكون النتائج أكبر من توقعاتنا .. لم نعد نملك ترف التأخير وباتت التنمية اليوم تمثل صوت الإنسانية وعلينا أن نختار الفعل”.