
أكد وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان أمس الأربعاء أن التوسع في مصادر الطاقة المتجددة لن يغني عن النفط والغاز فيما شدد على أهمية التكنولوجيا في تحقيق التوازن المطلوب.
وقال الأمير عبد العزيز في كلمة أمام أعمال الندوة التاسعة لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) في فيينا إن مصادر مثل الطاقة المتجددة والنووية والهيدروجين آخذة في التوسع لكن ذلك لا يلغي استمرار الحاجة إلى النفط والغاز خصوصا في القطاعات التي يصعب فيها الاستغناء عنهما مثل النقل والصناعات الثقيلة ودعم اقتصادات الدول النامية.
وأضاف أن التحول لا يجب أن يكون على حساب النمو الاقتصادي أو القدرة على تحمل تكاليف الطاقة خاصة مع التوقعات بأن يصل عدد سكان العالم إلى نحو 10 مليارات نسمة ما يعني ارتفاعا محتملا في الطلب على الطاقة بنسبة تصل إلى 50 في المئة بحلول عام 2050.
وحول مستقبل الطاقة وتحولاتها شدد على أهمية التمسك بالواقعية والمرونة قائلا إن النجاح في هذا التحول لا يتحقق بالشعارات أو بالمواقف المتشددة بل عبر «مسارات عملية تستند إلى البيانات والتكنولوجيا وتراعي التنوع في مصادر الطاقة».
وتابع إن كثيرا من الدول بدأت بالفعل في تبني مقاربة أكثر واقعية من خلال مراجعة سياساتها وجداولها الزمنية لتحول الطاقة وإعادة الاعتبار لدور الهيدروكربونات في ضمان أمن الطاقة واستدامتها.
ولفت الأمير عبد العزيز إلى أهمية التكنولوجيا في تحقيق التوازن المطلوب وعلى رأسها تقنيات احتجاز وتخزين الكربون باعتبارها ستؤدي دورا جوهريا في تقليل الانبعاثات دون الإضرار بالتنافسية الاقتصادية.
وبشأن التحديات التي تواجه القطاع استحضر الوزير السعودي موقفه في يونيو 2020 عندما طرح ما وصفه بـ»سيناريو H2O» لتحول الطاقة مؤكدا أن المملكة تتبع نهجا ثابتا ومتماسكا يوازن بين الرؤية والتنفيذ فيما أشار إلى أن «الاستدامة يجب أن تفهم بشكل أشمل بحيث تشمل الأبعاد الاقتصادية والتجارية لا فقط البيئية».
واعتبر في ختام كلمته هذه المرحلة بأنها تمثل فرصة تاريخية لتعزيز الابتكار وجذب الاستثمارات وتحقيق التنمية الاقتصادية مؤكدا التزام المملكة بأن تكون نموذجا يحتذى في الانتقال المتوازن للطاقة الذي يضمن أمن الإمدادات ويعزز التنمية المستدامة.
ووصف ندوة أوبك بأنها تمثل رمزا حيا لانفتاح أوبك وشموليتها مشددا على استمرار المنظمة في أداء دورها كمنصة للحوار العالمي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى التفاهم والتعاون البناء