العدد 5173 Friday 09, May 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الكويت : تعزيز القدرات الدفاعية للجيش قمة قادة الخليج مع ترامب تعيد رسم مستقبل المنطقة ولي العهد السعودي يبحث مع نائب الرئيس عباس دعم القضية الفلسطينية العالم يحبس أنفاسه خشية اتساع المواجهة بين الهند وباكستان (البلدية) بدأت حملات إخلاء مقرات الجمعيات الخيرية بمناطق السكن الخاص الأمير هنأ فريدريش ميرتس بانتخابه مستشارا لألمانيا مبارك الحمود: حريصون على توفير كل الإمكانات اللازمة لتقديم الخدمات الطبية لمنتسبي الحرس وزير الخارجية بحث مع ممثل أمين عام حلف شمال الأطلسي المستجدات التطورات الإقليمية والدولية وزير التربية : دعم القيادة السياسية الرشيدة مصدر قوة وثبات لمسيرتنا نحو تنفيذ المشاريع التنموية المشعان: أعمال صيانة جذرية لطريق الفحيحيل السريع ضمن العقود الجديدة تسارع وتيرة الاحترار المناخي للأرض وأبريل أكثر شهر حار نهاية مأساوية.. أسد يفتك بصاحبه في حديقة منزله بالعراق! صاعقة نارية تضرب منزلاً يسكنه 7 أشخاص بأمريكا بهبهاني : توفير سبل التوعية بالأعمال الخطرة للصناعيين والعاملين في القطاع النفطي نمر الصباح : الكويت تدعم تطوير المنظمة العربية للطاقة كأولوية إستراتيجية لمواكبة التحولات الجذرية في الأسواق العالمية وزيرة المالية تشكل لجنة (تقصي حقائق) حول أعمال قطاع أملاك الدولة (أزرق اليد) في مواجهة البحرين اليوم بـ (كأس العرب) فهد الناصر: استضافة الكويت (عمومية) المجلس الأولمبي الآسيوي تعكس مكانتها المتقدمة قاريا الكويت بطلا للنسخة الثانية من (كأس الصالات المغلقة لكرة القدم) وزير دفاع باكستان: الصراع مع الهند دخل في طريق مسدود اشتباكات بجنين بعد اقتحام إسرائيلي لمنزل في بلدة برطعة مسيّرات (الدعم السريع) تهاجم مدينة كوستي وغوتيريش قلق من قصف بورتسودان الجامعة العربية تستضيف حفل (جائزة عبدالعزيز البابطين للإبداع في خدمة اللغة العربية) (ليالي الإمارات الثقافية في الكويت ) معارض لحرف شعبية وفنون بحرية وتراثية تكريم المنصور في الدورة الأربعين للمهرجان العالمي للمسرح بالقاهرة

كلمة رئيس التحرير

الكويت كسبت احترام العالم

23/3/2020

د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 
 تواجه البشرية كلها في الوقت الحالي محنة عظيمة وغير مسبوقة ، فلم يحدث على مر التاريخ الإنساني أن ضرب مرض من الأمراض ، كل دول العالم دون استثناء ، كما يحدث الآن مع وباء «كورونا» الذي يجتاح الكرة الأرضية ، ويهدد ساكنيها بالموت والخراب والدمار.
وأمام هذه المحنة انتفضت مختلف الدول لمواجهة تداعياتها، والعمل الحثيث والدؤوب بهدف التخفيف من آثارها ومضارها. ومنذ اللحظات الأولى لبروز خطورة هذا الفيروس الفتاك ، انتفضت دولة الكويت بكل وزاراتها وأجهزتها المعنية، من أجل حماية شعبها والمقيمين على أرضها ، من هذا الخطر الكبير . وكانت التوجيهات السامية التي أصدرها صاحب السمو أمير البلاد للحكومة ، نبراسا لها للعمل والمواجهة الجادة ، فقد أمر سموه بتسخير كل إمكانات الدولة ومواردها، للحفاظ على صحة وحياة المواطنين وكل من يقيم على أرض الكويت .
والتزاما بهذه التوجيهات السامية فقد رأينا مجلس الوزراء، في حالة انعقاد شبه دائم ، بهدف اتخاذ الإجراءات والتدابير الاحترازية اللازمة ، لتفادي انتشار المرض ، وتوفير كل المتطلبات اللازمة  للمواطنين والمقيمين، وبث الطمأنينة فيهم . وقد جاءت شهادة منظمة الصحة العالمية، لتؤكد أن الكويت كانت في طليعة الدول التي اتخذت إجراءات استباقية متميزة وجديرة بالتقدير ، على كل الأصعدة ، وهو ما أسهم بنصيب كبير في محاصرة هذا الفيروس ، بحيث صارت معدلات الإصابة به منخفضة جدا، إذا قيست بمعظم دول العالم ، على الرغم مما عرف عن الكويت من انفتاح واسع على شتى الدول ، سفرا إليها أو استقبالا منها، وهي تضم بين الوافدين المقيمين على أرضها ، أكثر من 140 جنسية . لكن ظل الأمر محصورا وفي أضيق نطاق ، ولم تسجل حتى الآن أي حالة وفاة ، بفضل من الله تعالى.
وكان لافتا أيضا أن الكويت استبقت بإجراءاتها معظم دول المنطقة ، فقد كانت السباقة بإغلاق حدودها البرية والبحرية والجوية ، مع الدول التي ظهرت فيها إصابات بفيروس «كورونا» . ثم أغلقت بعد أيام مجالها الجوي تماما ، واقتصر الأمر على طائرات الشحن التي تنقل الأغذية والأدوية والمستلزمات الطبية . كما بادرت بإغلاق دور السينما والمسارح وصالات الأفراح والمقاهي ، وسائر أماكن التجمعات . وكان علماء الدين فيها على درجة كبيرة من الفقه الصحيح والوعي بالواقع الذي نعيشه ، فأفتوا بجواز إغلاق المساجد ، ووقف صلاة الجمعة والجماعات، ومنحت الدولة موظفي القطاعين الحكومي والخاص إجازة ، وألزمتهم البقاء في بيوتهم ، ثم تقرر فرض الحظر الجزئي، للقضاء على كل فرص انتقال العدوى .
يبقى الآن أن يرتفع وعي الجميع – مواطنين ومقيمين – إلى مستوى التحدي الذي نواجهه ، ذلك أن كل هذه الإجراءات لن يكتب لها النجاح ، ما لم يرافقها وعي كبير ، ونضج في التعامل مع الأحداث ، حتى تتوج هذه الجهود الرائعة التي تبذلها الدولة ، ونعبر هذا الخطر الداهم بأمان تام .
إن الكويت التي استطاعت بوحدة أبنائها ، وصلابة إرادتهم ووعيهم ، وحكمة قيادتها ، أن تعبر محنة الغزو الغاشم، وأن تسترد أرضها طاهرة محررة ، لقادرة بإذن الله على عبور محنة هذا الوباء الذي يهدد البشرية كلها ، وتقديم درس آخر من الدروس العظيمة ، لشعب عظيم ، وقيادة حكيمة شجاعة.
والله نسأل أن يحفظ الكويت قيادة وشعبا ، من كل سوء ومكروه .