العدد 5214 Monday 30, June 2025
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
العبد الله : حماية البنية التحتية الوطنية وتطويرها (الشؤون): لا تهاون في تحصين العمل الخيري وسمعة الكويت المشعان : حريصون على الاستفادة من التجارب الرائدة في مجال السكك الحديدية لاريجاني : إسرائيل أرادت اغتيال خامنئي بعد قصف اجتماع مجلس الأمن القومي ترامب يدعو مجدداً لوقف النار في غزة ومقتل جندي يرفع حصيلة قتلى الاحتلال إلى 880 أوامر إخلاء في غزة وشمالها بعد ليلة دامية إيران: لدينا شكوك كبيرة بالتزام إسرائيل بوقف إطلاق النار ..ومستعدون لرد قوي إذا كرر العدوان ترامب: قد نرفع العقوبات عن إيران إذا أبدت حسن النية الأمير استقبل ولي العهد ورئيسي الوزراء والحرس الوطني والنائب الأول ووزير الدفاع ولي العهد استقبل العبدالله والحمود واليوسف العبد الله : تفعيل منظومة رقابية ذكية تسهم في استدامة شبكات الطرق المشعان : بناء شبكة سكك حديدية مستدامة تستند إلى أفضل الممارسات الإقليمية محافظ الفروانية: نثمن جهود الأجهزة الأمنية لحماية الأرواح والممتلكات الحرارة تشتد في أوروبا .. فرنسا تحت الإنذار البرتقالي طائرة تلقي آلاف الدولارات على المارة في أمريكا 3 مقابر منحوتة في الصخر .. كشف أثري جديد في أسوان بمصر الكويت بطلا لكأس الاتحاد لكرة اليد للمرة الـ15 في تاريخه رونالدو: سأعيش في السعودية بقية حياتي (الأخضر) يودع الكأس الذهبية بخسارته من المكسيك الكويت تستعرض أمام منظمة (شنغهاي للتعاون) جهود تحقيق الحياد الكربوني وتنويع مصادر الاقتصاد (السبائك) : الذهب يهبط إلى 3274 دولارا للأونصة وسط انحسار التوترات وتحسن مؤشرات التجارة العالمية (التجاري) يعزز الوعي بالتعاون مع خفر السواحل لمرتادي البحر (صراع دواخل) فيلم سعودي يجمع بين الأكشن والدراما والتشويق ( كويت - رياض - كويت ) دراما اجتماعية تلامس حياة المواطن الكويتي شيرين عبد الوهاب تختتم حفلات وليالي (مهرجان موازين) بأجمل أغنياتها بالمغرب

كلمة رئيس التحرير

ما جرى درسٌ لنا .. وللفرنسيين أيضاً

02/11/2020

د. بركات عوض الهديبان
 
 
 
 على الرغم من كل السلبيات التي رافقت موضوع إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – في فرنسا ، وكذلك تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، التي زعم فيها أن «الإسلام في أزمة» ، فإن الأمر لم يخلُ من إيجابيات ، كشف عنها حديث الرئيس ماكرون نفسه الذي أدلى به أخيرا لقناة «الجزيرة» الفضائية ، حيث قدم اعتذارا ، وإن كان بشكل غير مباشر ، لكنه أقرب إلى التصريح، منه إلى التلميح ، عن كل ما جرى خلال الفترة الماضية ، وأكد أنه «يتفهم مشاعر المسلمين إزاء تلك الرسوم»، نافيا تماما أنه يدعمها أو يؤيدها . كما أنه أبدى رغبة واضحة في مد جسور التعاون بين بلاده والدول العربية والإسلامية، وأيضا التعاون مع المسلمين المقيمين في فرنسا ، من أجل تجاوزالأزمات والمشكلات التي تواجههم, والحق أن ما جاء على لسان الرئيس ماكرون ، يعد انتصارا واضحا لنضال المسلمين السلمي ، وإنصافا لغضبتهم لنبيهم ، التي جرى التعبير عنها عبر وسائل مدنية سلمية، ومن خلال أساليب متحضرة راقية ، كمقاطعة المنتجات الفرنسية ، وبعيدا عن اللجوء إلى أي نوع من العنف ، الذي أدنّاه منذ البداية ، ولا نزال ندينه ونشجبه بكل قوة ، لأنه فضلا عن كونه يخالف تعاليم ديننا الحنيف ، الذي نهى نهيا قاطعا عن إيذاء أي إنسان ، وعصم دماء جميع البشر ، وجعل قتل نفس واحدة بمنزلة قتل الناس جميعا ، في الجرم والإثم ، فإن هذا العنف أيضا يضيع حقوق المسلمين ، ويشوه صورتهم، ويحولهم من «مجني عليهم» إلى «جناة» .
وعندما يقول الرئيس ماكرون في الحديث ذاته ، إن فرنسا بلد حريص على حرية المعتقد ، وإن هدفه أن يكون لكل مواطن في بلاده أيا كان دينه ، نفس الحقوق السياسية والمدنية، وصولا إلى مجتمع يتعايش مع كل الديانات التي تعيش فيه. وعندما يؤكد أيضا أن بلده ليس لديه مشكلة مع أي ديانة في العالم ، لأن كل الديانات تمارس بحرية في فرنسا، فإن ذلك مكسب كبير ، يمكننا البناء عليه وتطويره . وهنا يأتي دور مؤسساتنا الإسلامية بالتنسيق مع الجمعيات والروابط الإسلامية في فرنسا ، وغيرها من الدول الأوروبية ، من أجل استئناف الحوار الهادف إلى وضع تشريعات ، تضمن الاحترام الكامل لكل الأديان ، وتجريم الإساءة إليها ، وكذلك تعزيز دمج مسلمي أوروبا في المجتمعات التي يقيمون بها ، مع حفاظهم في الوقت نفسه على قيمهم ومبادئهم النابعة من دينهم وشريعتهم .
وكما ذكرنا في افتتاحيات سابقة ، فإن دفاعنا عن ديننا ونبينا – صلى الله عليه وسلم – لا يعني بأي وجه ، أننا نقر المساس بأي إنسان على وجه البسيطة ، بل على العكس من ذلك ، فان شريعتنا الغراء ذاتها تلزمنا ليس فقط بعدم إيذاء الناس ، بل أيضا بحمايتهم من أي أذى ، والتصدي لمن يحاول الإضرار بهم . كيف لا والإسلام العظيم يأمرنا بأن نجادل الناس «بالتي هي أحسن» ، ويخص أهل الكتاب في هذا الشأن بقوله سبحانه «ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن»، ويوجهنا كذلك بقوله تعالى «وقولوا للناس حسنا» .
إننا نتمنى أن يكون فيما حدث درس مهم لنا وللفرنسيين أيضا .. بالنسبة لنا يقول هذا الدرس إن المسلم القوي ليس هو المسلم العنيف ، بل هو من يدافع عن دينه ونبيه وشريعته، بكل ما يملك من قوة ، من دون أن يتورط في أي عنف أو إضرار بالآخرين ، وأن المسلمين يملكون من وسائل القوة ما لو استثمروه جيدا ، لاستطاعوا تحقيق الكثير من الإنجازات والمكاسب ، على كل الأصعدة . والدرس المهم للفرنسيين أن استعداء أصحاب أي دين من الأديان ، هو مصدر لكثير من الشرور ، وأن الأصل أن يكون بين الأديان والثقافات ، أكبر قدر ممكن من التفاهم والتواصل والتعايش. وهذا ما ينبغي أن نسعى جميعا إليه ، ونعمل من أجله ، من أجل خير البشرية كلها .