
قدمت فرقة كلاسيكال المسرحية عرضها «لوحات» في اطار المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب في دورته التاسعة وهو من تأليف بدور يوسف واخراج فاطمة الجدي والاشراف العام للمخرج عبدالعزيز الصايغ وبطولة كل من حسن عبدالجراح الدوب – عبدالرحمن الصايغ –سعاد الحسيني – عقيل رئيسي – سالم القطان – على القلاف – دانة – سالم العازمي والطفل وليد السويدان – وورود.
فكرة العرض
تتركز فكرة مسرحية لوحات حول قضية غياب العدالة الاجتماعية والظلم والقهر الذي يمارسه البعض على فئات المجتمع عبر مجموعة من اللوحات ترصد عملية تطور الاجيال فالشاب يتعثر في تعليمه بسبب عدم قدرة الاب على الصرف عليه امام مسؤوليات الحياة وحينما يحب فتاته لا يستطيع الزواج للمغالاة في المهور واذا تغلب على هذه العقبة وتزوج واجهته مشكلة الايجار والمعاش الذي ينتهي قبل ان يتم صرفه وعندما يحمل أفكاره ومشاريعه الهندسية مع صديقه ويذهب الى من يقولون أنهم يدعمون الشباب على المستوى الحكومي يصطدم بالروتين والبيروقراطية والتعقيدات في الاوراق المطلوبة وبعيدا عن الحكومة يجد من يريد مساعدته وتقديم الدعم له الا أنه يريد استغلال الموقف وكتابة هذه المشاريع والأفكار باسمه أى سرقة هذا الجهد وقضايا عديدة حاولت المؤلفة ومعها المخرجة طرحها دفعة واحدة كنقد اجتماعي بهدف الاصلاح.
الرؤية الاخراجية
قدمت المخرجة طرحها النقدي بشكل مباشر لكنها حاولت أن تقدم لعبتها المسرحية من خلال كسر الايهام وإدخال الجمهور في اللعبة عبر المؤلف الذى يتحرك وسط الجمهور وهو يؤلف مشاهده ويقوم الممثلون بتجسيدها على الخشبة وكأننا أمام مسرح داخل المسرح وقسمت المخرجة الخشبة الى مستويين الجزء العلوي في عمق المسرح واستغلته في تجسيد المشاهد الخاصة ببيت الزوجية والشركات كنوع من الانتقال أما مقدمة المسرح فكانت مزدحمة جدا بسبب المجاميع الكبيرة وان كان هذا يحسب للمخرجة لجرأتها في تحريك هذه المجاميع والسيطرة عليها خاصة أنها قدمت عددا من الاطفال وبعض من ذوي الاحتياجات الخاصة وهي جزئية يجب تحيتها عليها وتوجيه الشكر لها لعدم تهميش هذه الفئة كما قدمت قضيتها عن غياب العدالة الاجتماعية بشكل كوميدي بعيدا عن الصراخ والعويل ولكنها كوميديا سوداء تنذر بتراجع المجتمع أمام سرقة الافكار واستغلال أصحاب المال والنفوذ وبيروقراطية المسؤولين وطالبت في النهاية بأن نفعل حبنا للوطن عمليا بالاتحاد فالسنة والشيعة والبدو والحضر هم نسيج هذا الوطن وجعلت المجاميع تنتشر وسط الجمهور لنكون داخل اللعبة المسرحية ومشاركين فيها كما استغلت مظاهر الربيع العربي عبر مظاهرات الاطفال الذين كانوا يطالبون بتوفير الطعام والحلويات في شكل كاريكاتيري ساخر.
المؤثرات والسينوغرافيا
الاضاءة جاءت انارة معظم الوقت وكان يمكن توظيفها دراميا أكثر من ذلك لتعبر عن بعض الحالات او المواقف باستثناء مشهد النهاية حينما انقضت المجاميع على المؤلف مستخدمة التعبير الحركي والديكور كان فقيرا في مقابل سخاء في الازياء التي بدت كرنفالية وبألوان فاقعة رغم ان الطرح محلي والموسيقى عبرت عن اجواء الفرح في الاستعراضات خاصة أنها لايف في جانب منها مما اضفى حيوية وتدفقا في الايقاع وأشاعت جوا من البهجة مع الاغانى الوطنية التي خاطبت مشاعر الجمهورالا أن ارتفاع صوتها أثر سلبا على سماع الممثلين وضاعت بعض الجمل والكلمات.
الاداء التمثيلي
لابد أن نعترف بأن الطفل وليد السويدان قد خطف الاضواء بسبب بساطته وعفويته وتلقائيته وكأنه كان يلعب بالفعل ولا يمثل ولذلك جاء أداؤه مؤثرا وتفاعلت معه الصالة بشكل كبير فيما برز أداء حسن عبدال وتداخل مع شخصياته وخرج منها بانسيابية وثقة وشكل مع الطفل السويدان دويتو كوميدي أما المؤلف أرى أنه أقرب الى دور الراوي منه الى المؤلف فكان أداؤه كاريكاتيريا ساخرا وبذل جهدا نحييه عليه الا أنه أحيانا كان يبالغ ويسطح أداؤه واجتهدت كل من سعاد الحسيني ودانة في حدود دوريهما وهما واعدتان ونتمنى لهما التوفيق في القادم من الايام فتحية لكل فريق العمل على هذا الجهد الشبابي الطيب فقد أمتعونا وتفاعلنا معهم وشكر خاص للفنان عبدالعزيز الصايغ لتبنيه هذه المواهب والوقوف الى جوارها ومؤسس الفرقة ياسر العماري كل التحية .