صدر حديثا للدكتور خالد السلطاني، «الباحث في مدرسة العمارة بكوبنهاغن»، كتابا جديدا باللغة الانكليزية، بعنوان «تناص معماري: العمارة بصفتها قبولا للآخر». وقامت مدرسة العمارة / الاكاديمية الملكية للفنون في كوبنهاغن / الدنمارك، بنشره ضمن منشوراتها العلمية.
وموضوعة الكتاب الذي جاء بـ 256 صفحة، بالقطع الكبير، والغني بالصور والمخططات، تتعاطى مع «ثيمة» «الانا» و «ألاخر» معمارياً. اذ يتناول المشاريع المصممة من قبل المعماريين الدنماركيين، والمخصصة الى البلدان العربية والاسلامية. وتنزع نصوص الكتاب الى الرفع من شأن الحوار بين مختلف الثقافات المتنوعة، وتحديد: الحوار المعماري.
ويشيرمتن الكتاب الى مقدرة المصممين الدنماركيين في تأويل قيم العمارة «المكانية»، وهي هنا «العمارة الاسلامية» وتوظيفها في التصاميم المخصصة لتلك البلدان. بيد ان التأويل هنا يمتلك ذائقته الخاصة المعتمدة على مرجعية جمالية اسكندينافية، من هنا، في رأي المؤلف، تمتلك تجربة هذا «التأويل» أهميتها وإثارتها و.. فائدتها.
ويهتم الكتاب في تناول جملة تصاميم منفذة، «وغير منفذة ايضاً»، صممها الدنماركيون في بلدان الشرق الاوسط، مثل «مبنى مجلس الامة الكويتي» في العاصمة الكويتية/ الكويت «1972-1983»، للمعمار يورن اوتزن. ومصمم المبنى، كما هو معروف، معمار ذو شهرة عالمية معروفة، سبق له ان صمم، على سبيل المثال، مبنى «اوبرا سدني» في استراليا في مطلع الستينات من القرن الماضي.
ويتناول الكتاب، ايضا، مشروع «مجمع جدة الرياضي» «1967» «لم ينفذ» لنفس المعمار، الذي صمم ايضا «مسرح في لبنان» «1970» «لم ينفذ»، ومصرف «ملي بنك» في العاصمة الايرانية طهران سنة 1959. وبما ان الكتاب يسعى الى الاحتفاء بموضوعة «الانا» و «الآخر»، فان المؤلف يتناول ايضا في كتابه، مشاريع «يورن اوتزن» الدانمركية التي اعتمد في صياغة تكويناتها التصميمية على قيم العمارة الاسلامية، هي التي يتعتبر اوتزن نفسه احد المعجبين بها كثيرا، والمتحمسين لها كثيرا. فيتناول «مجمع فخذينسبو» الاسكاني، «1962-63»، الواقع في شمال العاصمة الدانمركية: كوبنهاغن، وكذلك : «مركز فاغوم التجاري» «1966» في مدينة «فاغوم» الدانمرك.
في الكتاب، ثمة اهتمام واضح لعمارة «هينينغ لارسن»، الذي يعتبر الان اشهر معمار دانمركي واوربي، هو الذي صمم مبنى «وزارة الخارجية السعودية» «1980-84» في الرياض، المبنى الذي اعتبر في رأي كثير من النقاد المعماريين، احد اهم مباني العاصمة السعودية، ونال المصمم عليه، عام 1984، جائزة «الآغا خان للعمارة الاسلامية» المرموقة. كذلك يتناول الكتاب مشاريع «لارسن» العربية مثل «سفارة الدنمارك في الرياض» «1984-84»، ومبنى «مدرسة كوبنهاغن للاعمال» «1986-88»، التي استخدم المعمار الدنماركي في لغتها التصميمية كثير من مبادئ العمارة الاسلامية في صيغتها المؤولة. وهي الان تعتبر من المباني المصانة، واجبة الحفاظ في العاصمة الدنماركية، نظرا لقيمتها المعمارية والثقافية.
يشمل الكتاب ايضا،على نصوص نقدية، خاصة بمبانٍ آخرى، مصممة من قبل معماريين دنماركيين، مثل « ابراج الكويت» «1970-76»، في الكويت العاصمة، للمعمارة «مالينا بيون»، ومبنى «بنك الكويت المركزي» «1966-76»، في الكويت ايضا، للمعمار «آنى ياكبسون» بالاشتراك مع مكتب D+W، ومبنى «متحف البحرين الوطني» «1981-88» في المنامة/ البحرين، للمعمار كنوذ هولشير، ومبنى «البنك المركزي العراقي» «1978-85» في بغداد/ العراق، للمعمار بول ينسين، كما يتناول الكتاب مشروع « معهد التدريب التقني في قصر البخاري بالجزائر» «1982/ للمعمار هانس مونك هانسين. وغيرها من التصاميم، التي تحضر في تكويناتها قيم ومبادئ العمارة الاسلامية، منظورا لها من وجهة نظر آخرى.
وفي مناسبة صدور الكتاب، فقد اقامت مدرسة العمارة في كوبنهاغن حفلا في احدى قاعاتها، خصص للاحتفاء بصدور الكتاب باللغة الانكليزية. وتحدث فيه معاون العميد العلمي وكذلك المؤلف، الذي وقع على نسخ عديدة من كتابه. حضر الاحتفال جمهور من الاكاديمين والمعماريين المصممين لبعض المباني التي تناولها الكتاب، فضلا على اصدقاء المؤلف العراقيين والعرب المقيمين في كوبنهاغن.