
أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي عن مجموعة الأفلام المشاركة في برنامج «سينما الطفل»، الذي يحمل في كل عام اختيارات مميزة خاصة بالطفل والعائلة، تأتي جميعاً في إطار قصصي وإبداعي يحتفي بالمخيلة، ويحمل البرنامج هذا العام أفلاماً تتناغم وما يترقبه جمهور مهرجان دبي السينمائي الدولي سنوياً من هذا البرنامج، حيث ستظهر على شاشة المهرجان أفلام «جنيات الغابة» و«أميرة ضائعة» و«الدب الموسيقى» و«الطفل الذئب».
وقد علق مسعود أمر الله آل على، المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي الدولي، على أفلام برنامج «سينما الأطفال» لهذه الدورة بعبارة «وراء كل إبداع طفولة حرة» تندرج تحتها مجموعة الأفلام المختارة قائلاً: «إنها أفلام حظيت بإعجاب النقاد وصنّاع السينما حول العالم، وهي أفلام يندر عرضها في دورالعرض، إنها مساحة لها مكانة سينمائية خاصة بالنسبة للمهرجان، ففيها تجتمع الطفولة بالإبداع».
من جانها صرحت ميرنا معكرون، مديرة برنامج «سينما الأطفال»، إن ما تخضع إليه اختيارات هذا البرنامج المخصص للأفلام الموجهة لجمهور الصغار، مؤكدة أن الاختيارات دائماً ما تكون لأفلام لها تأثير على توسيع مدارك الطفل.
و يأتي فيلم المخرجة الهولندية آنا فان در هايدى «برام المفعم بالحيوية»، حيث الطفولة الخاصة ومفارقاتها، إذ إن برام ليس إلا صبياً في السابعة من عمره، يتأمل العالم ملياً من حوله، وهو متحمّس جداً لدخوله الصف المدرسي الأول، غير أنه يصادف في الصف الأستاذ فيش، وهو أستاذ تقليدي محافظ لا يهمّه إطلاقاً كل ما يدور في قلب وعقل برام من عوالم غريبة، ويفعل كل ما بوسعه ليدفعه للتصرف بالطريقة التي يراها صحيحة. أما والدا برام فيسعيان من جهتهما إلى إيجاد توازن ما بين سعادة ابنهما وتكيّفه مع أساليب الأستاذ فيش.
أما فيلم «إرنست وسيليستين» لكل من بينجامين رينير وفينسنت باتار وستيفان أوبير، الذين تشاركوا إخراج هذا الفيلم، يوضح أنه من غير المستحب في عالم الدببة الطبيعى أن يقوم دب بمصادقة فأرة، لكن الدب الكبير إرنست، الموسيقي والمهرج الذي يعيش على هامش مجتمع الدببة، يفتح بيته مرحباً بسيلستين رغم استنكار بقية الدببة، فسيلستين فأرة يتيمة هاربة من عالم الفئران تحت الأرض، سيجد كل منهما العزاء في الآخر، ولابد لسباحتهما عكس التيار أن تثير المشاكل.
أما «ألفى الصبي الذئب الصغير» للمخرج جورام لرسن، فيضعنا أمام قصة تحول ألفي الصغير في ليلة عيد ميلاده السابع إلى ذئب أبيض فروه كثيف وناعم. وهنا يحضر السؤال: كيف سيتمكّن ألفى من التعامل مع طبيعته الجديدة؟ فلا شكّ أن قدراته الذئبية خلال الليل تفوق بأشواط ما هو قادر على تحقيقه خلال النهار! فيلم خيالى مقتبس من رواية الكاتب بول فان لون، يصوّر أسطورة ألفى بأسلوب طريف ومؤثر يسحر الصغار كما الكبار، ويحتفي بالتفرد وتقبّل الذات وحب الآخر.
وفي سياق متصل يأتى فيلم «رحلة البحث عن نجمة عيد الميلاد»، المقتبس عن قصة من التراث النرويجي. يروي الفيلم مغامرات فتاة شجاعة، تسعى العثور على «نجمة الكريسماس»، بهدف تحرير المملكة من اللعنة التي حلت بها، واستعادة الأميرة المفقودة، وهكذا فإنها ستخوض مواجهات مع الأشرار الذين يحاولون منعها من الوصول إلى النجمة. وليأتي كل ذلك مصاغاً بما يضع المشاهد الصغير والكبير أمام عوالم وشخصيات مبهجة على خلفية طبيعة خلابة، وبناء سينمائي محكم، مؤسس على براءة المخيلة وجمالياتها.
آخر هذه الأفلام فيلم هندي بعنوان «جاتو» للمخرج الهندي رجان خوسا. تجري أحداث هذا الفيلم في بلدة هندية، سكانها مهووسون بالطائرات الورقية، حيث تبدو السماء في تلك البقعة بحراً من الطائرات، لكن تبقى «كالي» الطائرة السوداء، الأسرع والأعلى، يحلم الفتي المشرد غاتو بأن تتفوق طائرته على «كالي» العظيمة، ولا ينجح في ذلك، والفرصة الوحيدة المتاحة لتحقيق حلمه تتمثل بالوصول إلى سطح مدرسة البلدة، ولينجح في ذلك فإن عليه التظاهر بأنه أحد تلامذتها. إنها حكاية مبهجة عن روح حرة، جعلته الفيلم المفضل لدى المهرجانات، وغاتو عازم على أن يكون على قدر التحديات!