وصفت الاعلامية، هالة فهمي، مبنى التليفزيون المصري «ماسبيرو» بالمبنى الأمني الذي يوجد بداخله فرع لجهاز أمن الدولة المنحل، مشيرة إلى أن الفساد انتشر فيه وتوغل بشكل كبير حيث باتت عائلات بأكلمها تعمل داخله.
وأضافت هالة في حوار مع «إيلاف» أن هناك الكثير من الصعوبات التي تعوِّق العمل في التليفزيون من بينها تدخل أكثر من جهة، والاعتراض على إنتقاد ما يصدر من المسؤولين، مؤكدة أن هذا الوضع بقي كما هو عليه بعد ثورة 25 يناير.
وعن بدايتها قالت عملت في التليفزيون منذ عام 1987 حيث التحقت للعمل كمساعدة مخرج بالقناة الثالثة على الرغم من رغبتي بالعمل مذيعة، لكنني انتظرت حتى جاءت فرصتي عام 1991 ونجحت بمجهودي من دون حاجة إلى أية واسطة.
ثم انتقلت للعمل مذيعة بعد ذلك بوقت قصير، وتنقلت بين أكثر من مكان بسبب أرائي السياسية ومعارضتي لضيوفي ومناقشتهم في الأرقام التي تقال للوصول الى الحقيقة، حتى قرر مسؤولو التليفزيون توجيهي لبرامج الاطفال باعتبار أن هذه البرامج يقدمها المغضوب عليهم في التليفزيون، لكن أيضًا لم اسلم من المشاكل.
فبرامج الاطفال لابد وأن تحمل رسالة، ليس فقط تعليم تناول الطعام والإرشاد والنصح، ولكن علينا المساعدة في تركيز إدراكهم للواقع الذي نعيش فيه، فمثلاً خلال أحد الحلقات كنت أعرفهم بالقضية الفلسطينية واتهموني بأنني أتحدث في السياسية مع الأطفال واحاول إقحامها في برنامجي وهذا ليس صحيحًا ولكن كان هدفي دائمًا أن يكون الجيل الجديد ناشئ سياسيًا بشكل صحيح.
وعن سؤالها عن تعرضها لمشاكل امنية بسبب ذلك اجابت بالطبع، فماسبيرو هو أحد قلاع جهاز امن الدولة المنحل، وأتذكر عام 1994 راقبني الجهاز لمدة عام تقريبًا لكي يثبت أنني شيوعية حيث كنت وقتها أشتري المجلات والصحف والأجنبية للإطلاع عليها، ومن كان يقوم بهذه الخطوة هو شيوعي من وجهة نظرههم، ولكنهم فشلوا في إثبات ذلك، وبقيت عرضة للإضطهاد في العمل، إضافة الى وجود أكثر من جهة تراقب ما يقال على الشاشة سواء كان مسجلاً او على الهواء.
واوضحت انها منعت من الظهور على الشاشة عام 2009 بقرار من وزير الاعلام وقتها انس الفقي بسبب التصدي لاتجاه الدولة لبيع مبنى التليفزيون وخصخصته وتصفية العاملين فيه وفقًا لاتفاق كان يتم التحضير له مع الاتحاد الاوروبي، واعتصمت مع مجموعة من زملائي 5 أيام أمام المبنى حتى تدخل الوزير وبدأ بالتفاوض مع كل منا بمفرده، وعادت الاغلبية بعدما حصلت على امتيازات بعضها خاص بالمرتبات وبعضها خاص بالبرامج، بينما منعني بسبب استمراري على موقفي ورفضي فكرة تصفية العاملين بالمبنى، حيث كان وقتها قد بدأ باتخاذ هذه الخطوات وإخبار غالبية العاملين بضرورة قيامهم بالبحث عن مكان اخر للعمل.
كيف يمكن حل مشاكل هذا المبنى الكبير؟
وعن كيفية حل مشاكل المبنى الكبير قالت: ان الحل بسيط ومعروف للجميع، ويتلخص في تشكيل مجلس أمناء محايد يضم مجموعة من الشخصيات الاعلامية التي تتفهم طبيعة العمل داخل المبنى، وتتولى إدارته ويخضع العمل فيه لسياسة الثواب والعقاب بحيث يحصل كل من يعمل على حقه، فالمبنى يحقق أرباحًا كبيرة للغاية لكن الفساد الموجود بداخله يبتلعها بشكل كامل.