
قالت المخرجة السينمائيّة السعودية هيفاء المنصور ان هدفها من فيلم « وجدة « أن ترسل رسالة واضحة وتقول إن الشخص الذي لديه حلم يجب عليه أن يلاحقه حتى يحققه ولا ييأس؛ كما فعلت الفتاة في الفيلم وقامت بكل المحاولات للحصول على الدراجة؛ إذ من المهم أن يعمل الإنسان بجد وإصرار حتى يحقق ذاته وأحلامه وأن يحتفي بالحياة.
وأضافت فى حوارها لموقع « سيدتي نت» انها سعيدة جداً بالجائزة لأن لكل مجتهد نصيب، فقد عملت على هذا الفيلم منذ خمس سنوات، وأطلقناه بشكل رائع فنال إعجاب العديد من النقاد والمشاهدين، وأشكر مسعود أمر الله، المدير الفني للمهرجان، لأنه يحترم السينما الخليجية ويعطيها مكانتها.
وفي ردها على سؤال حول ان كونها امرأة سيعيق إصدار فيلمها في المملكة السعوديّة
اجابت عملنا وفقاً لقوانين الدولة وتنظيماتها للحرص على أّنّ التراخيص والتصاريح المناسبة لتصوير مشاهد الفيلم في الرياض بحوزتنا. ونحن نحظى بدعمٍ محليٍّ كبيرٍ وكنت ممتنة كثيراً لشركة «روتانا» التي شاركت في إنتاج الفيلم والترويج له. وأدّى الأمير وليد بن طلال دوراً أساسيّاً في تطوير الفيلم وتوفير الدعم اللازم لإنتاجه بأعلى جودة ممكنة. وأرغب بمواصلة عملي وفقاً للنظام لكي أجد طريقة تسمح لي تعزيز وتطوير صناعة الأفلام في السعوديّة.
أنت رائدة في صناعة الأفلام في المملكة السعوديّة. ما الذي شجّعك على كسر كلّ الحواجز لكي تصبحي أوّل مخرجة سينمائيّة سعوديّة؟
واضافت كبرت في بلدة صغيرة في السعوديّة. هذا لا يعني أنّنا كنّا نعيش في حالة عزلة ولكن لم نكن منفتحين على العالم. على الرغم من أنّ والداي كانا يسافران كثيراً، لم نقم إلّا برحلات إقليميّة قليلة في صغري. فتمحورت طفولتي حول بلدتي الصغيرة. كان مفهوم للعالم الكبير يقتصر على المدن التي تبعد بعض ساعات عن بلدتي، أمّا العالم الذي كان يتعدّى هذا المفهوم كان يبدو بعيد المنال.
كنت دائماً أقرأ الكتب وأشاهد الأفلام ولطالما أردت أن أنتمي إلى هذا العالم الكبير بطريقةٍ أو بأخرى. كما لا تضمّ السعوديّة دور سينما كما أنّها تحظّرها ولكن وفّر لنا والدي الأفلام وكنا ننظمّ سهرات عائليّة نشاهدها خلالها.
وعلى الرغم من حبّي للأفلام، إلّا أنّني لم أحلم أبداً أنّني سأصبح في يومٍ ما مخرجة سينمائيّة، ناهيك عن أوّل مخرجة سينمائيّة في السعوديّة. أنا فخورة لأنّي أصنع التاريخ ولكن أحلم أن أعرف لجودة أفلامي العالمية.
عملت طويلاً على صقل مهاراتي وبناء فريقٍ قويّ للتمكّن من صناعة فيلم روائيّ طويل قادر على منافسة غيره من الأفلام العالميّة وجذب الجمهور العالمي.
كما اضافت المنصور لطالما دعمتني عائلتي في الواقع، أنحدّر من عائلة مليئة بأفراد يكسرون الحواجز وبنساء أقوياء. لطالما شجّعنا والدي على السعي وراء أحلامنا وتحقيق طموحاتنا. وأعتقد أنّ أميّ قد أثّرت بي شخصيًّا وأقدّر فعلاً الجهود التي بذلتها لتجاهل الضغوطات الخارجيّة للإمتثال للتقاليد. لطالما كانت مصرة على تعليم كلّ بناتها لكي نتمكّن من تحقيق أحلامنا وخلق فرص لأنفسنا. تتمتّع أمّي بكاريزما كبيرة فهي إنسانة مرحة وهي دائماً تغنّي. لو كانت مواطنة في أي دولة أخرى لكانت أصبحت نجمة كبيرة.
وفيما يتعلّق بالجدل الذي يحيط بأعمالي، أشعر أنّه ثمّة بعض الأشخاص الذين يبدون ردّات فعل سلبيّة بسبب هويّتي فقط وينتظرون منّي أن أقدّم موقفاً معيّناً. أحبّ أن أبقي هؤلاء الأشخاص بحيرة من أمرهم وأعتقد أنّ هذا الأمر يشكّل تحدّي بالنسبة إليّ إذ أّنّه يدفعني دائماً إلى مراقبة عملي والحرص على أن تكون أفكاري مبتكرة وجديدة. لا أخطّط منذ البداية على القيام بأعمالٍ مثيرة للجدل، بل أعتقد أنّ بعض الأشخاص مستاؤون لأنّني امرأة راغبة ومستعدّة لإبداء رأيها علناً. على الرغم من التهديدات بالقتل قد تتسبب بالخوف، إلّا أنّه لا يمكننا أن ندع المتطرّفين يؤثرون على طريقة عملنا والأهداف التي نودّ تحقيقها والتي تتمثّل بتطوير البلد.