
ظهر وتميّز على الساحة الدرامية الخليجية عدد من البطولات النسائية في العام 2012، ما لفت الانتباه إلى ظاهرة جديدة وجديرة بالملاحظة والرصد وتحتاج إلى تحليل عميق لوضع الدراما الخليجية، وما وصلت إليه من تطور في السنوات الأخيرة، وبدايةً لابد أن نشير إلى ظهور عدد من الأقلام النسائية في الدراما الخليجية وتحيزها بشكل واضح للبطولات النسائية، ويعتبر هذا من أهم الأسباب التي أدت إلى ظهور هذه الظاهرة في الساحة الخليجية.
ففي مسلسل «خادمة القوم» للمخرج سلطان خسروه، والكاتبة القطرية وداد الكواري، كانت البطولة نسائية لكل من: هدى حسين، ومنى شداد، وعبير الجندي، وسوسن هارون، وسعاد علي، وملاك.
أما مسلسل «كنة الشام وكناين الشامية» للمخرج جمعان الرويعي، والمنتج باسم عبدالأمير، والكاتبة الشابة هبه مشاري حمادة، فقد سيطرت عليه عدة وجوه نسائية شابة أمثال: إلهام الفضالة، وشجون الهاجري، وفاطمة الصفي، ومرام، ولمياء طارق، وليلى عبد الله، ومايا خوري.
كذلك كان الحال في مسلسل «مطلقات صغيرات» للمخرج سائد الهواري، والكاتبة الدكتورة خلود النجار؛ فالبطولة كانت لأمل العوضي، وملاك، وهنادي الكندري، وغادة الزدجالي، وشهد.
أما مسلسل «ملحق بنات» فهو من إخراج عامر الحمود، وللكاتبة السعودية الدكتورة ليلى الهلالي، من بطولة: هيفاء حسين، ونجوى القطرية، وميسون، والماس، ووئام الدحماني.
وكانت البطولة المطلقة في مسلسل «لعبة المرأة رجل» للمخرج إياد الخزوز، والكاتبة السعودية سارة العليوة للفنانة ميساء مغربي وشاركها فيه كل من: إبراهيم الحربي، وإبراهيم الزدجالي، ونخبة من نجوم الخليج.
ونعود للبطولة النسائية الجماعية في مسلسل «بقايا جروح» للكاتبة فجر السعيد، والمخرج فرج الفراج، بطولة عدد من الوجوه النسائية المتميزة، مثل: زهرة الخرجي، وانتصار الشراح، ومنى شداد، وفاطمة الحوسني، ومنى عبدالحميد، ومريم حسين، وباسمة حمادة، وزهرة عرفات...
ويظهر جليًّا من العرض السابق للأعمال الدرامية الخليجية سيطرة الإبداع النسائي كتابةً وتمثيلاً، كما يظهر بوضوح تحيز الكاتبات الخليجيات للبطولات النسائية، وبالنظر إليه نجده أمرًا طبيعيًّا؛ لأنها تعالج قضايا نسائية مجتمعية بالدرجة الأولى وتحتاج إلى بطولات نسائية، وشخصيات تعبر عن المرأة وطموحها، وما تعانيه من مشاكل وقضايا اجتماعية تظهر جلية في المجتمع الخليجي.
ولكن نجد أيضًا بعض الكُتَّاب الرجال ينحازون إلى البطولات النسائية؛ فهناك عدد من الأعمال الدرامية بطولاتها نسائية، وكتبها مؤلفون رجال ويتعرضون لعدد من القضايا النسائية المهمة مثل مسلسل «سنة أولى جامعة» أو «بنات الجامعة» وهو الجزء الثاني لمسلسل «بنات الثانوية» الذي حقق نجاحًا جماهيريًا كبيرًا الموسم قبل الماضي، من تأليف الكاتب محمد النمشي، ومن إخراج عبد الله الحسن، والبطولة لعدد من الوجوه النسائية الشابة: أبرار سبت، وفاطمة الطباخ، وشيلاء سبت، وغادة السني.
كما قدم المؤلف محمد النمشي مع القديرة حياة الفهد مسلسل «سيدة البيت» بمشاركة عدد من الوجوه النسائية المتميزة أمثال: زهرة الخرجي، وشيماء علي، وغرور، ومن إخراج محمد البكر، والسيناريو والحوار لفيصل العزاز.
بينما قدم المؤلف جمال سالم مع المخرج أحمد يعقوب المقلة مسلسل «حبر العيون» بطولة القديرة حياة الفهد وعدد من الوجوه النسائية المتميزة أمثال: يلدا، وهند البلوشي، وأحلام حسن..
وبالنظر إلى مجموع الأعمال الدرامية ذات البطولات النسائية نجد أن نسبة استحواذ الفنانات على أدوار البطولة وحتى الأدوار المساعدة لها زادت مقارنة بالأعوام الماضية، وهذا إن دَلَّ يدلّ على تطور نوعي في الدراما الخليجية بدايةً من الكتابة نهايةً بالتمثيل والإخراج والقضايا الاجتماعية المطروحة من منظور فني درامي.
ونجد أنفسنا أمام تيار واعٍ من الكاتبات والفنانات في الساحة الدرامية الخليجية يحملن شعلته التي تضيء القضايا النسائية الضائعة في المجتمعات الخليجية خاصة في ما يتعلق بالمرأة المتزوجة والمطلقة والمعيلة وحتى أسرار البنات في سن المراهقة والجامعة.
وبالنظر إلى الدراما الخليجية نجد أن زيادة نسبة المشاركات النسائية في السنوات الماضية تلفت الأنظار؛ فبعد أن كانت البطولة النسائية تقتصر تقريبًا على الفنانتين القديرتين سعاد عبد الله وحياة الفهد مع تواجد عدد من الوجوه النسائية الشابة مساعدة لهما والتي بدأت تظهر وتفصح عن نفسها وبقوة ما ينذر بتواجد نسائي متميز وواعٍ ومبدع يدعمه عدد من الكاتبات المتميزات والمعبرات عن هموم وواقع المرأة الخليجية