
عادت إلى الواجهة مسألة كم يتقاضى نجوم الغناء في البرامج التّلفزيونيّة الّتي يظهرون فيها، وكان الفنّان عاصي الحلاّني آخر المستنكرين للمبالغ الّتي نُشرت في الإعلام والّتي تخطّت أرقامها المليون دولار قبضها النّجوم لمشاركتهم في البرنامج الجماهيري «ذا فويس».
وقال الحلّاني إنّ هذا المبلغ كبير جداً وغير صحيح، قياساً إلى الرّقم الحقيقي، ونحن وافقنا على المشاركة في تدريب المواهب من أجل هدف فنّي ولا أعتقد أنّ أحداً استطاع أن يُنجح برنامجاً فنيّاً كاملاً كما فعلنا نحن في «ذا فويس».
لكن لماذا يعاد فتح هذا الملف الشّائك أمام نجاح البرنامج والتّعويض الذي حصدته شركتا «Sony Pictures» و«MBC» معاً والأرباح الّتي جنتاها، وخصوصاً أنّ الرّعاة الإعلانيين واكبوا البرنامج حتّى النّهاية، وخرج المشتركون بهدايا كثيرة مثل السّيّارة الّتي حصل عليها الفائز مراد البوريقي، وغيرها من الأمور الّتي ساعدت الإنتاج على إعادة المبالغ الّتي دفعت.
الفنان إلياس الرّحباني.الذي شارك قبل سنوات في لجنة تحكيم برنامج «سوبر ستار» على شاشة المستقبل اللّبنانيّة استغرب لكنّه مثل الجميع سمع أنّ بعض المبالغ تخطّت سقف المليون دولار وقال لـ«نواعم» «كنّا في جلسة خاصّة وهمس لي أحدهم أنّ هناك اتفاقات غير معلنة بين بعض شركات الإنتاج والمحطّات التّلفزيونيّة والنّجوم على المبالغ وارتفاعها، لكنني أصدق أنّ المبالغ تصل إلى حدود مليون دولار للنجوم، وهذا مخيف جداً لأنّ تعاطي النّجوم يختلف أمام هذه المغريات».
وحول المبالغ الّتي كان يتقاضونها في لجنة تحكيم «سوبر ستار» ضحك الموسيقار وقال: «إنّ الارقام الّتي كنّا نقبضها كانت رمزيّة نسبة إلى ما نسمعه اليوم، وهي لم تتخطّ حدود العشرين ألف دولار، أنا شخصيّاً طلب مني الرّئيس الرّاحل رفيق الحريري أن أكون ضمن لجنة التّحكيم، وأراد أن نحيي الفنّ بأصوات جيدة كدعم للفن العربي واللّبناني تحديداً، وبالنسبة لي وللرئيس الحريري كنّا أمام مشروع فنّي لا تجاري. والتزمت بهذا الطلب المعنوي، لأنّ للرئيس مكانة خاصّة، وطلبه كان ينمّ عن ثقة بنا، فكيف أطلب مالاً أمام هذه الثّقة الكبيرة، ربما نكون ظلمنا وقتها وخصوصاً أنّ نجاح «سوبر ستار» لم يقلّ شأناً عن نجاح البرامج الّتي تحفل بها الشّاشات الفضائيّة والمحليّة اليوم».
أمّا المنتجة جنان ملّاط الّتي نفّذت عام 2006 برنامج «إكس فاكتور» وتقدّم اليوم النّسخة الأولى من «الرّقص مع النّجوم» فتقول لـ«نواعم»: «لا بأس بالمبالغ الواردة والّتي يقال إنّ نجوم الفنّ يتقاضونها لمشاركتهم في لجان تحكيم وتدريب الهواة، بالنسبة لي لا أصنف الموضوع على أنّه تجاري بالدّرجة الأولى، على العكس فأيّ نجم مثل الفنّان الكبير كاظم السّاهر يستحقّ هذا المبلغ ولو وصل إلى حدود المليون دولار، إذ له كاريزما معنويّة مؤثّرة في الوطن العربي، ووجوده يضيف كثيراً إلى العرض التّلفزيوني، وخبرته الموسيقيّة والغنائيّة تستحق ذلك».
وتؤكّد ملّاط أنّ وجود السّاهر في لجنة التّحكيم يغني اللّجنة نظراً إلى جماهيريّته الكبيرة في العالم العربي، وهذا لا يقلّل من قيمة النّجوم الآخرين الموجودين إلى جانبه.
وتشير ملّاط في النّهاية إلى أنّ أي عمل تلفزيوني ناجح يجب أن يحصل على كافة التّسهيلات الماليّة والدّعم الإعلاني الذي يعطيه مستوى لائقاً، ويبعده عن العنصر التّجاري المسيطر عند بعض الإنتاجات والّتي تمرّ مرور الكرام على الشّاشة الصّغيرة.