
رؤية اخراجية قدمها المخرج نصار النصار من خلال مسرحية «محطة 50» التي عرضت على مدى يومين في مركز الميدان الثقافي ضمن فعاليات موسم دار الآثار الإسلامية الثقافي الثامن عشر.
ويقدم المخرج رؤية جمالية لشرائح مجتمعه، وإسقاطا يجسد فكرة الكاتبة تغريد الداود لعرض الهم الكويتي والعربي والعالمي، على خشبة المسرح، وقد شاركت المسرحية في المسابقة الرسمية لمهرجان أيام المسرح للشباب التاسع، وفازت بجائزتين هما أفضل ممثلة دور أول: زينب خان، وأفضل مؤلف مسرحي واعد: تغريد الداود.
وتعتمد فكرة العرض على قيمة «الانتظار»، التي تناولتها الكثير من المسرحيات العربية والعالمية، في طرح أفكارها، مع اختلاف في الرؤى والأدوات والأساليب و تدور فكرة المسرحية حول مجموعة من الاشخاص التقوا جميعهم في «المحطة 50» كل منهم يمثل حياة خاصة بأسرارها ومعاناتها واحلامها وجميعهم ينتظرون وصول القطار.
«خالد» الشاب الوسيم الذي يجوب العالم بحثا عمن تستحق ان تصبح زوجة له, و»سامي»الهارب من اسرته طمعا في تحقيق حلمه بأن يصبح مطربا, و»وفاء» التي هربت حاملة ذكريات حبها في حقيبتها الخاصة,و «العجوز الهرم» الذي لايزال ينتظر وصول القطار ورغم اختلاف الزمن وتبدل الاحوال غير انه لم يفقد الامل بعد.
والى جانب هؤلاء هناك حارس المحطة الذي يمارس سلطته بتفرد ويوظف القانون لخدمة اهدافه الخاصة ويضيق الحرية على الركاب وايضا الخادم ذلك الرجل البسيط الذي يلتزم بالقواعد والقوانين لا لشيء سوى انه لا يملك القدرة على الاعتراض, جميعهم يعيشون رحلة انتظار الى المجهول، تنتهي باشتباك بينهم وبين حارس المحطة مساعيده وفي خضم هذه المعركة يستفيقوا على صوت ينادي بان الرحلة وصلت وغادرت.
انطلقت الكاتبة من المحلية مستندة على الذكرى الـ50 لكتابة الدستور والاستقلال في حين مثل القطار الذي لم يصل ومازال الركاب في انتظاره التنمية والتطور ومن المحلية انطلقت الكاتبة لتعمم الفكرة على الوطن العربي ككل وذلك من خلال توظيف اغنيات رومانسية من زمن الفن الجميل بلهجات مختلفة لاسيما المصرية فالهم العربي واحد لا يتجزأ واستطاعت الكاتبة الشابة تغريد ان تقدم لنا نماذج متباينة لشرائح مختلفة من المجتمع وتعبر بصدق عن فكر الشباب المتطلع للافضل والمتمرد على القوانين التي تكبل حريته.