
لا يختلف اثنان على وصف النجمة العالمية انجلينا جولي بالمرأة الفولاذية التي شغلت العالم وهزت كيان الاعلام والرأي العام الدولي فباتت القضية في زمن تقاذفت براكينه حمم النووي والارهاب. تكاد تكون جولي النجمة الوحيدة في العالم التي أقدمت على استئصال ثدييها لاحتمال اصابتها بسرطان الثدي بنسبة 85 في المئة، لتكون المرأة الأقوى والأجرأ على الإطلاق في التاريخ الحديث.
رسالة اجتماعية وطبية
لقد أحدثت أنجلينا بخطوتها هذه منعطفاً جديداً ومختلفاً في حياتها المهنية متوجهة إلى نساء العالم ورجاله برسالة انسانية واجتماعية وطبية في الوقت ذاته. تلك السيدة التي لطالما اعتبرت رمزاً للجمال والانوثة الطاغية والاثارة والجاذبية، قررت ان تتخلى عن أحد أبرز معالم الانوثة البيولوجية غير آبهة بما سيقال او بنظرة رجال العالم إليها كإمرأة منتقصة الأنوثة.
النجومية ليست بالجسد
أرادت جولي ان تثبت للعالم أن النجومية لا تقتصر عند حدود الجسد المثير ومكامنه، بل هي رسالة قررت ان تجاهر بها أمام الملايين، مع العلم أنه كان بإمكانها أن تحيط الموضوع بالسرية التامة. لكنها اعادت تعريف مفهوم النجومية من جديد في العالم حيث قالت: ان نجوم السينما ليسوا ابطالاً خارقين ولا آلهة تمتلك اكسير الجمال الابدي، واضافت ان كل الاهتمام العالمي بجسد ممثلات هوليوود امر فارغ وغبي تماماً.
قررت انجلينا جولي ان تصبح قدوة وبلسم أمل لكل امرأة تعاني من السرطان، لذلك جاءت لتقول لها أنك بتصميمك وجرأتك ووعيك بإمكانك ان تتغلبي على المرض، فالنساء حول العالم ليست نهوداً فقط كما تصورها اغلفة المجلات.
أنجلينا جولي المرأة الفولاذية التي لا تتوقف نشاطاتها عند حدود الخير حيث جالت أخطر الاماكن بؤساً حول العالم، اليوم أحدثت ثورة من نوع مختلف في عالم الطب، فقد استبقت الواقعة باستئصالها، ايماناً بالمثل القائل درهم وقاية خير من قنطار سرطان.
ظهور أول بعزيمة الابطال
هذه السيدة التي لم تكتف بنقش كلمة العزيمة على ساعدها، بل عزمت على المضي قدماً وظهرت للمرة الأولى برفقة زوجها النجم براد بيت وهي بكامل أناقتها وجمالها وانوثتها، ويبدو واضحاً من خلال الصور التي نشرتها انها خضعت لعملية ترميم لصدرها فاستعاد حجمه الطبيعي.
أما الخطوة المقبلة فتتمثل بإقدامها قريباً على استئصال المبيض لاحتمال اصابته بالسرطان بنسبة 50 في المئة، ورغم ذلك جاهرت انجلينا بقوتها فكتبت من جديد: « شخصياً لا أجد نفسي امرأة اقل. . اشعر بالقوة لأنني قمت بخيار جريء لم يقلل من انوثتي بأي شكل من الاشكال».
انجلينا. . قدوة
في الختام لا بد من التوجه إلى كل امرأة في العالم مصابة بالسرطان أن تضع نصب عينيها سيدة اسمها انجلينا جولي، ومنها تستمد القوة لتخوض غمار معركة من نوع آخر وهي على يقين بانتصارها في نهاية المطاف لتقلب صفحة المرض إلى غير رجعة وتبدأ صفحة مشرقة فيها ما يكفي من متطلبات الأمل والتفاؤل بمستقبل أفضل.