بقدر ما تمتلئ عيناها بالدفء والشفافية بقدر ما تملك من تميز الحضور والإصرار على السير قدماً نحو الأمام، تؤمن بأن الفن موقف إنساني من الحياة ورسالة تحمل بين سطورها روح هذه الحياة.
إنها الفنانة سلاف فواخرجي التي منحت الحب لعملها، وقدمت مختلف الأدوار التي فاضت عليها بإنسانيتها وقوة شخصيتها بما يتلاءم مع خصوصية كل شخصية، ما جعلها أكثر قرباً وإقناعاً للمشاهد.
وتصور الفنانة سلاف حالياً دورها في مسلسل «حدث في دمشق» إخراج باسل الخطيب، نص عدنان عودة عن رواية لقحطان مهنا، وإنتاج المؤسسة العامة للإنتاج التلفزيوني والإذاعي، وتؤدي فيه شخصية وداد وهي امرأة سورية يهودية، تنتمي بقلبها وحبها وروحها إلى الشام، هي معتدة بوطنها سوريا ومنتمية له بقوة، معطاءة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، مُحبة لكل من حولها، وعندما بدأت الهجرة اليهودية لفلسطين المحتلة عام 1947 وقفت ضد فكرة إقامة «دولة اسرائيل» ورفضت العيش في فلسطين المحتلة وعارضت ارغام الناس على الخروج من بيوتهم ليسكن فيها القادمون الجدد.
وعندما خرجت من سوريا وعاشت في امريكا بقيت تحن إلى ذكرياتها حتى في الأغاني التي تسمعها فهي تحب اسمهان وأم كلثوم كثيراً. . يذكر أن المسلسل اجتماعي سياسي معاصر تدور أحداثه في فترتين زمنيتين متباعدتين الأولى في العام 1947 وفيها نرصد المناخ الاجتماعي والسياسي بمدينة دمشق والتحولات الجذرية التي طرأت عليه نتيجة الأحداث الدائرة في فلسطين، أما المرحلة الثانية فهي في العام 2001 حيث نلاحق مصير بعض هذه الشخصيات وتطوراتها نتيجة معايشتها للكثير من الظروف التي عاشتها وشهدتها دمشق خلال الفترة الماضية.
أما في مسلسل «ياسمين عتيق» إخراج المثنى صبح وتأليف رضوان شبلي، إنتاج سما الفن والذي تدور أحداثه في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، فتخوض الفنانة سلاف للمرة الأولى تجربة مسلسلات البيئة الشامية من خلال شخصية صفية الآلوسي التي تشكل صورة مختلفة لتلك الصورة النمطية عن النساء التي كرستها مجموعة من الأعمال، صفية هنا امرأة متنورة لها دورها الفاعل في المجتمع، تعمل في التجارة وفرضت تعاملها مع الرجال كند، ساعدت الناس واهتمت بتعليم الفتيات وانتصرت للفقراء، وقفت في وجه كبار التجار وتصدت لظلم زوجها المتسلط شهبندر التجار.
وعلى الصعيد السينمائي فقد كان للفنانة سلاف فواخرجي حضور لافت تمثيلاً وإخراجاً، فقد عرض لها أخيرا فيلم «مريم» للمخرج باسل الخطيب والذي قدمت فيه شخصية تنبض بالحياة رغم ما عاشته من ألم، وتميزت من خلالها بقدرة عالية على إيصال العوالم الداخلية للشخصية والتعبير عنها بكل خلجة من خلجاتها، فترجمت ما تكتنز به من غنى عبر ما امتلكت من أدوات تعبيرية وقدرة على عيش الشخصية فأتى أداؤها مفعماً بالإحساس والدفء، معبرة عن مشاعرها باقتدار. ولها فيلم جديد آخر لم يعرض بعد أدت فيه شخصية «أمل» وهو من إنتاج مؤسسة السينما بعنوان «هوى»، أما على صعيد الإخراج فقد أقدمت في خطوة هي الأولى لها على إخراج فيلم «رسائل الكرز» سيناريو نضال سعد الدين قوشحة ومن إنتاج القطاع الخاص، وينتظر أن تنطلق بعد فترة قريبة بتصوير فيلم سينمائي روائي طويل مع المخرج جود سعيد بعنوان «بانتظار الخريف».
