
وسط حشد جماهيري كبير ناهز العشرة آلاف من المحبّين القادمين خصيصاً للقائه وتهنئته باللقب، ورغم حرارة الطقس في صيف دبي التي بلغت 41 درجة في الظل، وبعد طول ترقّب وانتظار، طاب اللقاء أخيراً بين صاحب لقب الموسم الثاني من «Arab Idol» محمد عساف وجمهوره المحتشد أمام المقر الرئيسي لـ «مجموعة MBC» في «مدينة دبي للإعلام»، في مشهدٍ يدل على عمق المحبة وصدق المشاعر التي يكّنها الجمهور لنجمه الشاب الذي لم يبخل على محبيه، فحيّاهم وتفاعل معهم وغنى لهم، لتتشابك أيادي الآلاف في حلقات الدبكة الفلسطينية على وقع كلمات «علّي الكوفية علّي».
وبعد أخذ الصور التذكارية والتوقيع على «بوسترات» حملت صوره، اخترق محمد عساف بصعوبة الحشود التي أحاطت به من كل جانب، ليدخل مبنى «مجموعة MBC» التي قدم إليها – كما أعلن لاحقاً- ليقوم بتسجيل صوته على «تتر» أغنية مسلسل خليجي سيُعرض خلال شهر رمضان على شاشة MBC.
وفي داخل المبنى، لم يكن الوضع أقل حماسةً عنه في خارجه، حيث آثر موظفو المجموعة وعدد من أفراد عائلاتهم القدوم في يوم العطلة الأسبوعية، لتحية النجم الشاب وأخذ الصور التذكارية بجانبه، بعد أن نجح في خلق حالة جماهيرية جامعة، التقى خلالها العرب من كافة البلدان على محبّة الصوت الفلسطيني العذب والأصيل.
وعقدت «مجموعة MBC» لقاءً صحافياً، حضره إلى جانب «محبوب العرب» محمد عساف، المتحدّث الرسمي بإسم «مجموعة MBC» مـازن حـايك، مدير عام العلاقات العامة والشؤون التجارية.
في البداية، أوضح مـازن حايك أن «MBC» وقفت على مسافة واحدة من جميع المشتركين في البرنامج بما في ذلك المتأهلين إلى الجولة الختامية، وأضاف: «لقد كان كل واحد من المتأهلين الثلاثة يستحق الفوز، وقد أعدّت «MBC» قبل الحلقة الختامية - وكعادتها دائماً في مثل هذا النوع من البرامج المباشرة التي تعتمد آلية التصويت الجماهيري - ثلاثة سيناريوهات مختلفة ليتم العمل وفق أحدها في حال فوز أي من المتأهلين: فرح يوسف وأحمد جمال ومحمد عساف. وبعد فوز محمد عساف، تمّ اعتماد السيناريو المُعدّ له».
من جانبه، أعرب محمد عساف عن سعادته بالتفاف جمهوره الرائع حوله، وأضاف: «أتمنى أن أكون قد وُفّقت في ترك بصمة، وأسعدتُ قلوب أهلي في فلسطين، وقلب كل من صوّت لي من المحيط إلى الخليج وفي بلدان الاغتراب.»
وفي إجابةٍ له عما إذا كان من الممكن أن يركن إلى ما حقّقه من إنجاز وينام على أمجاده، قال محمد عساف: «إن تمكّني من المشاركة في البرنامج كان محفوفاً بالتحديات لاسيّما خلال مراحل سفري من فلسطين وإليها.» وأضاف: «ولدتُ في غزة التي تعيش المعاناة اليومية، وعملتُ بجد، واجتهدتُ لأصل إلى ما بلغته اليوم. فلا يُعقل أن أستكين أو أركن إلى هذه النتيجة، لاسّيما وأنني ما أزل في بداية الطريق، ومشواري الحقيقي بدأ مع إحرازي اللقب».
وحول نشاطاته المستقبلية، كشف محمد عساف عن جدولٍ حافل له خلال الأشهر المقبلة، منها حفلاته المقبلة في كل من رام الله وبيت لحم والضفة الغربية وأريحا نابلس والناصرة، إلى جانب حفلات في عدد من المدن والعواصم العربية منها: دبي ومصر والمغرب والكويت وقطر وعمّان، ناهيك عن تحضيرات فنية خاصة يقوم بها مع الفنان راشد الماجد، فضلاً عن بدئه فعلياً بالتجهيز لألبوم غنائي سيضم مختلف الألوان الطربية.
وحول علاقته بالسياسة وسيدات ورجال الأعمال الفلسطينيين، أوضح محمد عساف أنه سعيد جداً بالتفاف شعبه حوله، سواءً في غزة أو في الضفة الغربية، حيث رُفعت الأعلام الفلسطينية. لكنه أوضح أنه لا ينتمي لأي فصيل سياسي، وأنه ابن الشعب والقضية، طالباً من كافة الأفرقاء عدم وضعه في خانة سياسية ما... وأضاف: «لقد وفرت لي شرطة الحكومة المقالة الحماية، وهنأني ابن رئيس الحكومة وزارني في الفندق، كما حدّثني سيادة الرئيس محمود عباس «أبو مازن» الذي أوفد نجله الأستاذ ياسر محمود عباس لحضور منافسات الجولة النهائية من «Arab Idol» في بيروت. أتمنى في هذا الصدد أن تطوى صفحة الانقسام إلى الأبد لأنها ستكون الفرحة الحقيقية لنا كفلسطينيين».
وحول حياته التي اعتاد أن يعيشها قبل مشاركته في «Arab Idol» قال محمد عساف: «أنا إنسان بسيط، أدرس في كلية الإعلام والاتصال بجامعة فلسطين، في المستوى الرابع، وأقضي أغلب أوقاتي بين أصدقائي في رفح وبعض المثقفين والموسيقيين. وكنت أحاول أن أستغل صوتي للقيام بشيء جديد ذي منفعة من خلال المناسبات الوطنية التي تعنى بالأسرى والشهداء. فقد نشأت وتربيت على الأغاني الوطنية التي لن أتخلى عنها مستقبلاً وإن كنت سأحرص على الغناء بالألوان المتنوعة واللهجات المتعدّدة».
وحول تمسكّه بالأغنية الفلسطينية الوطنية والعاطفية، قال عساف: «سأحاول استثمار الشهرة التي حققتها في إيصال الأغنية الفلسطينية «المظلومة» والصوت الفلسطيني إلى العالم. فالفن رسالة سامية تصل إلى قلوب الناس بأسرع وقت.