
كلما اطل علينا الشهر الكريم ازداد الخير سارع المسلمون إلى فعل الخيرات طلبا للمغفرة والرحمة وتقربا إلى الله عز وجل ومن المظاهر الرمضانية موائد الرحمن التي تنتشر في مختلف بقاع الأرض وربما كان المفهوم السائد أنها تخصص للفقراء والمساكين فقط لكن الواقع يقول غير ذلك حيث يقبل عليها المغتربون عن بلادهم والعمال الذين لا تسمح ظروفهم بالإفطار في بيوتهم فينزلون من السيارات لتناول الإفطار في موائد الرحمن وأدت الجمعيات الخيرية دورا بارزا في هذا المجال وأقامت موائد الرحمن في المساجد لتستوعب أعداداً هائلة من الصائمين ويرجح المؤرخون أن أول من فكر في إقامة موائد الرحمن هم المصريون وأن الخليفة المعز لدين الله الفاطمي هو أول من أقام مائدة في رمضان يفطر عليها أهل جامع عمرو بن العاص وكان يخرج من قصره ألف ومئة قدر من جميع أنواع الطعام توزع على الفقراء ويرى الآخرون أن الأمير احمد بن طولون مؤسس الدولة الطولونية هو أول من أقام إفطارا جماعيا استمر طوال رمضان وتناقلت الأجيال بعد ذلك مصبغة بصبغة كل عصر وزمن ويتبارى الأغنياء والسياسيون وأصحاب المال والسلطات وأهل الفن في تقديم أفخم و ألذ الأطعمة فإذا كانت هناك موائد محدودة فهناك موائد أخرى «هاى كلاس» خمس نجوم مثل موائد الفنانين والسياسيين وقد اختلف العلماء بشأن جواز الإفطار على مائدتي شريهان وفيفي عبده في مصر بين مؤيد ومعارض وإذا كان البعض يقيمها للشهرة والتباهي أو لأغراض دنيوية فان البعض الآخر يقيمها لوجه الله سبحانه وتعالى وربما يقومون بتحويلها في الخفاء ابتغاء مرضاة الله وليس طلبا للشهرة أو تقربا من الجماهير للحصول على صوت انتخابي أو منصب دنيوي لكن في النهاية تظل موائد الرحمن من المظاهر الجميلة و الطيبة في هذا الشهر الكريم.