العدد 1614 Wednesday 17, July 2013
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الحكيم: نشكر موقف الكويت الداعم لإخراج العراق من الفصل السابع إقرار مرسوم ضرورة باعتماد الموازنة العامة للدولة العبدالله: الحكومة مهتمة بالشباب الكويتي قادة المستقبل «الداخلية»: سنطبق أقصى درجات النزاهة والشفافية لجميع مراحل الانتخابات المهنا يترأس الوفد الكويتي باجتماع لجنة العلامات الحدودية الكويتية السعودية «التطبيقي» تقيم امتحان تحديد المستوى للغة الإنكليزية السبت «البترول» تسيطر على حريق محدود في مصفاة الأحمدي مصر: 7 وفيات و261 مصاباً في اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيهم المحكمة الجنائية الدولية تطالب نيجيريا باعتقال البشير وتسليمه فوراً زلزال بقوة 5.3 درجات يضرب شمال شرق اليابان أمير البلاد ترأس اجتماع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي مجلس الوزراء يقر ربط ميزانيات الوزارات والإدارات الحكومية العبدالله: الحكومة مهتمة بالشباب الكويتي قادة المستقبل المعيوف أمام حشد من ناخبي «الثالثة»: الدائرة ليست للبيع والكلمة ستكون للشرفاء الجاسر: القطاع النفطي شريان الحياة في البلاد والاهتمام به على رأس الأولويات عاشور: لا صوت يعلو فوق صوت الشعب.. ولن نسمح بأن يكون المواطنون حقل تجارب المنابر القرآنية تحتفي بتخريج 25 حافظاً لكتاب الله بمسجد المزيني خلال رمضان مركز دراسات الخليج والجزيرة العربية استضاف وفداً من معهد الدوحة الدولي في قطر بيت الزكاة: مشروع ولائم الإفطار المحلي يقدم 8 آلاف وجبة يومياً اتحاد العمال: تعاون السلطتين واجب لمواجهة التحديات وتحقيق التنمية المستدامة «زكاة كيفان»: مشروع «الأسر المنتجة» هدفه توفير دخل مستمر للمحتاجين والأيتام الجيش المصري يلوح بالعصا: لا تفريط في مكتسبات الثورة كي مون يدعو لوقف الاعتقالات وتبني سياسة المصالحة النيابة العامة تأمر بضبط 7 من قيادات الجماعة.. والبنوك تتحفظ على الأموال الاحتلال يقمع المحتجين على «برافر - بيغن».. والمستوطنون يواصلون تدنيس الأقصى سوريا: النظام يواصل غاراته.. و«هيومن رايتس» تدعو «الأمن» للتدخل المطوع: الحكومة تحتاج إلى تغيير جذري لتتواكب مع تطلعات نواب الأمة سعود المطيري: غياب الرؤية الإستراتيجية يهدد مستقبل الاقتصاد العوضي: التعاون بين السلطتين هو السبيل الوحيد لحل القضايا العالقة العميد يخوض تدريباته «كامل العدد» مذكرة تفاهم بين هيئة الشباب والمعهد العربي للتخطيط اليوم الفضالة مع الشهيد حمد السمحان والعدساني يلاقي برشلونة بينوكيو يتخطى إيردر بصعوبة ويتأهل.. والمحرق يضرب سيتي واس برباعية قاسية الرومي يسطع .. والأهلي السعودي يتعثر في الروضان «بيتك»: التداولات العقارية في يونيو حققت تحسناً ملحوظاً «الوطني»: سوق العملات مازال عرضة للكثير من التقلبات خلال فترة فصل الصيف ساويرس: بعد رحيل مرسي سأضخ وعائلتي مليارات الدولارات ازدهار سوق العقارات في دبي يجذب المستثمر الكويتي فريد الأطرش. . أمير الغناء وأستاذ العود الهدهد..أول وكالة أنباء ناقلة لأخبار الشعوب طفل المستقبل تشارك أطفال مستشفى مبارك فرحة رمضان

منوعات

فريد الأطرش. . أمير الغناء وأستاذ العود

ينحدر فريد الأطرش من آل الأطرش وهم سلالة الأمير فخر الدين المغني التي نزحت من جنوب الجزيرة العربية إلى لبنان وفي بداية القرن الثامن عشر الميلادي نزح معظمهم إلى جبل حوران حيث استقروا وكان لهم دور مهم في مقاومة الاحتلال العثماني سنة 1911 والاحتلال الفرنسي سنة 1923 م.

والده
والده هو فهد فرحان إسماعيل الأطرش تزوج ثلاث مرات الأولى سنة 1899 وكانت طرفة الأطرش وأنجب منها ابنه طلال والثانية سنة 1909وكانت علياء المنذر وانجب منها خمسة أولاد ثلاثة ذكور وهم أنور و فريد و فؤاد وبنتان وهما وداد وأمال «أسمهان» وفي سنة 1921 تزوج ميسرة الأطرش وأنجب منها أربعة أطفال منيرة ومنير وكرجية واعتدال و توفي سنة 1923 ودفن في السويداء في سوريا.

والدته
الأميرة علياء حسين المنذر وهي درزية من منطقة الشوف اللبنانية توفيت سنة 1928 ودفنت في بلدة الشويت في جبل لبنان.

 حياة فريد الأطرش
في لبنان في جبل الدرز ولد فريد الأطرش سنة 1917 عانى حرمان رؤية والده ومن اضطراره إلى التنقل والسفر منذ طفولته فمن لبنان إلى القاهرة هربا من الفرنسيين المعتزمين اعتقاله وعائلته انتقاما لوطنية والدهم الذي قاتل ببسالة ضد ظلم الفرنسيين.
وعاش فريد في القاهرة في حجرتين صغيرتين مع والدته علياء بنت المنذر وشقيقه فؤاد وأسمهان وكان فريد كثير الأسئلة والاستياء واضح على وجهه دوما وما كان يهنأ له بال الا لسماع صوت والدته الحزين.
التحق بإحدى المدارس الفرنسية «الخرنفش» ولكنه اضطر إلى تغير اسم عائلته فاستعارت له أمه اسم كوسا وهذا ما كان يضايقه كثيرا.  وذات يوم زار المدرسة «هنري هواوين» فاعجب بغناء فريد وراح يشيد بعائلة الأطرش أمام احد الأساتذة فطرد فريد من المدرسة ثم الحق «بالبطريركية للروم الكاثوليك» فاستنفدت والدته كل المال التي تملكه وانقطعت أخبار الوالد. فقررت الغناء في روضة الفرح» لان المال لم يعد يكفي فوافق فريد وفؤاد بشرط مرافقتها حيث ما تذهب.
 حرصت والدته على بقائه في المدرسة غير أن «زكي باشا» أوصى به «مصطفى رضا» في دخول معهد الموسيقى.  فعزف فريد وتم قبوله فأحس وكأنه ولد في تلك اللحظة.  إلى جانب المعهد أصبح يبيع القماش و يوزع الإعلانات من اجل إعالة أسرته.  وبعد عام بدأ بالتفتيش عن نوافذ فنية ينطلق منها حتى التقى «بفريد غصن» والمطرب «إبراهيم حمودة» الذي طلب منه الانضمام إلى فرقته للعزف على العود.

فرصة الغناء
كان يسأل نفسه دائما «متى اغني. ومتى تفتح لي الأبواب. ومتى أنال الإعجاب وحدث ان أقام زكى باشا حفلا يعود ريعها إلى الثوار، اطل فريد تلك الليلة على المسرح وغن أغنية وطنية، ونجح في طلته الأولى.
وبعد جملة من النصائح اهتدي إلى «بديعة مصابني»التي ألحقته مع مجموعة من المغنين، ونجح في إقناعها للغناء وحده.  ولكن عمل هذا لم يكن يدر عليه المال، بل كانت أموره المالية إلى الوراء. فمن محل الأقمشة إلى المسرح اقترب موعد امتحان الشهادة الابتدائية، لكن المدرسة رفضته لعدم مواظبته على الحضور، ثم سوية المسألة وقدم الامتحان ونجح به.
وما كان يشغل بال فريد سوى العمل تأمين الهناء لعائلته. فبدا العمل في محطة «شتال الأهلية». حتى تقرر موعد امتحانه في المعهد ، ولسوء حظه أصيب بزكام وأصرت اللجنة على عدم تأجيله، واضطر إلى الغناء، ولم يكن غريبا أن تكون النتيجة فصله من المعهد.
ولكن «مدحت عاصم» طلب منه العزف على العود للإذاعة مرة في الأسبوع.  فاستشاره في ما يخص الغناء خاصة بعد فشله أمام اللجنة. فوافق بشرط الامتثال أمام اللجنة، وكانوا نفس الأشخاص الذين امتحنوه في المعهد إضافة إلى مدحت.  غنى «الليالي والموال» لينتصر أخيرا ويبدأ في تسجيل أغنياته المستقلة.
«يا ريتني طير» كتب «يوسف بدروس» كلمات هذه الأغنية، ولحنها فريد، فأصبح يغني في الإذاعة مرتين في الأسبوع، لكن ما كان يقبضه كان زهيدا جدا.
استعان بفرقة موسيقية وبأشهر العازفين «كأحمد الحفناوي» و«يعقوب طاكيوس» وغيرهم، وزود الفرقة بآلات غربية، إضافة إلى الآلات الشرقية، وسجل الأغنية الأولى، وألحقها بثانية»يا بحب من غير أمل» وبعد التسجيل خرج خاسرا.  لكن تشجيع الجمهور عوض خسارته.  وعلم أن الميكروفون هو الرابط الوحيد بينه وبين الجمهور.

قصة غرامه
«عمري ما حاقد ر أنساك»، «رجعت لك يا حبيبي بعد الفراق والعذاب»، «أفوت عليك بعد نص الليل».  هذه الأغنيات نظمها يوسف بدروس، ولحنها فريد بدمع قلبه، وقدمها لحبه الأول حبه لابنة الجيران، ففتح في وجهه باب كسب، ولكن الأجر كان في الإذاعة على حاله.  وما أن قدم مدحة عاصم استقالته من الإذاعة ورفض المدير الجديد رفع أجره، حتى قرر تقدمه أغانيه للإذاعة.
مع بداية أخته أسمهان بالغناء، شرعت السينما تطرق بابه وتسعى إليه.  قدم أول فيلم له بعنوان «انتصار الشباب»إنتاج «تلحيمي وبيضا» وإخراج «احمد بدر خان» وكان مدير الستديو «حسني نجيب». لحن فريد أغاني الفيلم «يا للي هواك شغل بالي» و «أيدك في أيدي تسير والمولى راعيها»، ليلي البشر يا أحلى ليالي « و «اوبريت ليالي الأندلس».  ومع انتهاء الفيلم لم يهنأ له بال إلا اللحظة الحاسمة حتى اقتربت منه أخته وحسني لتهنئته، فأحس بنشوة لا توصف إذ قال «أن شعور الفرح بعمل فني يستحسنه الجمهور ويجيد تذوقه نشوة لا توصف. . . ».
 
عادة المقامرة السيئة
عرف فريد عادات جميلة وعادات غير مستحبة. فكان اتصاله بالمقامرة شيئا من تلك العادات السيئة. أدمن على لعب الورق حتى عود نفسه على الإقلاع.  وعرف أيضا حبه للخيل.  ذات يوم و فيما كان في ميدان السباق، راهن على حصان وكسب الجائزة، وعلم في الوقت عينه بوفاة أخته أسمهان في حادث سيارة، فترك موت أخته اثرا عميقا في قلبه، وخيل إليه أن المقامرة بعنف ستنقذه.
وتعرض إلى ذبحة صدرية، وبقي سجين غرفته تسليته الوحيدة كانت التحدث مع الأصدقاء وقراءة المجلات.
عرفه صديقه إلى حسناء في ميدان السباق، وكانت تلك الفتاة تبثه الإعجاب، وتطورت اللقاءاالى حب، فأصبحت حياته رائعة. ولكن ما أتى به من الحب أخذته الغيرة العمياء .
وتعرف أيضا أثناء تصويره فيلم «انتصار الشباب» إلى فتاة تفتش عن دور لها في الفيلم، تطورت العلاقة بينهما، وما أن علمت انه لا أمل من زواجها به حتى تزوجت من الأمير كي شرند كينغ.
وتعرف إلى الراقصة الجزائرية خلال عودته من باريس وأعجب بها فكانت مرحلة انتقالية بين حب مضى وحب سيطل..  أنها ناريمان التي كان ينوي الزواج بها ولكن والدتها صرحت في إحدى الصحف انه غير كفء للزواج من ابنتها، إذ لا يجدر بالفنان أن يتزوج ملكة سابقة، وهكذا نسي أمر زواجه.
طلب من أخيه وزوجته أن يذهبا ليخطبا له فتاة رآها في مجلة قرأها.  تعجبا لطلبه، لكنهم ذهبوا بعد إصراره، فرجعوا خائبين إذ أن الفتاة مخطوبة وزواجها قريب.  اعتبر أن علاجه الوحيد هو العمل.  وبينما كان يكد سقط من جديد، واعتبر الأطباء سقطته هذه النهاية.  ولكن في الليلة نفسها أراد الدخول إلى الحمام، فكانت السقطة الثالثة، وكأنها كانت لتحرك قلبه من جديد ويسترد الحياة.  فطلب منه الأطباء الراحة والرحمة لنفسه لان قلبه يتربص به وفي اجتيازه فترة النقاهة حطت على قلبه المتعب قصة حب أخيرة أعادة إليه البسمة، ولكن حبه هذا لشادية لم يدم طويلا، إذ انتهي بزواجها.
وهكذا بعد كل ما ذاقه من تجارب ومن ما صادف من عقبات، عرف حقيقة لا يتطرق لها الشك، وهي أن البقاء للأصح.
توفي في مستشفي الحابك في بيروت اثر أزمة قلبية، وذلك نهار الخميس الواقع في 26/12/1974، ودفن في القاهرة بمقتضي وصيته.  

فريد الأطرش والسينما
اشترك فريد الأطرش في 31 فيلما سينمائيا كان بطلها جميعا وقد أنتجت هذه الأفلام في الفترة الممتدة من السنة 1941 حتى السنة 1975.  أشهر الأفلام على الإطلاق والذي جنى أرباحا طائلة هو فيلم حبيب العمر، لأنه مثل قصة حب حقيقية.
 أما فيلم عهد الهوى المقتبس عن الكسندر توماس الصغير عن روايته غادة الكاميليا. .  وهذه الرواية لها قصة، ففي العشرينات من القرن الماضي، قام يوسف بيك وهبي بعرض مسرحية حول مادة الرواية، وشاركته البطولة الفنانة روز اليوسف واسمها مرجريت أما اسمه أرمان، وكان هذا العرض قد أثار ضجة كبيرة وأرباح طائلة وهو من أوائل العروض المسرحية الكبيرة ليوسف وهبي.  
وبعد سنوات طويلة، قام يوسف وهبي بإقناع فريد بدور أرمان ومريم فخر الدين بدور مرجريت أما يوسف وهبه نفسه فأكتفي بدور الأب.  وكان فريد الأطرش يختار القصص بعناية، وبالذات القصص التي تتقاطع ولو قليلا مع قصة حياته.  ففيلم عهد الهوى هذا، يمثل فقدان الحبيب بعد أن غفر له كل زلاته أو حتى كبائره، وخداع الآخرين له.  
وفيلم حكاية العمر كله، وهو من الأفلام المهمة لفريد، فيمثل ضياع العمر بالنسبة له، وعدم جدوى فائدة البحث عن الحبيب بعد ذلك.
أما فيلم ودعت حبك والذي أثار ضجة كبيرة حين عرضه، بسبب وفاة البطل في النهاية، فلم يقنع المتفرجين سوى خروج فريد فاتحا الستار ليقول للمتفرجين ها أنا ذا لم أمت.
 ولا ننسى فيلم «رسالة من امرأة مجهولة» وكم تقاطعت الأحداث مع قصة حياة الموسيقار الكبير فريد الأطرش.  وكان الفيلم هذا تحولا في حياة الفنانة التي شاركته بطولة الفيلم، لبنى عبد العزيز، وغرس حب الموسيقار وطيبته.  والتي طالما أنصفته وتكلمت بجرأة عنه غير مهتمة بآراء الآخرين التي تريد تذويب قيمة فن ومشوار هذا الموسيقار الكبير.  
و بالنسبة للخدمات الفنية الكبيرة التي قدمها الموسيقار الأطرش للفنانين الآخرين والفنانات، يطفو على السطح ما صرحت به الفنانة اللبنانية صباح اخيرا، لا عيب في أن أقول أن من رفعني ومن قدمني للجمهور هو الموسيقار فريد الأطرش.  حدث هذا عندما تنكرت الفنانة رولا لدور صباح في شهرتها ووقوفها معها.  ولكن، صباح، لم تنصف الموسيقار في حياته، ولم تقول هذا الشيء إلا الآن، بعد فوات الأوان.  مع أن الموسيقار الأطرش لم يصرح إلا تصريحا واحدا يخص صباح عندما قال قبل وفاته: لم تقدرني صباح كما يجب، لقد قدمت لها خدمات تستحق التقدير.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق