العدد 1617 Sunday 21, July 2013
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
أوكار شراء الأصوات تتهاوى تحت ضربات «الداخلية» سلمان الحمود: المسجد الكبير صرح حضاري من معالم الكويت الشمالي تفقد منطقة العمليات النفطية شمال الكويت نبيل فهمي: شكراً للكويت ودول الخليج على دعمها السخي لمصر استئناف محادثات السلام في واشنطن الأسبوع المقبل «التعليم العالي» تلغي «التوفل» للطلبة المقبولين من الجامعات الأمريكية المعتمدة «المرور» تسجل 20 ألف مخالفة خلال أسبوع الجربا: فرص التسوية مع الأسد تلاشت وأجندة «جنيف 2» ليست كتاباً منزلاً الخالد أقام غبقة على شرف رؤساء البعثات الدبلوماسية بمشاركة المحمد «الدفاع»: لا صحة لما يتداول عن إنهاء خدمات أعداد من العسكريين الخليجيين بالجيش الإبراهيم: الانقطاعات الأخيرة للكهرباء سببها سرقات للكيبلات من محطات التحويل سلمان الحمود: المسجد الكبير يعتبر صرحاً حضارياً من معالم الكويت الشمالي تفقد منطقة العمليات النفطية شمال الكويت الخرينج: على الحكومة تفعيل قوانين الفساد والوحدة الوطنية . . فوراً حماد: «الصوت الواحد» كفل فرصة المنافسة للجميع .. وحظوظي في «الخامسة» كبيرة المعيوف: الشباب المسجونون «كبش فداء» للسياسيين المحرضين كيري يطير إلى رام الله فجأة.. والفلسطينيون يتمسكون بشروطهم مصر: «المليونيات» المؤيدة والمعارضة تتواصل.. رغم تعهدات منصور سوريا: النظام يقصف ريف دمشق.. وإدارة مستقلة لمناطق الأكراد مالي: العنف يستبق الانتخابات الرئاسية الجاسم: مطلوب حوار وطني شامل بلا إقصاء للخروج من الأزمة السياسية الدبوس: تمكين الشباب واجب.. وإصلاح الوطن يحتاج إلى عمل جماعي واع «الروضان» تكرم الحساوي وبيلي في احتفالية نوتنغهام المحرق يحقق فوزاً درامياً على أيردر.. وسيتي واس يحفظ ماء وجهه بعبور بينوكيو الخرينج: على الحكومة تفعيل قوانين الفساد والوحدة الوطنية.. فوراً المعود: الوحدة الوطنية ومكافحة الفساد ورعاية الأسرة أهم أولوياتنا الرشيدي: إنهاء قضية «البدون» واجب وطني وإنساني حماد: «الصوت الواحد» كفل فرصة المنافسة للجميع.. وحظوظي في «الخامسة» كبيرة الشامية والمرحوم أحمد الرومي يتألقان في دورة الحساوي الجاسر لناخبي «الثالثة»: أحسنوا الاختيار .. تعود الكويت جوهرة الشرق «الشال»: رفع نسبة الكويتيين من السكان إلى 34 في المئة بنهاية خطة التنمية أرباح البنوك قد ارتفعت بنحو 12.8 في المئة في الربع الأول من عام 2013 «الوطني» : معدل التضخم في الكويت بلغ 3 في المئة خلال مايو نمو إيرادات «زين السعودية» يدعم وضعها الياميش.. لا تكتمل مائدة رمضان بدونه محمد عبده.. من صناعة السفن إلى قمة المجد الفني حمار العزير ... درس من عند الله في البعث والممات رمضان في الهند.. تجدد للحياة وتقديس كبير للشهر الكريم

منوعات

رمضان في الهند.. تجدد للحياة وتقديس كبير للشهر الكريم

يشكل المسلمون في الهند ثاني تجمع إسلامي بعد مسلمي أندونسيا، حيث يبلغ عدد المسلمين فيها قرابة 150 مليون مسلم، من إجمالي عدد سكان الهند، البالغ عددهم نحو المليار نسمة أو يزيد، ونسبة المسلمين إلى عدد السكان نحو 15 في المئة، وهم يشكلون الديانة الثانية في الهند بعد الديانة الهندوسية.
والمسلمون وفقا للدستور والقوانين الهندية يتمتعون بجميع الحقوق المدنية. وتسهل الدولة الهندية للمسلمين إقامة شعائرهم بحرية وأمان في المناطق التي يتواجد فيها نسبة كبيرة من المسلمين. ولا يمنع ذلك قيام بعض المتطرفين الهندوس بين الحين والآخر بانتهاك حرمات المسلمين، ومنها حرمة هذا الشهر الفضيل.
ونظرًا لانتشار المسلمين في أماكن متفرقة في هذا البلد الشاسع والواسع، فإن ثبوت رمضان قد يختلف فيه من مكان لآخر، إضافة إلى اختلاف الناس هناك في اتباع المذاهب الفقهية، وما يترتب عليه من اعتبار اختلاف المطالع، أو عدم اعتبارها. وعلى العموم فإن هناك هيئة شرعية خاصة من العلماء تتولى متابعة أمر ثبوت هلال رمضان، وتعتمد في ذلك الرؤية الشرعية، وحالما يثبت لديها دخول شهر رمضان، تُصدر بيانًا عامًا، ويتم إعلانه وتوزيعه على المسلمين.
ومع ثبوت شهر رمضان تعم الفرحة المسلمين أينما كانوا، والمسلمون في الهند لا يشذون عن هذه القاعدة، إذ تعم الفرحة جميع المسلمين هناك، والأطفال منهم خاصة، ويتبادلون عبارات التهاني والفرح، مثل قولهم: رمضان مبارك ونحو ذلك من العبارات المعبرة عن الفرحة والسرور بقدوم هذا الشهر الكريم.
ولشهر رمضان في الهند طابع خاص، حيث تضاء المساجد ومآذنها، وتكثر حلقات القرآن، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتتجدد حياة المسلمين في هذا الشهر الذي يكسر عاداتهم اليومية، ويخرق كثيرًا مما ألفوه واعتادوه.
 
سنة السحور
ويحافظ غالبية المسلمين هناك على سُنَّة السحور. ومن معتاد طعامهم فيه الأرز والخبز وهو غذائهم الرئيس، ويطبخ إلى جانب أنواع أخرى من الطعام، إضافة إلى الخبز والإدام.
وشخصية المسحراتي لا تزال تؤدي دورها على أتم وجه عند مسلمي الهند؛ حيث يطوف كل واحد منهم على الحي الذي وكِّل به، ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا والأعطيات وما تجود به أيدي الناس، لقاء جهده الذي بذله لهم.
ويفطر المسلمون هناك عادة عند غروب الشمس، على رشفات من الماء إذا لم يجدوا تمرًا. وبعضهم يفطر بالملح الخالص؛ وذلك عملاً بقول تذكره بعض كتب الحنفية أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح. وهي عادة لا تعرف إلا بالهند. وتشتمل مائدة الإفطار الهندية على الأرز وطعام يسمى دهى بهدى يشبه طعام الفلافل مع الزبادي والعدس المسلوق وطعام يُطلق عليه اسم حليم والهريس وهو يتكون من القمح واللحم والمرق، وكل هذه الأنواع من الطعام يضاف إليها الفلفل الحار.
أما المشروبات فيتصدرها عصير الليمون واللبن الممزوج بالماء، والحليب. وفي ولاية كيرالا جنوب الهند، تحضِّر بعض الأسر المسلمة هناك مشروبًا يتكون من الأرز والحلبة ومسحوق الكركم وجوز الهند لوجبة الإفطار، ويشربونه بالملاعق المصنوعة من قشور جوز الهند، معتقدين أن هذا المشروب يزيل تعب الصوم، وينشِّط الصائم للعبادة ليلاً. ومن العادات المخالفة للسنة عند أهل هذه المناطق تأخير أذان المغرب، وتقديم أذان الفجر احتياطًا للصيام.
ومن العادات الطريفة والظريفة لبعض المسلمين هناك توزيع الحلوى والمرطبات وثمار الجوز الهندي على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح؛ وأحيانًا يوزع التمر وسكر النبات، والمشروب الهندي يسمى سمية وهو يشبه الشعيرية باللبن عند أهل مصر. وأغلب أنواع الحلوى هناك تُحضَّر من مادة الشعيرية.
ويجتمع كل جماعة في مسجد حيِّهم على طعام الإفطار، حيث يُحْضِرُ كل واحد منهم ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، ويشترك الجميع في تناول طعام الإفطار على تلك المائدة؛ ومن المناظر المألوفة هنا أن ترى الصغار والكبار قبيل أذان المغرب بقليل وقد حملوا في أيديهم أو على رؤسهم الصحون والأطباق متجهين بها صوب المساجد بانتظار وقت الإفطار.

فوانيس رمضان
ويحرص الأطفال على شراء فوانيس رمضان، وتراهم يتجولون في الأحياء الشعبية فرحين مسرورين بما أنعم الله عليهم من خيرات هذا الشهر، وهم ينشدون الأغاني الدينية بلغتهم الهندية ولهجاتهم المحلية.
وأغلب المسلمين في الهند يحافظون على لبس الطاقية خصوصًا في هذا الشهر، ويرتادون المساجد للصلاة وتلاوة القرآن، إذ يجتهد كل مسلم هناك في قراءة ختمة من القرآن خلال هذا الشهر. إضافة إلى اهتمامهم بحضور صلاة التراويح التي يشد لها الجميع رحالهم. وهم في أغلب المساجد يصلون صلاة التراويح عشرين ركعة، وفي بعض المساجد يكتفون بصلاة ثمان ركعات، يتخللها أحيانًا درس ديني، أو كلمة طيبة يلقيها بعض أهل العلم المتواجدين في تلك المنطقة، أو بعض رجال الدعوة الذين يتنقلون بين المساجد، داعين الناس للتمسك بهدي خير الأنام.
وهم في العادة يختمون القرآن خلال هذا الشهر. وبعض المساجد التي لا يتوفر فيها إمام حافظ، يسعى أهل الحي لاستقدام إمام حافظ للقرآن من مناطق أخرى للقيام بهذه المهمة.
ومن العادات المتبعة أثناء صلاة التراويح، قراءة بعض الأذكار، كقولهم: سبحان ذي الجبروت والملكوت، والكبرياء، والعظمة، سبوح قدوس، رب الملائكة والروح كما يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكرون أسماء أولاده، والحسن والحسين، وفاطمة الزهراء، وأسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، كل هذا يكرر بعد كل أربع ركعات من صلاة التراويح.

حلقات القرآن
وتنظَّم بعض الدروس الدينية وحلقات القرآن خلال هذا الشهر، ويقوم عليها بعض أهل العلم، وإذا لم يتوفر من يقوم بذلك يجتمع بعض رواد المسجد على قراءة كتاب ما، وفي بعض الأحيان توجه الدعوة لبعض الخطباء المعروفين لإلقاء بعض الدروس، وقد يتولاها بعض رجال الدعوة وهم كثر في تلك البلاد، وقد توجه هذه الدعوة إلى العلماء من خارج الهند وخاصة من الدول العربية، وأكثر ما يكون هذا في العشر الأخير من رمضان، وتعقد هذه الدروس بعد صلاة العصر، أو أثناء التراويح، أو بعد الانتهاء منها.

الاعتكاف وليلة القدر
والمسلمون في الهند يحافظون على سنة الاعتكاف، وخاصة في العشر الأواخر من رمضان؛ وهم يولون عناية خاصة بليلة القدر على وجه أخص، وهي عندهم ليلة السابع والعشرين. وهم يستعدون لإحياء هذه الليلة بالاغتسال والتنظف ولبس أحسن الثياب، وربما لبس بعضهم الجديد من الثياب، احتفاءً بهذه الليلة، وتقديرًا لمكانتها.
وفي هذه الليلة يختم القرآن في صلاة التراويح. ومن العادة عند مسلمي الهند بعد دعاء ختم القرآن توزيع الحلاوة، وقد يوزعون شيئًا من السكر، أو نحو ذلك من أنواع الحلوى. والعادة عند مسلمي الهند أن يقوم إمام المسجد بالنفث النفخ على تلك الأنواع من الحلوى كل يوم من أيام رمضان، بعد قراءة الجزء من القرآن في صلاة التراويح، ويسمون هذا تبرك ويُكرم الإمام في هذا اليوم غاية الإكرام، حيث يُلبس حلة جديدة، وتُقدم له الهدايا والأعطيات، كل ذلك مقابل ما قام به من ختم القرآن في صلاة التراويح. وربما يسبق كلَ هذه المراسم اتفاقٌ مسبق بين الإمام وأهل الحي على كل هذه الأمور !!.
ومن العادات المعهودة في صباح هذه الليلة - ليلة السابع والعشرين - عند مسلمي الهند زيارة القبور، حيث يخرج الجميع إلى المقابر لزيارة موتاهم، وقراءة ما تيسر من القرآن عند قبورهم.
والشباب المسلم في الهند ضائع بين فريق فُتن بمظاهر الحياة العصرية، فليس له من دينه إلا المظاهر والشكل فحسب، وهو فيما وراء ذلك لا يدري من الأمر شيئًا، وأغلب هؤلاء الشباب من طبقة المثقفين. ويقابلهم فريق من الشباب الجهال، الذين جهلوا دينهم، ولم يُحصِّلوا من علوم الدنيا شيئًا. والغريب هناك أن فريقًا من هذا الشباب الضائع ينتهز الفرصة في ليلة القدر لإزعاج الناس - مسلمين وغير مسلمين - الذين ليس من عادتهم السهر إلى وقت متأخر من الليل، لذا تراهم يجولون في الشوارع والحارات يقرعون الأبواب بحجة تنبيه الناس إلى إحياء هذه الليلة، ولهم أعمال غير ذلك هم لها عاملون !!

تقديس كبير
والمسلمون عامة في الهند يقدسون شهر رمضان غاية التقديس، ويحترمونه أشد الاحترام؛ وهم يعتبرون كل ما يخل بحرمة هذا الشهر أمر منكر ومستنكر ومرفوض، ولأجل هذه المكانة عندهم يحرص الجميع على مراعاة حرمة هذا الشهر، والإنكار على كل من يسعى للنيل منها.
أما غير المسلمين فبعضهم يقيم حرمة لهذا الشهر، ويراعي مشاعر المسلمين فيه، وربما اغتنموا هذه المناسبة ليباركوا لهم بقدوم هذا الشهر الكريم، أو لدعوتهم إلى مائدة إفطار...وثمة آخرون لا يرعون حرمة لهذا الشهر، بل إنهم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، ويسعون في إثارة المشاكل والفوضى هنا وهناك.

جمعة الوداع
والجمعة الأخيرة من رمضان تُسمى عند مسلمي الهند جمعة الوداع ويعتبر المسلمون هناك هذه الجمعة مناسبة عظيمة للاجتماع والالتقاء، فترى الجميع قد حزم أمتعته، وشد رحاله إلى أكبر مسجد في مدينة حيدر آباد يسمى عندهم مكة مسجد وهم يروون في سبب هذه التسمية قصة حاصلها: أن ملكًا مسلمًا قبل خمسمائة عام قصد مكة للحج، وفي رحلة عودته أحضر معه حجرًا من مكة، وأمر بوضعه ضمن بناء هذا المسجد، ثم بعد ذلك أخذ الناس يطلقون عليه هذا الاسم لهذا السبب. وبعيدًا عن هذه القصة، تجتمع في هذا المسجد أعداد غفيرة من المسلمين في هذه الجمعة الأخيرة بحيث تصل صفوف المسلمين وقت أداء الصلوات قرابة ثلاثة كيلو مترات من كل جانب من جوانب المسجد، ولأجل هذا الاجتماع تغسل الشوارع والساحات المجاورة لهذا المسجد ليلة الخميس السابقة ليوم الجمعة الأخيرة من رمضان، كما يُمنع مرور الناس في تلك الشوارع والساحات المحيطة بهذا المسجد، ويبقى هذا الحظر ساري المفعول إلى وقت الانتهاء من صلاة الجمعة
 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق