
شكلت الفنانة شريهان ظاهرة لن تتكرر في تاريخ الاستعراض، فقد نقلت الفوازير من مرحلة الأداء التمثيلي الى مرحلة الاستعراض الضخم والابهار والدهشة، سواء في الاداء، أو الملابس والاكسسوارات والمكياج الذي كانت تستخدمه والتي تعتبر سبقت عصرها في فترة ظهورها وانطلاقها في عالم الاستعراض بسرعة الصاروخ، وتسمر المشاهدين أمام لوحاتها الاستعراضية والتي كانت تبرع فيها شريهان بتقديم جميع فنون الرقص العالمية، فشريهان معروف أنها منذ طفولتها تعلمت جميع أنواع الرقص .
وتمكنت أن تسحب البساط من تحت أقدام نيللي التي بقيت متربعة لعشر سنوات على عرش الفوازير في التلفزيون المصري.
ومنذ أن ابتعدت المبدعة شريهان عن تقديم الفوازير بسبب مرضها، منذ خمس عشرة سنة تقريبا والفوازير أصبحت في عداد المفقودين وعبئاً على المسؤولين في التلفزيون المصري، والتي ارتبط بها الجمهور عاطفيا وأصبحت من أهم الأطباق الرمضانية التلفزيونية.
وكانت النجمة الاستعراضية قد تعرضت لحادث مأسوي يوم 24 مايو 1989م أدى إلى إصابتها بكسر في العمود الفقري، مما استدعى سفرها إلى الخارج لسنوات طويلة تحت الإشراف الطبي ثم عادت إلى ممارسة نشاطها الفني وقدمت الفوازير مرة أخرى عام 1993م، بالإضافة إلى فيلم «كريستال» عام 1994م ومسرحية «شارع محمد علي» التي حققت نجاحاً كبيراً واستمر عرضها لعامين متتاليين.
ولكنها غابت عن الفن للمرة الثانية بعد أن أصيبت بسرطان الغدد اللعابية الذي يعد أشرس وأندر أنواع السرطانات، مما أدى إلى قيامها بإجراء جراحة في الجانب الأيمن من وجهها لاستئصال الورم، كما سافرت إلى ألمانيا وفرنسا من أجل متابعة العلاج.
وقد خرجت بعد ذلك بعض المحاولات، التي لم تلق صدى لدى المشاهدين الذي ظل يفتقد حضور نجمة الاستعراض «شريهان»، أو يبحث عن نيلي التي ابتعدت هي أيضا عن الفوازير ربما بسبب تقدمها بالعمر.
ثم جاءت وفاة «فهمي عبد الحميد» والذى اسند اليها بطولة الفوازير الرمضانية عام 1985م، واستمرت في عرضها لعدة سنوات متتالية، لتزيد الأزمة كونه المخرج الذي تعاون مع «سمير غانم» و «نيللي» و «شيريهان» وصنع جماهيرية الفوازير بأقل الإمكانات الفنية التي كانت متاحة في تلك الفترة.
غياب شريهان عن الفوازير وابتعاد نيللي خلق فجوة كبيرة في هذه الوجبة الرمضانية فشل كل من حاول أن يملأها لتبقى صورة شريهان هي الأصل والبقية نسخ مزورة، فلوسي ودينا لم تستطيعا أثناء تقديم الفوازير أن تخرجا من «بدلة الرقص الشرقي» ظنا منهما أن الاستعراض هو «هز الوسط» فقط فحين شيرين رضا «زوجة عمرو دياب السابقة» رغم أنها ابنة صاحب فرقة رضا للفنون الشعبية لم توفق بتقديم وجبة استعراضية دسمة، واتسم حضورها بالبرودة.