الذئب حيوان من الفصيلة الكلبية ورتبة اللواحم، وهو من الحيوانات الليلية فهو لا يرى بعينيه في النهار ويختبئ في الجحور والكهوف والشقوق الصخرية حتى يأتي الليل فيخرج من المخبأ للبحث عن الطعام من الحيوانات الأخرى مثل الغزلان والأغنام والأرانب والطيور. وورد ذكر الذئب في القرآن الكريم ثلاث مرات في سورة يوسف في معرض الحديث عن قصة يوسف وأخوته.
ورد ذكر الذئب في سورة يوسف في قوله تعالى: «قال إني ليحزنني أن تذهبوا به وأخاف أن يأكله الذئب وأنتم عنه غافلون. قالوا لئن أكله الذئب ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون» الآيتان 13، 14. وقوله تعالى: «قالوا يا أبانا إنا ذهبنا نستبق وتركنا يوسف عند متاعنا فأكله الذئب وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين» آية 17 .
التسمية
سميت بأحسن القصص لأنها تشتمل على كثير من العبر والحكم ولأن نبي الله يوسف تجاوز عن إخوته وصبر عليهم وعفا عنهم وفيها ذكر الأنبياء والصالحين، والعفة والغواية وفيها ذكر التوحيد والفقه وتعبير الرؤيا وتفسيرها فهي سورة غنية بالمشاهد والانفعالات.
مكيدة الاخوة
كان أخوة يوسف يكرهونه هو وأخاه بسبب تفضيل أبيهم يعقوب لهما وحبه ليوسف ففكروا في قتله فقال قائل منهم: ما الداعي لقتله؟ إن كنتم تريدون الخلاص منه فلنلقه في بئر تمر عليها القوافل وستلتقطه قافلة وترحل به بعيداً ويختفي عن وجه أبيه ويتحقق غرضنا من إبعاده. وتوجه الأبناء لأبيهم يطلبون منه السماح ليوسف بمرافقتهم وقالوا له لماذا لا ترسله معنا يرتع ويلعب؟ ولكن يعقوب عليه السلام رفض متعللاً بقلة صبره على فراقه وخوفه عليه من الذئاب أن تأكله وهو لا يأمنهم عليه. فقالوا لأبيهم لا تخف نحن عشرة من الرجال وأن أكله الذئب نكون خاسرين. وخرج الأخوة ومعهم يوسف وأخذوه للصحراء. واختاروا بئراً لا ينقطع عنها مرور القوافل وحملوه وهموا بإلقائه في البئر. وأوحى الله إلى يوسف أنه ناج فلا يخاف وأنه سيلقاهم بعد يومهم هذا وينبئهم بما فعلوه.
وعند العشاء جاء الأبناء باكين ليحكوا لأبيهم قصة الذئب المزعومة وأخبروه بأنهم ذهبوا يستبقون فجاء ذئب وأكل يوسف. وجاءوا على قميصه بدم كذب لطخوه به في غير إتقان ونسوا في انفعالهم أن يمزقوا القميص. وقالوا ما أنت بمطمئن لما نقوله؟ وأدرك يعقوب أن يوسف لم يأكله الذئب وأنهم دبروا له مكيدة ما وأنهم يلفقون له قصة لم تقع، فواجههم بأن نفوسهم قد حسنت لهم أمراً منكراً ويسرت لهم ارتكابه وأنه سيصبر مستعيناً بالله.والقصة معروفة للجميع عندما التقطته قافلة في طريقها إلى مصر وكان له شأن كبير وحياة كلها عبر وحكم.
الذئب في السنة
كما ورد ذكر الذئب في السنة النبوية المشرفة وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حيث قال: «لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم وعصب ما يصرفه ذلك عن دينه وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت مايخاف إلا الله والذئب على غنمه ولكنكم تستعجلون».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصبح، ثم أقبل على الناس فقال: بينما رجل في غنمه إذ عدا الذئب فذهب منها بشاة، فطلبها حتى كأنه استنقذها منه، فقال له الذئب: استنقذتها مني فمن لها يوم السبع يوم لا راعي لها غيري؟ «فقال الناس: سبحان الله ذئب يتكلم فقال: «فإني أؤمن بهذا، أنا وأبو بكر وعمر». وهو يوم يأتي في آخر الزمان حين تقع الفتن ويكثر البلاء، فيذهل الناس عن مصالح دنياهم وتترك الأنعام مهملة لا راعي لها، فتعدو عليها الذئاب والسباع.
خلق الذئب
وكان يقال في عهد عمر بن عبد العزيز - رضى الله عنه - عندما ساد العدل «باتت الذئاب تحرس الغنم وباتت الغنم تأمن على نفسها من الأسود». ومن الإعجاز الإلهي في خلق الذئب أنه حيوان سريع العدو وقوي التحمل إذ يمكنه العيش بلا طعام لعدة أسابيع. وهو حيوان وحشي لا يأنس الإنسان وتتميز بطنه بشدة الحرارة التي تذيب العظام وحاسة الشم لديه قوية جداً ومن عجائبه إذا قابل إنساناً وخافه فإن جسم الإنسان يفرز مادة أثناء الخوف تسمى كورتيزون يشمها الذئب فيعرف أن هذا الإنسان يخافه، وهو أكبر حجماً من الكلاب وتشبهها في حدة حواسها وخصوصاً حاسة الشم وهي سريعة التكاثر حيث تلد الأنثى من 3 إلى 9 جراء في كل مرة وتقدر فترة الحمل بحوالي 60 يوماً.