ميادة الحناوي مغنية سورية ولدت في مدينة حلب عام 1962م، وصنفت في الصف الأول بين المطربات العرب وحققت شهرة واسعة في أرجاء العالم العربي كأفضل الاصوات العربية بين عمالقة الغناء في الوطن العربي،
تتمتع بصوت رائع جميل غنت في البداية واعاد اكتشافها موسيقار الاجيال الراحل محمد عبد الوهاب عندما استمع إلى صوتها في إحدى سهراته بمصيف بلودان بسوريا التي كان يحرص على زيارته والاستجمام فيه كل صيف ومعروف مصيف بلودان بأنه مصيف المشاهير
كان عبد الوهاب صديق شخصي لاحد وزراء سوريا والذي كان زوجا للفنانة ميادة الحناوى عام 1977 وخلال السهرة استمع موسيقار الاجيال لصوت ميادة وابدى اعجابه الشديد بصوتها الجميل وتم الاتفاق على ان تزور مصر لتنطلق منها فنيا وهو ما رفضته ميادة انذاك معربة عن رفضها لفكرة احتراف الفن.
وللفنانة ميادة شقيقة اسمها فاتن حناوي اشتهرت بأنها مطربة سوريا المقبلة نحو الشهرة تتمتع بصوت من أجمل الاصوات...
وبعد وفاة زوج ميادة الحناوي حضرت إلى مصر بمرافقة اخوها عثمان الحناوي واقامت بشقة بالقاهرة وجهز لها موسيقار الاجيال خصيصا الحان خاصة لها، وبقيت ميادة على مدى نحو العامين وخلال العامين كانت ميادة الحناوي تتجهز للانطلاق لعالم الشهرة والنجومية والفن الراقي وجواز سفرها صوتها الرائع.
طريق الفن والانتصار على المؤامرة
اعلن الموسيقار محمد عبد الوهاب انه سيقدم ميادة الحناوي على المسرح للمرة الاولى وهو الامر الذي لم يقم به عبد الوهاب ابدا مع أي فنان اكتشفه وقدمه للجمهور وذلك تقديرا منه لموهبة وصوت الفنانة ميادة الحناوي، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ويوأد المشروع قبل أن يرى النور لأسباب كثيرة منها غيرة نسائية وفنية تسببت في مؤامرة خبيثة حاكت خيوطها ايادي خفية تردد خلالها اسم الفنانة وردة الجزائرية وفيما بعد انكشفت المؤامرة على لسان اللواء «نبوي إسماعيل» وزير الداخلية المصري السابق والذي اعلن عبر لقاء على إحدى الفضائيات مع الدكتورة هاله سرحان سر ابعاد ميادة الحناوي عن مصر لمدة 13 عاما.
واكد ان سبب ابعاد ميادة عن مصر هو غيرة نهلة القدسي السوريا ابنه بلد الفنانة ميادة الحناوي، وقد كان محمد عبد الوهاب قد تعلّق بها ويروي بعض العارفين بالأمر أنه كان يمضي معها ساعات على الهاتف يبث لها عواطفه.
وقد قال اللواء السابق في لقائه ان نهلة القدسي طلبت منه منع ميادة الحناوي من دخول مصر خوفا منها على زوجها عبد الوهاب والمعروف عنه ولعه الشديد بالنساء متناسيا ان ميادة ذات الـ21 عام انذاك في عمر حفيدته.
ولكن ما لم يذكره أن نهله اتصلت بجيهان السادات وقالت لها «يرضيكي أن يهان محمد عبد الوهاب في أواخر عمره بسبب البنت دي؟ ده واقع فيها وهو بعمر جدها، وبيكلمها بالساعات.
وفورا اتصلت جيهان السادات بالوزير وطلبت منه ترحيلها فورا بأي عذر... وتمت محاولة ترحيل ميادة الحناوي من مصر لـ «أسباب امنية» حيث اتهمت بالتعاون مع الاستخبارات السوريه في الوقت الذي كانت العلاقات المصرية السوريه تمر بأزمه سياسية، واستنجدت ميادة بصديقتها الصدوقة الفنانة الكبيرة فايزة أحمد التي سارعت باللحاق بها والاتصال بالملحن الكبير «محمد الموجي» والذي سارع لاستخدام علاقاته لاعادة ميادة إلى منزلها سالمه وهو ما تم بعد احتجاز ميادة لاكثر من 6 ساعات بالمطار لترحيلها.
لكن مصادر أخرى تقول أن ميادة سافرت فور اعتقالها وبملابسها التي كانت عليها، وقد قامت لاحقا الفنانة فايزة أحمد بتوضيب ملابسها وأرسلتها لها إلى سوريا لاحقا... وذهبت أغنية في يوم وليلة إلى وردة الجزائرية بعدما كانت ميادة قد تدربت عليها عشرات المرات.
الانطلاق والشهرة
بعد الحادث باسبوعين سافرت ميادة لسوريا للاطمئنان على والدها المريض وعند عودتها للقاهره اكتشفت ان المؤامرة استئنفت بنجاح خلال غيابها وتم ادراج اسمها على قائمة الممنوعين من دخول مصر لأسباب امنية، استمر المنع لثلاثة عشر عاما لم يؤثر على انطلاقة ميادة وحققت شهرة وتربعت على قمة المطربات والمغنيات العرب.
واكتسبت ميادة الحناوي خلال تلك الفترة شهرة لم تحققها فنانة أخرى، وامتلكت قلوب العرب والسوريين وكذلك المصرين عن بعد عن طريق الكاسيت واذاعة اغاني مصورة فيديو عبر شاشة التلفزيون، وكانت تقدم حفلاتها في الكثير من البلاد العربية وتذاع وتعرض حفلاتها واغانيها على جميع المحطات والتلفزيونات العربية، وكانت الالحان ترسل لها على شريط كاسيت من كبار الملحنين العرب والمصريين وتتدرب عليها ميادة في دمشق وتسجل وعند اتماما لاستعدادات تسافر هي والملحن وفريق العازفين بأكمله للتسجيل باليونان حيث كان يرافقها المنتج الفنان «محسن جابر» وأصبحت ميادة أشهر المطربات في زمانها بجانب الكبار صوت جميل وأداء أجمل وأغاني وكلمات وألحان لعمالقة الفن في الوطن العربي، وحققت ميادة النجاح تلو النجاح في البوماتها الغنائية.
ميادة وعمالقة الملحنين
تعاملت ميادة خلال هذه الفترة مع كبار الملحنين بمصر على رأسهم الفنان الكبير «محمد الموجي» والذي اطلقت معه أولى اغانيها ما اغضب الموسيقار محمد عبد الوهاب وجعله يسحب منها اغنية في يوم وليله لتذهب للفنانة وردة، وتعاملت ميادة أيضا مع العباقرة محمد سلطان وحلمي بكر، ولكن كانت انطلاقتها الكبرى مع الموسيقار بليغ حمدي. أما أغنية نعمة النسيان فهي من ألحان الفنان عازف الأكورديون فاروق سلامة الذي كان يعزف في فرقة أم كلثوم وعبد الحليم حافظ وهو شقيق الملحن جمال سلامة.
غنت ميادة مع بليغ حمدي أروع أغانيها الطربية مثل «أنا بعشقك - الحب إلى كان - انا اعمل ايه - سيدي انا» وغيرها من اروع الاغاني التي حققت لها انتشارا كبيرا بالعالم العربي وأيضا بين الجاليات العربية بأمريكا وأوروبا حيث كانت ترافقها عدسات كبرى المجلات العربية في حفلاتها وعلى راسهم مجلة الموعد ممثلة في الكاتب الكبير محمد بديع سربية والذي غنت ميادة أيضا من اشعاره وقال عن نجاحها: ميادة حققت في ثلاث سنوات ما حققته وردة في ثلاثين عاماز
مع بداية التسعينات
بعد رحيل الاب الروحي لميادة بليغ حمدي والذي وهبها اخر لحن له عندي كلام من كلمات الشاعر عبد الرحمن الحوتان بدأت ميادة في تغيير جلدها الفني بالتعاون مع الجيل الجديد من الشعراء والملحنين وبدأت بالتعاون مع الموسيقار سامي الحفناوي في البوم غيرت حياتي والذي شكل بداية غناء ميادة للاغاني الطربية القصيرة وابهرتنا بتصوير كليب «غيرت حياتي» وهي الاغنية التي حققت انتشار لميادة الحناوي بين جيل جديد من الشباب.
توالى بعد ذلك تعاونها مع الملحنين الشباب ومنهم صلاح الشرنوبي الذي اطلقت معه «انا مخلصالك - ومهما يحاولو يطفو الشمس».
وحرصت ميادة على التعاون مع الملحنين الكبار الذين قدموا لها أجمل الالحان إلى جانب الشباب واطلقت مع محمد سلطان البوم «هو مش انا» ومع الموسيقار عمار الشريعي «متجربنيش» ومع الموسيقار الكبير خالد الامير الذي عاد للساحها الفنية عام 1998 مع ميادة بالبوم «انا مغرمة بيك» وفي عام 1999 صدر البوم توبه لميادة الحناوي من الحان الموسيقار صلاح الشرنوبي وغابت بعدها ميادة لأسباب شخصية.
كما أصدرت البوم عرفوا ازاي الذي تم تسجيله عام 2000 وظل يتأجل 4 سنوات كاملة ليصدر في نهاية عام 2004 والذي صورت منه كليب واحد وهي أغنية توبة. خلال تلك الفترة احيت ميادة العديد والعديد من الحفلات الناجحة في سوريا ومصر والعالم العربي اخرها كان حفل قرطاج عام 2005 والذي حضره 13 الف متفرج وكانت ميادة نجمة الحفل الوحيدة.
وفي عام 2007 اصدرت ميادة اغنيتين وطنيتين الأولى لسوريا بعنوان «يا شام» وتبعتها اغنية مهداه منها للبنان بعنوان «بيروت يا عروس الشرق» وكلا القصدتين من كلمات الشاعر نبيل طعمه والحان الملحن الشاب خالد حيدر.
تبعه في بداية عام 2008 اوبريت في دمشق يسلم ترابك يا شام الحان هيثم زياد وشاركها فيه هاني شاكر ولطيفة وعاصي الحلاني وحسين الجسمي.
وشاركت أيضا الفنانة ميادة الحناوي في برنامج امير الشعراء لقناة أبوظبي واحيت حفل على هامش البرنامج مع الفنان مروان خوري، وتم تكريم ميادة من قبل وزيرة الثقافة الفلسطينية.
ميادة في كلمات
الموسيقار السنباطي قال عنها يسعدني كما بدأت حياتي مع أم كلثوم ان انهيها مع ميادة الحناوي واعطاها لحن قصيدته اشواق ولحن لها رائعته ساعة زمن، الاعلامي محمد بديع سربيه اطلق على ميادة لقب مطربة الجيل.
الموسيقار الكبير بليغ حمدي كتب اغنيتين لها وهما انا بعشقك والحب إلى كان وكلاهما كتبا لميادة الحناوي.
ميادة الحناوى:أول مطربة عربية تسجل اغانيها بنظام التراكات الذي يسمح بتسجيل اللحن على تراك والغناء على تراك اخر.
أول مطربة عربية تطلق أغانيها على إسطوانات ليزر
قصيدة في ذكرى ميلادها
الشاعر الفلسطيني رامي أبو صلاح، نظم قصيدةً في ذكرى ميلادها فقال في قصيدة عنوانها أنتِ المُرام:
أنتِ الجمالُ وفخرنا
أنتِ المُرامْ
في عيدِ مولدكِ مشى عهدُ السلامْ
عهدٌ جعلتِ الحبّ يُعزفُ فيه ألحاناً
منحتِ العمرَ ألوانا
جعلتِ الشمسَ أغنيةً
وألقيتِ المحبة والسعادةَ والهيامْ
والليلُ حين يظلنا بظلامهِ
يبدي الحنين إليكِ
للصوتِ الشجيّ
كأنما قد صار فيك الليلُ
مجنوناً وَ هامْ
يرجو لِعمركِ أن يدومَ سعادةً
ويكون يوماً يستفيقُ به الغرامْ
في عيد مولدكِ أرى شوقاً عَلا
أغشى على عقلي
فحتى ذا لساني ...
ليس ينطقُ بالكلامْ
لكنني بلسانِ من سمعوكِ حين تغردينَ
لسانِ من جعلوكِ لحنَ العاشقينَ
أقول يا ميادةً مادت بجوف قلوبنا
أهواكِ فناً رائعاً
أهواك في الماضي
وأهوى الحاضر الممزوج حباً صادقاً
أهواكِ في الآتي من الأعوامْ
أهواكِ حتى الموتِ ...
حتى ينتهي هذا الذي
أسموهُ شاعركِ الهمامْ
أهواكِ حتى ينقضي عمرٌ بنا ...
أو أن تكوني في الحياةِ سعيدةً
فأكون قد حققتهُ ذاكَ المُرامْ
وأكون قد بلّغتُ فيكِ رسالتي
ونظمتُ فيك قصيدتي
وجعلتها تبدي مودةَ معجب ٍ متواضع ٍ
يهواكِ فنّاً خالداً
يا زهرةً عبقتْ حنيناً دافئاً
ما عادَ ينفعُ أن يكونَ مديحها ...شعراً
فكل الشعرُ يعجزُ عنكِ ...
سيدةَ الكلامْ