
ما بين رمضان قديما وحديثا دخلت كثير من التطورات على المجتمع الكويتى فقديماً كانت تعد العدة للشهر الكريم، من تجهيز للقريش وشراء أوانٍ جديدة للطبخ من «جدور» وغيرها من المستلزمات، اما اليوم فقد اختلفت التحضيرات والاحتياجات،
ففي الماضي كانت المرأة الكويتية هي المسؤولة عن تدبير المنزل من الألف إلى الياء، إذ نجدها تستيقظ في الصباح الباكر بعد أدائها صلاة الفجر، تكنس وتنظف وترز الإيدام لإعداد وجبة الفطور، وفور انتهائها كانت تحفظها في الملالة كي تقي طعامها وطعام اسرتها من الملحوس وغيره من الكائنات الزاحفة، وبعد ان يعلو صوت المآذن إيذاناً بالإفطار، نجدها جهزت الحصيرة وقدمت الطعام لزوجها وابنائها، ليس هذا فحسب فقد كانت ربة المنزل آنذاك حريصة على تقديم نقصة من طعامها لجيرانها وفي حال جاءتها نقصة من احد استوقفت صبيتهم وبادرتهم بنقصة من وجبتها هكذا هي حياة الأسر الكويتية قديماً مترابطة ومحبة وبسيطة على الرغم من قسوة الحياة والعيش.
لا ينتهي نشاط ربة المنزل عند هذا الحد فحسب، فقد كانت حريصة على زيارة الأهل والجيران، تطرق الأبواب بابا تلو الآخر لتبارك لأهلها واحبابها بقدوم الشهر، ومن ثم تعود الى منزلها لتعد وجبة السحور لزوجها وابنائها، كانت دؤوبة تختلف عن ربة المنزل في وقتنا الحالي، إلا ان ذلك لا ينقص من قيمة ربات بيوت اليوم، فمتطلبات العصر ورتم الحياة اختلف كثيراً عما كان عليه في الماضي، ولكن على الرغم من ذلك نجد أنهن مازلن حريصات على عاداتهن الجميلة في تقديم وجبة الفطور فتزدهر المآدب بالأطعمة الشعبية كالتشريب والهريس والجريش واللقيمات وصب القفشه فكثيرات هن اللاتي لا يتقن اعداد هذه الأطباق لذا يفضلن شراءها من المطاعم الشعبية المنتشرة في المنطقة.
عادات رمضانية
وكثيرة هي عاداتنا الرمضانية القديمة فهي لا تقتصر على الأكلات الشعبية فحسب، فمن العادات المحببة في الماضي والتي كان يشترك فيها الأطفال، عادة الوارده فقد كان اطفال الفريج يحرصون على اللهو بالقرب من مدفع الإفطار بجانب قصر دسمان وعندما ينطلق يهللون ويكبرون، ومن الطريف تعمد البعض اجبار اقرانهم فتح افواههم ليثبتوا صيامهم ففي حال جاء لسانهم ابيض نالوا احترام رفاقهم عدا ذلك يتهمهم الجميع بأنهم مفطرون،
وكثيراً ما كان يتحايل البعض فيشربون اللبن او الحليب لتكتسب ألسنتهم اللون الأبيض تجنباً للسخرية، ومن العادات الجميلة الأخرى الخاصة بالأطفال هي ليلة ناصفو وتكون غالباً في 15 شعبان وهي عبارة عن تجمع الأطفال بعد صلاة العشاء على راس العاير وحولهم مجموعة من الأطعمة وهي عبارة عن شروكه بين بعضهم بحيث يجلب كل طفل من منزله القليل من الطعام له ولرفاقه مرددين اهزوجة ناصفو ناصفو سلم ولدهم،
ومن العادات الأخرى القرقيعان وهو خاص بالبنيات والصبيان الذين كانوا يجوبون الفرجان في منتصف شهر رمضان بعد الفطور مرتدين ازياء فرحة حاملين بأيديهم اكياسا وملال ليضعوا فيها القرقيعان وهو عبارة عن حلوى شاكليت وبرميت وبيض الصعو ومشمش ميبس ومكسرات، والميسورون يضعون قطعا من القمر دين، كانت بدورها تدخل البهجة إلى قلوب الأطفال، إلا ان القرقيعان منذ سنوات قريبة بدأ يأخذ طابعاً مختلفاً ليأتي في علب حديثة ذات اشكال مختلفة، افقدته طابعه التراثي البسيط، فالكثير من العوائل الكويتية اصبح يتنافس بعضها مع بعض في ابتكار صرعات جديدة وغريبة خاصة بالقرقيعان، هذا في ما يخص عادات الشهر اما في ما يخص المهن والشخصيات المقترنة في هذا الشهر لا ننسى بو طبيلة الذي لم يعد موجوداً في وقتنا الحالي، بوطبيلة كان يجوب الفرجان حاملاً الطبلة لايقاظ الصائمين لتناول وجبة الفطور قبل أذان الفجر.