تقابل مع كاميليا الفنانة الشهيرة التي سرعان ما خطفت قلبه وتنبهت فلورنس لذلك الغزو.. وحين عرض بطولة فيلم لرشدي مع كاميليا طلبت منه فلورنس الاعتذار.
ولكنه رفض وانتهت العلاقة لتبدأ أخرى مع كاميليا وغرق حتي أذنيه في الغرام الجديد رغم أنه كان يعرف أنها مرتبطة بالملك فاروق، وأنه لايرحب بارتباط كاميليا بأي مخلوق غيره..
وجاء من يقول له «ابعد عن كاميليا حرصا على حياتك»، لكن لم يستجب وقال الملك لكاميليا أنه سيقتل رشدي، وعندما نقلت إليه الرسالة رد عليها قائلا «يعمل اللي يقدر عليه»، وعندما قرر الملك تنفيذ تهديده قيل له إن عليه أن يعمل حسابا لأسرة الأباظية لأنها لن تسكت على قتل واحد من أبنائها، وكان ذلك كافيا لإبتعاد المخرجين والمنتجين عن رشدي اباظة لفترة من الزمن، اضطر خلالها للعمل كدوبلير للنجم العالمي روبرت تايلور الذي كان قد اتى إلى القاهرة لتصوير احد افلامه.
وماتت كاميليا محترقة في حادث سقوط طائرة بينما كان هو وقتها موجودا في ايطاليا فعلم بالخبر من الصحف المصرية فأصيب بانهيار عصبي، وأخذ يشرب بلا وعي حتي أشرف على الموت وتم نقله الى المستشفى.
زواج وطلاق سريع من تحية كاريوكا
وظهرت تحية كاريوكا لزيارته للتخفيف عنه من آثر ذلك الحادث الذي أودى بحياة كاميليا.. وبدأت قصة حب أخرى كانت أكثر عنفا وأصبح رشدي أباظة زبونا دائما في الملاهي التي ترقص فيها، وذات ليله قال لها دون مقدمات «تتجوزيني يا تحية» فنظرت اليه نظرة فاحصة ثم قالت له «قوي.. قوي» وتم الزواج في كانون الأول 1950.
لكن هذا الزواج لم يدم طويلا، وأكد المقربون منهما أن انهيار هذا الزواج كان بسبب عصبية كل منهما الشديدة، وغيرة تحية التي لم يكن لها حدود لدرجة انها اتهمته باطلا بعلاقة حب له مع قريبة لها، وحاول رشدي إقناعها بعدم صحة هذا الاتهام لكن دون جدوي، فقرر أن يترك لها منزل الزوجية، وتوجه إلى أسيوط حيث عاش مع قريب له فترة ليست قصيرة، وانقطعت خلالها صلته بالفن والسينما، وبعد طول تردد أرسل رشدي أباظة ورقة طلاقه لتحية من أسيوط، وكتب في الورقة خمس كلمات فقط «تحية.. إنت طالق.. رشدي أباظة».
ودخل بعد هذا القرار الصعب دوامة الهرب من حياته الخاصة والفنية وطال هذا الهروب إلى أن التقى بالحسناء الامريكية بربارا وكانت زوجة لصديقه بوب عزام، شقيق المطربة داليدا، ولكن لأنه كان يكره خيانة الأصدقاء فطلب منها أن تحصل على الطلاق لكي يتزوجها، وعندما نجحت في تحقيق ما طلبه منها تزوجها دون تردد وأنجبت له وحيدته قسمت، وكان يعجبه فيها عشقها لحياته الفنية والعامة وتقديسها لها، وهو مالم يشعر به مع آخريات.
وفي هذه الفترة قدم أجمل أعماله، حيث كان يعمل بكل طاقته ولايرفض أي فيلم حتي يوفر لزوجته وابنته مستوي معيشة لائقا ومستقبلا مضمونا.. إلا أن هذا التوهج الفني لم يستمر، وارتبط خموده بانهيار حياته الأسرية مع زوجته، وانفصلا بعد أن بدأ يعاود مسيرة الهبوط وظهور سامية جمال في حياته.
ففي عام 1959 كان يعمل في فيلم «الرجل الثاني» أمامها، وحضرت زوجته لكي تشاهد زوجها وهو يمثل، فتكونت لديها فكرة وجود صلة بينه وبين سامية جمال، ولاحظ رشدي بعد ذلك أن زوجته تهتم بأحد أصدقائه رغم أنه لم يكن يشعر بتغير من ناحيتها، وشعر أن هذا الصديق يبادلها نفس المشاعر، وحتى لايشرب من نفس الكأس التي شرب منها بوب عزام طلق بربارا بهدوء لكنه اشترط الاحتفاظ بابنته قسمت وبعد ذلك ذهب الي صديقه وقال له أنه افسح له المجال لكي يتزوجها، وهو ماحدث بالفعل، إلا أن بربارا لم تسكت وأقامت ضده دعوى للمطالبة بحضانة ابنتها..
صراع النجمات: «صباح لبيروت وسامية للقاهرة»
في تلك الأثناء كان رشدي يؤدى دور البطولة في فيلم الرجل الثاني أمام سامية جمال وصباح.. وبدأت قصة الحب الكبيرة بين رشدي وسامية وتم الزواج الذي استمر 18 عاما.
ورغم ذلك فإن شقاوته لم تتوقف ففي عام 1967 اثناء وجوده في بيروت وفي سهرة جمعته مع المطربة صباح طلب منها أن تشاركه الرقص، فرقصا معا، وأخذ كل الحاضرين يصفقون لهما بقوة، وبعد أن انتهيا من الرقص عاد الي المائدة، واذا بأحد أصدقائه يهمس في أذنه «هل تحب صباح؟» فرد عليه «ومن الذي لايحب صباح» فنظرت لتشكره، وعاد الصديق ليقول له «ولماذا لا تتزوجها؟» فرد رشدي «لأنني زوج سامية جمال» فقال له الصديق «صباح لبيروت وسامية للقاهرة.. شقراء للأرز وسمراء للنيل، والشرع يعطيك الحق، وأنت قادر على العدل بينهما» مال رشدي إلى الفكرة.. وبالفعل تزوجا، ولكن طلب منها أن يظل زواجهما سرا حتي يخبر سامية بنفسه، لكن صباح أصرت على الطلاق بعد نشر الخبر، ولم تستطع سامية أن تستمر معه بسبب مغامراته الكثيرة فأصرت على طلب الطلاق وحصلت عليه بعد أن زوج رشدي أبنته قسمت.
مواقف طريفة
أما عن مواقفه الطريفة وعشقه للجمال فيحكي أنه أثناء تصوير فيلم «الحب الضائع» وبعد انتهائه من تصوير أحد المشاهد ركع على ركبتيه أمام سعاد حسني وأمسك بيديها وقال لها «بحبك» وأخذ يهمس في أذنيها بكلمات وهي تضحك، ثم صاحت بعدها «استاذ رمسيس تعال الحق.. رشدي أباظة دوبني». فقال لها رمسيس نجيب «طب أعمل ايه أنا مش قد رشدي».
وكان من شدة عشقه للتمثيل دائما ما يقول «إنني سأموت وأنا واقف على قدمي في الاستديو» لكن هذه الأمنية لم تتحقق ومات امبراطور السينما المصرية كما كان يسمي نفسه بعد أن قهره المرض اللعين وأجبره على التنازل عن امبراطوريته الي الأبد.
يتزوج زيجة عقلانية ولكن يموت حراً
فجأة .. فاجأنا رشدي أباظة بزيجة عقلانية جدا من ابنة عمه المستشار سليمان اباظة، وهي نبيلة اباظة، وكان زواجا تقليديا لترعاه ابنة عمه الوفية أثناء رحلة مرضه الأخير
وبدأت أعراض المرض تظهر على رشدي أباظة الذي أكد له الأطباء انه يعانى من السرطان وستكون نهايته قريبة.
ومن فوق سرير المرض انهى رشدي اباظة زواجه الأخير من ابنة عمه وقرر رشدي أن يطلق زوجته السيدة نبيلة وبرر ذلك لفكري أخيه فقال له: «لقد عشت طوال حياتي حرا وأريد أن أموت حرا أيضا».
وفاة رشدي أباظة
وعندما رحل في عام 1980 كان في وداعه مائتي ألف مواطن، واضطر رجال الأمن إلى التدخل لمنع زيادة التجمهر من حوله، لتمكين السيارة من الوصول به إلى مقره الأخير.
وهكذا أسدل الستار عن حياة النجم الكبير، عن عمر يناهز 53 عاما بعد حياة حافلة بالحب والضحك والعطاء وأيضا الشقاء.. لكن بقيت أعماله دررا، ونجوما تزين سماء السينما العربية.
رشدي باظة في عيون نجمات جيله
مريم فخر الدين: كان طفلا كبيرا وكنت أعامله علي هذا الأساس ولم أعجب به في حياتي لأنه كان زير نساء وتزوج صباح وسامية جمال وتحية كاريوكا أما أنا فحاول أن يتزوجني ولم أوافق أبدا.
نادية لطفي: سر جاذبية رشدي أباظة ليست في شكله الوسيم ولكن في روحه الجذابة وعطائه وثقافته، فضلا علي أنه عنده مثل وأخلاقيات ومبادئ وشرف، وصاحب موقف وكلمة، وكان أقرب الفنانيين والأصدقاء إلى قلبي وأسسنا أنا وهو وفريد شوقي شركة إنتاج فنية بعنوان النجوم الثلاثة.
نجوي فؤاد: هو شخصية لا تتكرر وصعب أن يأتي الزمان برجل مثله، وقد إرتبطت معه بصداقة وطيدة خاصة في الفترة التي أرتبط فيها بصديقه الأنتيم «الفنان أحمد رمزي، يومها عشنا مع بعض كأسرة واحدة, ولا يمكن أن أنسي موقفه عندما أنتجت أول أفلامي هو والنساء وقام ببطولته هو والعظيمة هند رستم دون أن يوقعا أي عقد، وطلبا مني أن يأخذ أجرهما هدايا، كما وقف بجانبي في أول بطولة مطلقة في فيلم ملاك وشيطان.
رأيه في نجمات جيله
فاتن حمامة: أكبر مخ في تاريخ السينما المصرية تتربع علي عرش السينما ولا تطاولها نجمة آخرى
شادية: هي الوحيدة عالميا التي نجحت عندما مثلت بدون غناء هي دلوعة السينما بلا منافس تغني وتمثل بنفس الروعة
سعاد حسني: موهوبة موهوبة لدرجة ترعب من يقف أمامها لكني أخشى عليها من وسوسة بدأت تساورها
هند رستم: فنانة كالوحش الكاسر وأنوثتها ضاربة شرسة لكنها تتردد في قبول دور الأم
نادية لطفي: موهوبة وذكية وست بمئة راجل في المواقف الصعبة وسيدة أنيقة للشاشة المصرية
هدي سلطان: فنانة تتمتع بحساسية خاصة تمتد من قمة الرأس إلى أخمص القدمين لكنها محسودة
مريم فخر الدين: كان يمكن أن تكون أنجريد برجمان السينما المصرية لولا ظلم المؤلفين