ممثل مصري ولد في 17/5/1940 بحي السيدة زينب أحد أحياء القاهرة الشعبية، هذا الحي الذي يتميز ابناؤه بصفات الشهامة والمروءة تلك الصفات التي تميز بها عادل امام والتي تعلمها من نشأته في هذا الحي.
ورغم عشق عادل للتمثيل إلا انه لم يلتحق بمعهد التمثيل للدراسة به، ولكنه التحق بكلية الزراعة التي تخرج منها العديد من نجوم الفن في مصر مثل «صلاح السعدني، سمير غانم، جورج سيدهم».
وقد انضم عادل اثناء الدراسة لفريق التمثيل بالجامعة حيث لفت اليه أنظار الفنان عبدالمنعم مدبولي الذي قدمه في مسرحية السكرتير الفني في مشهد قصير.
«دسوقي أفندي» طريق الشهرة
بعدها قدم عادل دوره الشهير في مسرحية انا وهو وهي فلم يكن يخطر على بال القائمين على هذه المسرحية ان يلفت اليه الأنظار بهذا الشكل أو يعلق في أذهان الجماهير كما حدث.
فقد كان دور عادل في هذه المسرحية دسوقي أفندي مجرد سكرتير للفنان فؤاد المهندس بطل المسرحية.
إلا ان عادل أضفى على الدور الكثير من التأثير والبهجة عندما كان يطلق عبارة بلد شهادات بصحيح وهي العبارة التي رددتها الجماهير منذ ذلك اليوم وحتى يومنا هذا ونجح هذا الدور في أن يضع عادل امام نفسه على أول درجات السينما والتي قدمته في العديد من الأفلام الكوميدية
لعل من اهمها «عفريت مراتي» مع صلاح ذوالفقار وشادية، «فتاة الاستعراض» مع سعاد حسني وحسن يوسف «أضواء المدينة» مع شادية واحمد مظهر «أيام في الجنة» مع نجاة وامين الهنيدي وكانت هذه الأفلام في فترة الستينيات من القرن الماضي وهي التي مثلت مرحلة مهمة في تاريخ عادل امام السينمائي.
مدرسة المشاغبين وبداية مرحلة جديدة
وهذه الأفلام هى التي أهلت عادل امام لبطولة أشهر مسرحية في تاريخ المسرح المصري وهي «مدرسة المشاغبين» والتي عرضت في منتصف السبعينيات وقد شاركه البطولة كلا من سهير البابلي وحسن مصطفى ومن الممثلين الجدد في هذا الوقت: سعيد صالح واحمد زكي ويونس شلبي وهادي الجيار.
وهذه المسرحية استمر عرضها اكثر من خمس سنوات وعرضت في العديد من البلدان العربية وحققت ايرادات خيالية. وكانت بمثابة إيذانا ببدء مرحلة جديدة في تاريخ عادل امام السينمائي والمسرحي على حد سواء.
السينما
صار عادل امام بطل تكتب له الأفلام السينمائية خصيصا وتبدو أدوار النجوم الذين يشاركونه فيها كأدوار مساعدة لدوره.
وقد شهدت هذه المرحلة ثنائيات لعادل امام مع بطلات افلامه لعل في مقدمتها الفنانة لبلبة والتي شاركته في عدد كبير من الأفلام على رأسها «عصابة حماده وتوتو، احترس من الخط، خلي بالك من جيرانك»، بالإضافة الى ثنائياته مع الفنانة يسـرا والتي شاركته في العديد من الأفلام منها الإنس والجن، على باب الوزير، الإنسان يعيش مرة واحدة، الإرهاب والكباب، كراكون في الشارع، المولد، المنسي، جزيرة الشيطان، طيور الظلام.
ومشـوار عادل امام مليئ بتطور نوعية افلامه التي قدمها بدءا من الأفلام الكوميدية وهي المرحلة الأولى في حياته، مرورا بالأفلام الكوميدية المقدمة في اطار اجتماعي تعالج القضايا الاجتماعية بأسلوب ضاحك وهي المرحلة السينمائية الثانية له، انتهاء بالأفلام التي تم تصنيفها تحت قائمة الأفلام السياسية وهي المرحلة السينمائية الثالثة له.
انتقادات وجدل
كثيرًا ما تعرّض عادل امام الى الانتقادات والجدل؛ حيث وجّهت له انتقادات من بعض الإسلاميين لاستهزائه ببعض الجماعات الدينية كما في مسرحية الواد سيد الشغال ومواجهة التطرف الدينى وتقديمه أدوار عن الجماعات الإرهابية كما في فيلم الإرهابي. وهجومه على ما يسمى الإسلام السياسي ويتهمه بالتحريض على العنف في فيلم طيور الظلام. أيضا انتقده البعض لاحتواء بعض أفلامه على مشاهد «خادشة للحياء» حسب وصفهم.
وأيضا انتقد لاستشارة من البابا شنودة رئيس الكنيسة الأرثوذكسية القبطية المصرية لكي يقوم بدور قسيس في فيلم «حسن ومرقص»، بينما انتقده آخرون لذات السبب ولأنه حسب بعض المنتقدين «لم يستشير الأزهر في أي من أعماله السابقة بشأن أدواره التي تناول فيها قضايا تخص التيارات الدينية الإسلامية».
وقدم محامٍ مصري اسمه عسران منصور دعوى إلى محكمة جنح الإسكندرية ضد عادل إمام وكاتب السناريو وحيد حامد والمخرجين شريف عرفة ونادر جلال والكاتب لينين الرملي يتهمهم بازدراء الأديان السماوية والسخرية من المقدسات ورجال الدين في أعمالهم الفنية، مثل أفلام «حسن ومرقص» «مرجان أحمد مرجان» و«الإرهابي» و«الإرهاب والكباب» و«عمارة يعقوبيان»، ومسرحيتي «الزعيم» و«شاهد ما شفش حاجة».، فأحالتها محكمة جنح الإسكندرية إلى محكمة جنح الهرم في القاهرة ومحكمة جنح العجوزة في محافظة الجيزة لأن مواقع إنتاج الأعمال المدعى عليها وعرضها تقع في دائرتيهما.
الحكم بالسجن
وفي 2 فبراير 2012، قضت محكمة جنح الهرم في القاهرة بالحبس ثلاثة أشهر ودفع غرامة قدرها 1000جنيه، بتهمة ازدراء الدين الإسلامي من خلال أعماله الفنية السينمائية. وصدر الحكم برئاسة المستشار محمد عبد العاطي، واستند المحامي عسران منصور في القضية التي رفعها على إمام في 2011 على أدواره في العديد من الأفلام مثل مرجان أحمد مرجان وحسن ومرقص والإرهابي.
من جهته أكد الفنان عادل إمام أنه لم يكن لديه علم بهذه الدعوى التي صدر فيها حكم غيابي بحسبه وتغريمه، ولم يصله استدعاء إلى المحكمة، ولم يذهب محام للدفاع عنه في التهمة المشار إليها، مطالبًا في الوقت نفسه بضرورة احترام حرية الإبداع والتعبير الفني، مشيرًا إلى أنه سبق أن تعرض لكثير منها طوال مشواره الفني، هو وكثير من الفنانين المصريين. وتم تأييد الحكم في يوم الثلاثاء 24 أبريل 2012
وفي 26 ابريل قررت محكمة جنح العجوزة عدم قبول الدعوي المقدمة ضد عادل إمام ووحيد حامد وشريف عرفة ونادر جلال ولينين الرملي بشقيها المدني والجزائي لأن الدعوى أقيمت «بغير ذي صفة». وعدم وجود الجريمة فيها وتغريم رافيعها 50 جنيهاً
وفي 12 سبتمبر 2012 قضت محكمة الاستئناف ببراءة عادل إمام من تهمة ازدراء الأديان مصرحة أنها لم تجد في أعماله إساءة إلى الإسلام أو الديانات السماوية الأخرى، فألغت الحكم بالسجن وحكمت على المدعي بتعويض المصاريف.
المسرح
اما في المسرح فقد شكل عادل امام ظاهرة في حد ذاته، حيث استمر عرض اعماله المسرحية لأكثر من خمس سنوات الى جانب عرضها في البلاد العربية والأوربية في جولاته خارج مصر.
وهذه المسرحيات هي: شاهد ماشافش حاجة، الواد سيد الشغال، الزعيم، بودي جارد
المستوى الإنساني
تزوج عادل امام من هالة الشلقاني التي تنتمى الى إحدى عائلات المجتمع الراقي في القاهرة وقد تزوجها بعد قصة حب انجبا خلالها ثلاثة ابناء هما رامي وسارة ومحمد.
وقد احترف رامى الإخراج السينمائي بعد انهاء دراسته بالجامعة الأمريكية وكان اول اعماله إخراجه لفيلم امير الظلام الذي قام ببطولته الفنان عادل امام وهي تجربة حاول فيها كل منهما الفصل بين علاقة العمل وعلاقة الأب وابنه اما الأبنة سارة فقد تزوجت وهي بعيدة عن المجال الفني اما الأبن الأصغر محمد فقد اتجه الى التمثيل.
يشغل عادل امام حاليا منصب سفير الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وهو المنصب الذي يعتز به ولايتأخر عن تلبية ما يفرضه عليه إنسانيا مهما كانت ارتباطاته.
