في سابقة لم يشهدها الإنتاج الدرامي العراقي، أعلن فنانون عراقيون انسحابهم من العمل على مسلسل تلفزيوني احتجاجًا على ما تعرض له مخرج العمل السوري الجنسية من ابتزاز، ومعاملته بطريق تأسف لها الكثيرون، فيما طالب مؤلف المسلسل سعد هدابي إيقاف العمل وسحب النص.
وقال الفنان فلاح ابراهيم الذي كان شاهد عيان لـ «إيلاف» : «ما حدث كان غريبًا ولا يمت للأخلاق العراقية بصلة ولا للفن العراقي، ولولا وجود الفنان مهدي طالب كاد أن يتعرض المخرج للأذى قبل أن ينسحب من العمل ويعود إلى بلده، فهو عجز عن مواصلة إخراج المسلسل لأسباب إنتاجية وأخلاقية، وأهمها التعامل اللا إنساني معه من قبل المنتج المنفذ الذي حجزه لمدة أربعين يومًا من دون أي أجر أو احترام، والأغرب أن المنتج رفض السماح للمخرج بالسفر إلا بعد أن دفع مبلغ 4 آلاف دولار، إدعى أنه صرفها عليه، فتكفل الفنان مهدي طالب بدفع المبلغ من أجل السماح للمخرج بالسفر».
وأضاف: «نذير عواد أخرج 80 مشهدًا من المسلسل خلال أربعة أيام فقط، فيما كانت الأيام الأخرى من دون عمل لعدم توفر ما يحتاجه المخرج، فمن غير المعقول أن يصور عملا يتحدث عن فترة عام 1870 من دون مدير فني ومصمم أزياء وخبير تجميل».
وقال ابراهيم : «لقد حملني المخرج نذير عواد أمانة لجميع الفنانين العراقيين، وقال لي بكل مرارة وألم «هل هكذا عاملناكم عندما كنتم في سوريا؟»، لابد من رد اعتبار لهذا الإنسان والفنان».
وأوضح فلاح : «المخرج جاء إلى العراق بدعوة لإخراج العمل قبل أكثر من أربعين يومًا، وأخبروه أنه بمجرد وصوله سيبدأ بالتصوير، ولكنه لم يجد كل المستلزمات الخاصة بالتصوير، ومع هذا صبر وطالب بأمور بسيطة من الممكن أن تخدمه في العمل لحين جلب الإحتياجات الأخرى التي يقوم عليها العمل، لكن المخرج المنفذ رفض بحجة أنها تكلفهم الكثير».
وتابع فلاح : «نحن كفنانين مشاركين في المسلسل رفضنا وقررنا الانسحاب من العمل احتجاجًا على ما تعرض له المخرج السوري، ولأننا كنا نعامل بطريقة غير إنسانية وغير محترمة».
مؤلف المسلسل يسحب النص
من جهته، أكد مؤلف المسلسل سعد هدابي سحب النص احتجاجًا على ما حدث للمخرج، وقال لـ»إيلاف» : «مسلسل «فدعة» تعرض إلى عمليات قيصرية عديدة وتعاقب على إخراجه ثلاثة مخرجين، كل واحد فيهم كانت له وجهة نظر تتقاطع مع المنتج المنفذ وتركوا العمل، لكن ما حدث مع المخرج السوري الضيف نذير عواد يندى له الجبين، بعد أن حجز داخل المنتجع في «بابل»، واستغاث لأكثر من مرة من هول ما كان يحدث من دون أن تراعي مشاعره ولا مهنيته».
وأضاف : «بما أنني لم أكن مطلعًا بما يكفي، لكن الأزمة الحقيقية تتعلق في إدارة الإنتاج وتعاملها الميداني مع سياق عمل ضخم له أبعاده الخاصة ومناخه الخاص، وكان المخرج نذير عواد قارئًا جيدًا لبنية النص وأراد أن يترجم خارطة الأماكن وفق السياقات التاريخية، لكنه صدم بإدارة الإنتاج وتعاملها مع أبسط حقوقه كسيد وأمين للعمل، فقرر المغادرة أكثر من مرة لكن المنتج المنفذ كان يطالبه بمبلغ لا يستطيع أن يدفعه، ومع ذلك أذعن خائفًا محتسبًا، ولولا شجاعة الفنان فلاح ابراهيم في تفجير الأزمة لما استطاع أن يصرخ ويقول أن هذه التعاملات خارجة عن السياقات الأخلاقية والمهنية».
وتابع : «أنت تعلم أنني ككاتب بعت النص منذ أربع سنوات واستلمت أجره، لكني أدعو الفضائية العراقية الأخذ برأيي ككاتب أُهين عمله ومن الممكن أن يسقط في ضيق الإنتاج، وإلا سأسحب النص وأسدد المبلغ».
شرح الصورة: