
للعام الثالث على التوالي وفي أجواء مليئة بالفرح و السرور والمشاعر الصادقة توافد ما يقارب من «1800» زائر على مختلف أجناسهم وأعمارهم إلى رحاب وساحات أكاديمية الملك فهد في بون لحضور فعاليات اليوم المفتوح , كان الجميع على موعد مع العديد من البرامج والفعاليات والعروض فهناك ضربت الخيام والأجنحة لمختلف الثقافات العربية والأجنبية , والكل أجتهد لإبراز ثقافة بلاده للزوار , حضرت الشخصيات السياسية والبارزة وممثلي المنظمات و الهيئات المختلفة وكان من أبرز الحاضرين السيد يورغن نمبتش حاكم مدينة بون , وعدد من الشخصيات كانت مظاهر الرضي ترتسم على وجوه الحاضرين لما شاهدوه من عمل و جهد متميز , وفي أروقة المبنى وساحاته ظهر منسوبي الأكاديمية في لوحة أشبه بخلية نحل , الكل يعمل وهدفهم واحد إظهار هذا اليوم بأبهى حله وكان لهم ما أرادوه , وقد عبّر الحضور عن إعجابهم على دقة التنظيم و تنوع الفقرات.
تعريف بالأكاديمية
بدأت فكرة إنشاء أكاديمية تعليمية داخل ألمانيا منذ بداية التسعينات من القرن الماضي نظرا لتزايد أبناء الجالية الإسلامية عموما والعربية بوجه خاص بألمانيا … وتبنى المغفور له خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز تلك الفكرة وأمر بإنشاء تلك الأكاديمية على نفقته الخاصة، واختيرت مدينة بون مقرا لها حين كانت عاصمة لألمانيا حينذاك، وبدأ العمل في إنشاء تلك الأكاديمية التي تكلفت قرابة الـ 35 مليون مارك ألماني «ما يساوي 20 مليون دولار تقريبا» لتفتتح يوم 15 سبتمبر عام 1995، وأفتتحها صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن فهد، وحضر الحفل العديد من الشخصيات السياسية البارزة في ألمانيا وعلى رأسهم عمدة مدينة بون ووزير الخارجية الأسبق وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي …. وبدأت الأكاديمية في العام الدراسي 1995/1996 بحوالي 450 طالبا وطالبة ينتمون لـ 22 جنسية مختلفة وموزعين على 22 صفا دراسيا من الصف الأول الابتدائي وإلى الصف الثالث الثانوي، ويقوم بتدريسهم 40 معلما ومعلمة في كافة التخصصات.
والتدريس بالأكاديمية باللغة العربية حسب مناهج وزارة التربية والتعليم بالمملكة العربية السعودية ، ويضاف إلى ذلك تدريس اللغة الألمانية من الصف الأول الابتدائي وإلى الصف الثالث الثانوي، وتدريس اللغة الإنكليزية من الصف الأول الابتدائي. وتشرف على الأكاديمية وزارة التربية والتعليم بالمملكة ممثلة في إدارة المدارس السعودية بالخارج.
وتعتبر الأكاديمية – وبحق – جسرا للتعاون الثقافي ، وتذويب الفوارق ما بين الحضارات، وتساهم وبشكل فعال في توضيح الصورة الحقيقية للمسلمين والعرب داخل أوروبا. . وقد نجحت في ذلك عبر الإدارات المختلفة التي تناوبت على رئاستها. تبلغ مساحة الأكاديمية 550 مترا مربعا تقريبا ، ومبنى الأكاديمية يتكون من ثلاثة طوابق ويتوسطة مئذنة ، كما صمم الجزء الرئيس من المبنى على أن تعلوه قبة زجاجية لتسقط الضوء على صالة الاجتماعات التي تقع في الطابق العلوي من المبنى ….. ويضم المبنى حوالي 22 فصلا دراسيا … ومعملا للمواد العلمية ، ومعملا للحاسب الآلي ، ومكتبة ثقافية، ومسرحا في الدور الأرضي
ويوجد في الدور الأرضي أيضا مسجد الأكاديمية والذي يتسع لحوالي 600 مصل … كما يوجد في الدور تحت الأرضي مسجد آخر للنساء.