شهدت السينما والدراما التليفزيونية العديد من الأعمال الفنية التي تناقش قضايا النساء السجينات وأسباب دخولهن السجن وعالم النساء خلف الأسوار، وفي رمضان المقبل سنتعرف على ذلك العالم أكثر من خلال المسلسل الدرامي «سجن النساء»، فلدى الكثير منا تصورات ذهنية ثابتة ومتشابهة عن حياة النساء هناك، لكن في رمضان المقبل ومن خلال «سجن النساء» سنتعرف أكثر من خلال قصص درامية من واقع الحياة على معاناة نساء خلف الأسوار، خصوصا أن المسلسل مأخوذ عن رواية للكاتبة فتحية العسال كانت كتبتها أثناء فترة حبسها بسبب آرائها السياسية في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، حيث سردت تفاصيل حياتها داخل سجن القناطر وحياة السجينات وأسباب دخول كل منهن للسجن وكيف كن يعيشن هناك.
المسلسل بطولة العديد من النجمات منهن نيللي كريم وروبي ودرة، ومن إخراج كاملة أبو ذكري في ثاني تعاون بينها وبين نيللي كريم عقب نجاح مسلسلهما التلفزيوني «ذات» في رمضان الماضى وصاغ السيناريو والحوار للعمل الكاتبة مريم ناعوم، وتكشف الحلقات الأولى في المسلسل أسباب دخول كل سجينة إلى العمل وكيف ظلمتهن الحياة ووقعن ضحية ظروف مجتمعية، لكنهن ليس آبرياء وأنقياء تماما فلكل واحدة منهن أخطاؤها التي لا يجب النظر إليها دون الوضع في الاعتبار الظروف التي تحيط بهن.
ولا يقتصر الأمر على السجينات فقط بل نرى مع بداية الحلقات الأولى نيللي كريم التي تجسد دور «غاليا» ولا تجد قوت يومها بعد وفاة والدتها وتسود الحياة أمامها، لكن جارتها تقنعها بالعمل معها كـ«سجانة» في سجن القناطر للنساء، وبالفعل تقتنع غاليا بالأمر رغم أنها كانت ترفضه في البداية لخوفها من طبيعة المهنة، التي تجبرها على التعامل مع سجينات ومسجلات خطر ومجرمات، لكنها لم تستطع الرفض خصوصا أن العمل سيوفر لها العيش في منزل السجينات والمكافأة التي توفرها الدولة لمن يعمل بهذه الوظيفة.
ويضم المسلسل العديد من مشاهد الفلاش باك التي تتذكر فيها نيللي حياتها الأولى قبل العمل في السجن، ورغم خوفها في البداية من طبيعة العمل إلا أنها تضطر إلى أن تظهر كشخصية قوية وصارمة تتعامل مع السجينات بحدة، حتى تتعرف على حكاية البعض منهن، وعلى رأسهن الفنانة درة التي تجسد دور «دلال» التى دفعتها الظروف للعمل في الدعارة ويتم القبض عليها وإيداعها فى السجن، وهي فتاة تبتعد عن المشاكل وتتجنبها لكن ذلك لا يشفع لها فبمجرد دخولها السجن تجد نفسها في أزمات كثيرة مع السجينات اللائي يفتعلن المشاكل معها وتتعرض للضرب المبرح مما يترك علامات على وجهها وجسدها، وتحاول «غالية» مساعدتها. ومن الخيوط الدرامية الهامة أيضا في العمل التي تكشفها الحلقات الأولى نجد شخصية الفتاة «رضا» التي تجسد دورها روبي، فهي فتاة دفعتها الظروف أيضا لدخول السجن، وتحاول التقرب من السجانة «غالية» وتنجح في ذلك، ونرى مع متابعة الحلقات أنها تعرض رشوة عليها لكي تقوم بتهريبها إلى خارج أسوار السجن، وبالفعل يتحقق مرادها لكن يتم القبض عليها مرة أخرى لتعود إلى نفس السجن ثانية.