
«مجموعة اسكتشات دون رابط»، فما ظهر حتى الآن من مسلسل عادل إمام الجديد «صاحب السعادة»، لا يعدو أكثر من ذلك، فلا حبكة متينة أو قصة يبنى عليها، بل مجرد اعتماد على اسم فنان بحجم عادل امام الذي لو قدم حلقات منفصلة لتفادى مأزق اللاموضوع أو الأحداث المفتعلة.
حياة رجل الحكومة المتقاعد الثري مع أبنائه وأحفاده في منزل واحد تحدث فيه خلافات ومشكلات زوجية وغيرة وحب وتعاون وغيرها من تيمة درامية أصبحت محفوظة ظهرا عن قلب.
فحتى عند المقارنة بين العمل الجديد و«العراف» و«ناجي عطاالله» نجد ان العملين السابقين حملا بعض الجماليات الفنية التي غابت عن «صاحب السعادة» خاصة من ناحية القصة والحوادث التي يبدو ان المؤلف المفضل عند عادل امام، يوسف معاطي قد دخل فيها مرحلة التكرار.
ورغم الانتقادات التي تطول المسلسل يوميا الا انه لا يزال يحظى بأعلى المشاهدات اتكالا على اسم عادل امام الذي ظهر بصورة مكررة وبمشاهد لم تحمل جديدا باستثناء مشهد الحمّام الذي نجح فيه بإثارة استغراب المشاهدين من إقحام مثل هذا المشهد فقط لانتزاع الضحكات من البعض بطريقة بعيدة عن الذوق العام.
ومن المفارقات ان اللقطات الطريفة في العمل لم يكن محورها «صاحب السعادة»، بل شخصيات أخرى وعلى رأسها الممثل احمد سعد الذي أدى دور زوج ابنة وزير الداخلية بكثير من الإجادة والتميز وليكون المفاجأة السعيدة لصاحب السعادة.
كما تميز خالد زكي في دور وزير الداخلية بأداء مزج فيه بين السخرية من الواقع والواقع المؤلم الذي تمر به مصر حاليا، وإن كانت المواقف التي تعرض لها خارجة عن المنطق كحادثة «الشبشب والحذاء» وتفرغه التام لمشكلات ابنته مع زوجها.
لبلبة كعادتها استطاعت انتزاع الإعجاب بدور الزوجة المتسلطة وان بالغت قليلا في نبرة صوتها المرتفعة دائما، في وقت كان أداء نهال عنبر خارج التغطية لتصنعها الزائد في تمثيل دور المرأة العسكرية في رتبة «لواء».
فخلطة عادل إمام السحرية التي يعتمدها لإنجاح أعماله تتطلب على ما يبدو في كل عمل مشاركة عدد من أفراد عائلته وعلى رأسهم محمد إمام الذي يثبت عملا بعد آخر ان التمثيل والفن لا يورثان على الإطلاق، بل هما موهبة وقبول من المشاهدين لم يبلغهما حتى اليوم.
اما المخرج رامي امام فيواصل ما بدأ في «ناجي عطاالله» و«العراف» معتمدا على جماليات كادرات الديكورات الرائعة التي ساهمت في البداية في خطف انظار المشاهدين خاصة مع الميزانية الانتاجية للعمل التي زادت على 80 مليون جنيه، كان نصيب عادل امام منها 30 مليون جنيه.
ورغم ذلك يبقى الحكم بيد جمهور عادل امام، ان كان «صاحب السعادة» قد منحهم بالفعل سعادة المشاهدة او سينصرفون عنه بعدما قرر من اليوم ان يوجد في رمضان المقبل في مسلسل «أستاذ ورئيس قسم».