شهدت برامج الكاميرا الخفية تطوراً خلال السنوات الأخيرة بعضها ارتبط اسمها بشهر رمضان، حيث تصنف في خانة برامج التسلية التي يطلبها المشاهد في الشهر الفضيل وقد باتت لهذه البرامج الميزانيات الإنتاجية الضخمة من قبل شاشات التلفزة التي تعتبرها مادة جذب أساسية للإعلانات والدعايات المدفوعة الثمن .
في الوقت الذي يتساءل فيه المشاهد العربي عن حقيقة هذه البرامج أو زيفها وفبركتها وفي ظل الانتقادات والشكاوى التي يرزح تحت ثقلها القيمون على هذه البرامج، تشهد تزايداً مستمراً يؤكدها محاولات دؤوبة لابتكار مقالب وخدع جديدة ضحيتها أهل الفن والإعلام بالدرجة الأولى وعموم الناس في الدرجة الثانية . والمعروف أن هذه البرامج انتشرت في مصر ولبنان ودول الخليج في الثمانينات والتسعينات تحت عناوين «اديني عقلك» و»الكاميرا الخفية» و»حيلهم بينهم» . مازالت مستمرة على الشاكلة ذاتها لكن تحت عناوين وأسماء جديدة تخضع للانتقاد مثلما حدث في برنامج «حيلهم بينهم» الذي وصفته منّة فضالي «بالمستفز»، فيما يدافع القيمون عليها مثل حسين إمام وإسماعيل يسري وإبراهيم نصر وعمرو رمزي ويصفونها ب»مزاح في قالب جديد» ولها جمهورها ومتابعوها . رجحت الكفة صوب استمرار هذه البرامج وأقبل عليها أهل الفن فقدمت هالة فاخر «تيجي نهزّر» وأشرف عبد الباقي «دوت كوم» ومنى هلال «بالمقلوب» وتتابعت سلسلة «حيلهم بينهم» و»دوس بنزين» و»مكنش يومك» و»تيجي أقولك» و»الكاميرا الخفية» وغيرها من البرامج التي لا حصر لها والتي تطورت إنتاجياً وفنياً فصار المقلب يستلزم اليخت والطائرة والسفر والإبحار وغيرها من عناصر الجذب للاستثمار التجاري في هذا المجال ويخصص جزء من الأرباح لأهل الفن الذين يوافقون على الوقوع ضحايا المقلب، من دون أن ينفي ذلك وقوع بعض الفنانين فريسة له وذلك ما حدث مع الفنانة آثار الحكيم التي رفعت شكوى ضد برنامج «رامز قرش البحر» الذي يقدمه رامز جلال والذي استدرجها لتكون ضحية مقلب حيث وجدت نفسها في عرض البحر وأوهمها أن المركب يغرق فأُصيبت بحالة من الهلع وقالت إن رامز لا يحترم ضيوفه وطالبت بعدم عرض حلقتها وبتعويض مالي لأنها كادت تتعرض لنوبة قلبية .
كذلك الفنانة هيفاء وهبي التي قالت: «أنتم بهذه الطريقة لا تسعدون الناس»، وجدت نفسي أمام مقابر فرعونية وسط أفاعٍ وطيور ومومياء فرعونية، ومثل هذه المقالب ربما تعرض الضيف لنوبة قلبية أو ارتفاع في ضغط الدم أو تعرض مقدم البرنامج إلى لكمة في وجهه مثلما فعلت الفنانة مايا دياب عندما تم استدراجها إلى مدينة ساحلية لإجراء حوار معها بمناسبة كأس العالم، وخلال التصوير على أحد القوارب تسقط المذيعة في عرض البحر، وتختلف ردود فعل المشاركين في الحلقة حول وقوعها فتكون ردة فعل مايا دياب ضرب المضيف لها .
الفنان محمد محيي لفت عبر موقعه على تويتر إلى أنه لم يحزن على نفسه يوماً كما حزن في ذلك اليوم المشؤوم الذي وقع فيه ضحية لبرنامج المقالب . فيما صرّح باسم سمرة أثناء استضافته في برنامج «ليلة» إلى أنه لا يحب الظهور في هذه البرامج لأنها مفبركة واتصلوا به ليشارك في رامز قرش البحر وأخبروه بالمقلب ورفض الظهور .
كما طالبت مجموعة من الفنانين بإيقاف استدراج الفنانين إلى برامج المقالب كما هو الحال في «رامز قرش البحر» و»فؤش في المعسكر» الذي يقدمه الفنان محمد فؤاد ويجد فيه الضيف نفسه ضحية مقلب مرتب ويتم إيهامه بأنه تخطى الحدود المصرية ويخضع للتحقيق من قبل الجاسوسية «الإسرائيلية» ربما ينهار أو يسب ويشتم ويتفوه بما لا يتناسب مع الصورة التي رسمها لنفسه أمام جمهوره، لكن القيمون على هذه البرامج دافعوا عنها بأنها كوميدية ولا تقلل من شأن الفنان .
إزاء ردود أفعال الضحايا اختارت بعض المحطات مقالب ناعمة ولطيفة مثل «من غير زعل» الذي قدمته المذيعة ريهام سعيد العام الفائت و»قلبك أبيض» الذي تقدمه هذا العام، و»بركات ملك الحركات» الذي يقدمه لاعب الأهلي السابق محمد بركات، و»الجاسوس» الذي يقدمه فريق عمل «الحكم بعد المزاولة» الذي شاهدناه العام الفائت وتغيّر عنوانه هذا العام من دون تغير مضمونه وضيوفه ناس عاديون ويقدمه كل من عمرو صلاح وأحمد محسن وعمرو وعلاء، إضافة إلى «وراك وراك» الذي شاهدناه عبر «سما دبي» و»راحت عليك» الذي يعدّه مارون كرم ونعيم حلاوي ويقدمه ميشال عشي، وتنعاد عليك أيضاً، و»مقلب مرتب» الذي يقدمه جورج وديع الصافي ومايكل بوكسم وفقد خلاله رودي رحمة السيطرة على نفسه فسبّ وشتّم، و»ضحكة من القلب» الذي يقدمه سامي سليمان عبر «otv» . وإضافة إلى «الكاميرا الخفية، نجوم الظهر» الذي تعرضه «الجديد» وغيرها من الأعمال التي لا بُدّ وأن ترتفع بمستواها إلى الكوميديا الحقيقية التي تثير الضحك من دون استفزاز.