تستمر الفنانة سلوى خطاب بإبهار المشاهدين في كل موسم درامي لتؤكد أنها تستحق لقب «بريمو الأدوار الثانية». فبالرغم من عدم حصولها على أدوار البطولة في أي عمل درامي استطاعت أن تتميز بأداء كافة الادوار التي قدمتها خلال السنوات الاخيرة بلا استثناء.
ونجحت سلوى مؤخراً بلعب دورها كـ»تاجرة مخدرات» و»سيدة ثورية « في شخصيتين مختلفين أطلت من خلالهما في الدراما الرمضانية، لتتفوق بأدائها لهذه الأدوار الثانية في أحيان كثيرة على ابطال الأعمال الذين يحظون بأداء مشاهد أكثر أمام الكاميرا.
ولا شك أن المتابع سيلاحظ أن سلوى خطاب التي أتقنت تقديم الادوار الصعبة، قد نجحت في دور «عزيزة تاجرة المخدرات» في مسلسل «سجن النسا» حيث تميزت بالمصداقية والأداء الواقعي. ورغم الظهور القليل لعزيزة في الحلقة الأولى، فقد نجحت في جذب الانظار إليها بأسلوب حديثها وتعاملها مع السجينات واستطاعت أن ترسم في ذاكرة الجمهور- بدءا من المشهد الأول- صورة المجرمة المخضرمة التي اعتادت قضاء فترات من عمرها في سجن النسا بالقناطر الخيرية بسبب استمرارها في تجارة المخدرات رغم ضبطها أكثر من مرة، بينما اضافت إلى الشخصية عمقاً أكبر في الحلقات اللاحقة.
المفارقة أن طريقة الحديث التي اعتادتها عزيزة تاجرة المخدرات في مسلسل «سجن النسا» تختلف تماماً عن دورها بشخصية الام الثورية التي جسدتها سلوى في مسلسل «إمبراطورية مين» حيث تلعب دور سيدة تقدمت في العمر لكنها لم تنس نضالها الطويل في السبيعنات من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية قبل ان توافق على السفر مع عائلتها للهجرة إلى لندن بسبب يأسهم من التغيير لتعود بعد ثورة 25 يناير الى ربوع الوطن. واللافت في شخصية الأم الثورية أنها لم تدرك في الحلقات الأولى من المسلسل التغييرات التي طرأت على المجتمع المصري رغم مرور السنوات، واستمرت باعتقادها أن الاحترام المتبادل لا يزال سائداً بين المواطنين في الشارع، ما دفعها لترفض الاستجابة لطلبات من تراهم أدنى منها حضورًا حيث حاولت التصدي للبلطجية بطريقتها، فرغم عدم امتلاكها لمهارة الاشتباك، إلا أن أسلوب حديثها قد أدخلها في مشكلات لا تنتهي، واستطاعت سلوى خطاب- كعادتها- أن تستعرض قدراتها التمثيلية العالية في هذين المسلسلين حتى أثبت فعليا أنها «بريمو الأدوار الثانية».
