العدد 2493 Wednesday 15, June 2016
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الأمير : وحدتنا الوطنية هي السياج المنيع لحفظ الأمن «المناقصات» عبر إلى الحكومة واستثناء حفر آبار النفط منافسات دورة الخرينج تشتعل .. و16 فريقاً ودعت البطولة أمير البلاد لأهالي الشهداء : وحدتنا الوطنية هي السياج المنيع لحفظ الأمن أمير البلاد بحث مع ملك الأردن سبل دعم وحدة الصف العربي ولي العهد استقبل المحمد أكاديمية كويتية تدخل موسوعة «غينيس» بجمعها أكبر ألبوم رقمي للصور اكتشاف كوكب بعمر الأرض والسنة فيه 1107 أيام دورة «مبارك الخرينج» تزداد قوة وندية إيطاليا تضرب التوقعات وتهزم بلجيكا المكسيك تخطف الصدارة بهدف «مارادوني» اليمن: قتلى وجرحى من الحوثيين في الضالع الجبوري: أطراف تعرقل عودة النازحين إلى ديالى الأسد لـ «دواعش» الرقة : احذروا المعارك القادمة «الاتصالات» و «السلع» تدفعان مؤشرات البورصة نحو التراجع بنك الائتمان يكرم متقاعديه «بوبيان» تتفاوض على استحواذات بدول خليجية من بينها عُمان سعاد حسني... سندريلا الشاشة الفضية ونهاية غامضة بيسان... مدينة تختصر تاريخ البشرية

منوعات

بيسان... مدينة تختصر تاريخ البشرية

تقع مدينة بيسان في قلب مرج بيسان الذي يصل غور الأردن بمرج ابن عامر. وتبعد 33 كم من مدينة جنين الفلسطينية إلى الشمال الشرقي حين كانت تتبع محافظة جنين قبل عام 1945.
بيسان هي مدينة تقع شمالي شرقي مدينة جنين، وهي من أقدم المدن في فلسطين التاريخية. تمتد المدينة على مساحة 7330 دونماً (7،33 كم2)، وعدد سكانها 16200 نسمة.
تقع مدينة بيسان في قلب مرج بيسان الذي يصل غور الأردن بمرج ابن عامر. وتبعد عن مدينة جنين الفلسطينية مسافة 33 كيلوكترا إلى الشمال الشرقي حيث كانت تابعة لمحافظة جنين قبل 1945.
شهدت مدينة بيسان مراحل الغزو المتعاقبة على فلسطين منذ فجر التاريخ، وخضعت لدول ومماليك عديدة، وكان الاحتلال البريطاني آخر من رحل بعد أن سلم المدينة للاحتلال اليهودي الصهيوني. فقد احتلها البريطانيون بتاريخ 20/9/1918م، بعد انتصارهم في الحرب العالمية الأولى. شاركت بيسان مع شقيقاتها المدن الفلسطينية في كل المؤتمرات والمظاهرات والانتفاضات والثورات ضد الاحتلال البريطاني واليهود منذ عشرينات هذا القرن.
 واحتلها اليهود بتاريخ 12/5/1948م، أي قبل خروج البريطانيين من البلاد. وأجبرت المنظمات الصهيونية المسلحة أهلها على الرحيل قهراً وألقوا بهم على الحدود السورية واللبنانية وهددوا من يعود منهم بالذبح. ثم هدموها وأعادوا بنائها في شهر أيار 1949م، تحت اسم (بيت شعان). تبلغ مساحة قضاء بيسان 255029 دونماً. أما مدينة بيسان فتبلغ مساحتها 28957 دونماً. قُدر عدد سكان مدينة بيسان في عام 1922 حوالي (1941) نسمة، وفي عام 1945 حوالي (5180) نسمة، وفي عام 1948 حوالي (6009) نسمة.
أقام الصهاينة العديد من المستعمرات على أراضي بيسان، ومن هذه المستعمرات (روشافيم) التي أقاموها قبل احتلالهم للمدينة في عام 1938، ومستعمر (رحوف) في عام1951، و(ميليون) عام 1961)، و(سدي ناحوم) عام1961، و(شيفا) عام 1955، و(عين هاناتسيب) و(ماعوز حاييم)، و(نفي إيتان) في عام 1961. تحتوي أراضي بيسان مواقع أثرية وتاريخية هامة، تدل على مكانتها العظيمة واهميتها عبر التاريخ، فمن هذه الآثار : موقع أثري يضم سور مدينة وأساسات ومباني وميدان سباق ومسرح، وهناك (تل الحصن) الذي يحتوي على تسع مدن أثرية أقدمها يعود إلى عهد الفراعنة، وأحدثها يعود إلى العهد العربي. كما كشفت الحفريات عن وجو ثلاث تماثيل فرعونية:
للفرعون سيتي الأول، والفرعون رمسيس الثاني، والفرعون رمسيس الثالث.
وكذلك مسرح روماني وجدران وأعمدة. وهناك أيضاً (تل الجسر) و(خان الأحمر) و(تل المصطبة) وهي مواقع أثرية تحتوي على آثار هامة أسسها الكنعانيون فوق قلعة تريفوت في الجنوب الغربي من جبل كنعان ويحيط بها ترتفع 839م عن سطح البحر. مرجعيون وصور شمالاً، وبحيرة طبريا وغور بيسان جنوباً، وجبال زمود والجرمق شرقاً، وسهول عكا والبحر المتوسط غرباً.
ورد ذكرها في النقوش المصرية في القرن 14 ق.م. من بين مدن الجليل. وعُرفت في العهد الروماني باسم (صيفا) كقلعة حصينة ومركز للقسس. وأقدم ذكر لها في صدر الإسلام يعود إلى القرن الرابع الهجري/ العاشر ميلادي. احتلها الفرنجة وأقاموا فيها قلعة صفد التي كانت تسيطر على شمال الجليل وطريق دمشق عكا عام1140م.
وحررها صلاح الدين من الفرنجة عام1188م. لكن الصالح إسماعيل صاحب دمشق تنازل عنها لهم كعربون صداقة وتحاف ضد الصالح أيوب في مصر والنصار داوود في الأردن عام1240م، لكن الظاهر بيبرس استعادها ثانية في عام1266م.
خضعت للحكم العثماني منذ عام 1517م بعد انتصار السلطان سليم الأول العثماني على السلطان قنصوة الغوري المملوكي في موقعة مرج دابق 1516م، خضعت فيها صفد لكن الأمور والأحداث سارت عكس ما كان يتوقع إذ سقطت حيفا في يد المنظمات الصهيونية المسلحة بتاريخ 24/4/1948م وارتكبت المجازر والمدابح ضد السكان، وأدى ذلك إلى تشريد بعض سكانها بتاريخ 5 و6/5/1948.
تاريخ البحث الأثري
بدأت أعمال التنقيب في الموقع عام 1921م، من قبل جامعة بنسلفانيا هذا عندما كانت تتبع محافظة جنين، بإشراف «Fisher» بين الاعوام 1921 – 1932م، ثم نقّب في الموقع «Rowe» بين 1925 – 1928م، ثم أشرف «Fitzgerald» على التنقيبات التي جرت بين 1930 – 1933م، وقامت الجامعة العبرية بالتنقيب عام 1983م بإشراف «Yadin and Geva». آخر التنقيبات في الموقع قام بها «Mazar» عام 1989م الذي تركزت أعماله في الطبقات العائدة إلى العصر البرونزي المتوسط والـمتأخر والعصر الحديدي (
مراحل الاستقرار
كشفت أعمال الحفريات المشار إليها سابقاً عن سلسلة متراكمة من الطبقات الأثرية بلغت حوالي ثمانية عشرة طبقة، يرجع أقدمها إلى حوالي 4000 ق.م . وتعود هذه الطبقات للفترات التالية: نهايات العصر الحجري الحديث، العصر الحجري النحاسي، العصر البرونزي المبكر، العصر البرونزي المتوسط، العصر البرونزي المتأخر، العصر الحديدي، الفترة الرومانية، الفترة البيزنطية، الفترة الإسلامية المبكرة.
 
تاريخ المدينة
بدأ تاريخ بيسان كقرية قرب مدينة جنين، وقد تم ذكر المدينة في الرسائل الفرعونية من القرن ال14 قبل الميلاد في قائمة انتصارات تحتمس الثالث. وأكدت الحفريات الأثرية في المدينة أنها كانت مركزاً إدارياً للمملكة المصرية الفرعونية في عصر الأسرتين المصريتين الثامنة عشرة والتاسعة عشرة، عندما خضعت بلاد الشام لسيطرة الفراعنة.
بعد انتصارات الإسكندر الأكبر في العصؤ الهيليني، أطلق اليونانيون اسم سكيثوبوليس على المدينة، بينما أشار اليهود المحليون إليها باسم «بيشان». وفي تلك الفترة كان سكان المدينة من اليونان واليهود. في العصر الروماني كانت سكيثوبوليس، أي بيسان، إحدى مدن حلف الديكابولس العشر. وقد كشفت الحفريات الأثرية عن المعالم المركزية للمدينة الرومانية: المسرح، الهيبودروم وال»كاردو» (الشارع الرئيسي(.
بنى البيزنطيون ديراً في المدينة وجعلوها في 409م عاصمة المحافظة الشمالية من فلسطين. في 749 دمرت المدينة بزلزال فهجرها غالبية سكانها.
في أيام الانتداب البريطاني على فلسطين سكن مدينة بيسان حوالي 5000 ساكن من العرب الفلسطينيين أغلبيتهم مسلمون والباقي مسيحيون. هجر جميعهم المدينة إثر حرب 1948.
في 1949 قامت الحكومة الإسرائيلية بتهويد المدينة.
البقايا الأثرية
تم الكشف عن بقايا دير مهدوم وكنيسة خلال حفريات عام 1930م، وعثر في تل الجسر إلى الشمال الغربي من بيسان على بقايا أبنية وأعمدة وطريق مبلط ومدافن. أما خان الأحمر الواقع إلى الشمال من تل الجسر فقد عثر فيه على أنقاض خان وبركة وأعمدة ومدافن. وفي تل المصطبة بالقرب من خان الأحمر شمال بيسان عثر على مدافن وبرج روماني، وبقايا دير وكنيسة مرصوفة بالفسيفساء، ومقبرة، وأثبتت الحفريات في تل الحصن الأثري قيام تسع مدن عليه يعود أقدمها إلى فترة حكم الفرعون المصري تحوتمس الثالث (1501 – 1447 ق.م)، وأحدثها يعود إلى الفترة الإسلامية. ومن الآثار المصرية في هذا التل نصب الفرعون رمسيس الثاني (1301 – 1224 ق.م). أما المقبرة الشمالية الواقعة إلى الشمال من تل الحصن الأثري فإنها من أكبر المقابر المكتشفة في فلسطين حيث عثر فيها على 200 من المدافن الكهفية وتشير المرفقات الجنائزية أن المقبرة استخدمت طيلة الفترة الممتدة من العصر البرونزي المتوسط الأول حتى الفترة البيزنطية، وعثر في المقبرة على كسر وأغطية فخارية لحوالي خمسين تابوتا من العصر البرونزي المبكر. وتم الكشف عن أكثر من 35 إناءاً من الألباستر تعود إلى العصر البرونزي المتأخر، وعثر على أوان مصنوعة من الألباستر المصري تمثلت بمزهريتين وإبريق وكأس، جاءت هذه الأواني من إحدى غرف المعبد. وزرين في غرفة المذبح، وصولجان من الألباستر، وحوالي 21 مغزلاً اكتشفت في المعبد، وعثر على ختم على شكل طائر البط، يؤرخ للمرحلة الانتقالية بين العصر البرونزي المتأخر والعصر الحديدي . وعثر على عدد من الأواني المصنوعة من الحجر المزجج، تتمثل بإبريق وجرة بيضوية وإناء من نوع «Chalice»، وزبدية وذلك في المعبد العائد إلى المرحلة الثانية من العصر البرونزي المتأخر، وعثر على ثلاثة أمشاط ومجموعة من التعاويذ والخرز وأختام جعرانية في المقبرة الشمالية .
وعثر على مواد مصنوعة من العاج من بينها غطاء وعاء على شكل رأس إنسان من العصر البرونزي المتأخر، وقطعة عاجية تمثل دمية، وملعقة عاجية على هيئة فتاة في وضع السباحة. وكشفت التنقيبات الأثرية في تل الحصن عدداً من الأختام الجعرانية، منها ختم الملكة حتشبسوت وختم يحمل اسم الملك تحوتمس الثالث والرابع .
 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق