العدد 2494 Thursday 16, June 2016
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الأمير : المنطقة تواجه تحديات تتطلب الحيطة والحذر الخالد : صندوق التنمية لعب دوراً كبيراً في دعم مسيرة الكويت «ناسا» تعتزم إضرام نيران في الفضاء في اختبار من أجل سلامة الرواد إزالة الحواجز المائية المحيطة بمتحف «اللوفر أبوظبي» الأمير: أخذ الحيطة والحذر لحماية أمن الكويت والتصــــــــــــــــــدي لمن يريد الشر بالوطن والمواطن أمير البلاد استقبل ولي العهد والغانم والمبارك ولي العهد استقبل رئيسي مجلسي الأمة والوزراء مؤشرات البورصة تتراجع 0.4 في المئة مع هبوط غالبية قطاعات السوق خليفة حمادة: لا تأخير في الدفعات المالية لمقاولي المشاريع الحكومية عفيفي : نتأهب للإعلان عن مفاجآت غير مسبوقة على مستوى المنطقة «الجالية السورية» تسقط في «الكماشة» بدورة «مبارك الخرينج» الرمضانية اهتزاز مفاجئ للبرتغال أمام آيسلندا «الخارجية» السورية: تواجد قوات ألمانية وفرنسية في أراضينا عدوان صريح الأرجنتين تواصل الضرب بقوة...وتشيلي تستعيد الهيبة اليمن : مقتل 42 من ميليشيات الحوثي وصالح في عدة جبهات قتلى وجرحى بانفجار غربي بغداد يوسف وهبي «عميد المسرح العربي» و«فنان الشعب» «تاج محل» تحفة معمارية ... لؤلؤة الهند

منوعات

«تاج محل» تحفة معمارية ... لؤلؤة الهند

تاج محل وبالهندي :«تاج القصور هندية:, من الفارسية/أردوية تاج محل وهو ضريح رائع الصنع، أنيق العمارة من الرخام الأبيض يوجد بأكرة بأوتار برادش بالهند. شيده الملك شاه جهان الإمبراطور المغولي (1630 – 1648) ليضم رفات زوجه أرجمند بانوبيگم « الزوجة الثالثة وتعرف بممتاز محل والتي تدله في عشقها تخليدا لذكراها. وكلمة تاج محل محرفة عن الاسم الذي كانت تحمله الأميرة، وهو ممتاز محل. وضع تصميمه المهندس المعروف بالأستاذ عيسى شیرازی وامان الله خان شیرازی. شيد بالمرمر الأبيض المجلوب من جدهابور على مصطبة يغطى سطحها بالمرمر الأبيض، وأقيمت عند كل زاوية من زوايا المصطبة مئذنة متناسقة الأجزاء ارتفاعها 37 م. يحيط بدائر كل منها ثلاث شرفات، وفي وسط المصطبة يرتفع الضريح في شكل رباعي، وتشغل الجزء الأوسط من البناية القبة الرئيسية، وقطرها 17 م. وارتفاعها 22.5 م. ولكل من واجهات البناية الأربع مدخل عال مغطى بعقد، وتحت القبة الكبرى التي تعلو وسط البناية ضريح الأميرة، وإلى جانبه ضريح زوجها، وكلاهما مزخرف بالنقوش الكتابية. ويعتبر من أجمل نماذج طراز العمارة الإسلامي حيث يعرف على نطاق واسع بأنه «جوهرة الفن الإسلامي في الهند وإحدى الروائع الخالدة في العالم».
ويعتبر تاج محل من قبل العديد من أرقى الأمثلة على العمارة المغولية، وهو أسلوب يجمع بين الطراز المعماري الفارسي والتركي والعثماني والهندي 
في عام 1983 م، أصبح تاج محل من مواقع التراث العالمي لليونسكو. في حين أن قبة الرخام البيضاء هي الجزء الأكثر شهرة في تاج محل، وهو في الواقع مجمع متكامل من الهياكل، بدأ بناءه حوالي عام 1632 م وتم الانتهاء منه في حوالي عام 1653، وعمل فيه آلاف الحرفيين. وكان بناء تاج محل موكل إلى نخبة من المهندسين المعماريين تحت إشراف إمبراطوري، بما فيهم عبد الكريم معمور خان، مكرمات خان وأستاذ أحمد لاهوري وهو يعتبر المصمم الرئيسي.
 
أصول تاج محل ومعماره
في عام 1631 م كان شاه جاهان، حاكم إمبراطورية مغول الهند في أوج عزها، كئيباً عندما ماتت زوجته الثالثة، ممتاز محل, وذلك أثناء ولادة طفِلهما الرابع عشر، جوهرا بيقام. بدأ بناء تاج محل في عام 1632 م. سجلات المحكمة لعزاء شاة جيهان توضح قصة الحب التقليدية والتي أصبحت مصدر إلهام لتاج محل. تم الانتهاء من الضريح الرئيسي في عام 1648 م والمباني والحديقة المحيطة انتهت بعدها بخمسة سنوات.
يتضمن مبنى تاج محل توسيع لتصميم التقليدي وأيضا الهندسة المعمارية والفارسية والمغولية في وقت بداية العمارة. هذا الإلهام الخاص جاء من نجاح الفنون التيمورية والمباني المغولية، بما في ذلك ضريح أمير غور (ضريح تيمور، سلف من سلالة المغول، في سمرقند),[ ضريح همايون ،وضريح إيتموند أود دولها (والذي يسمى أحيانا. بالتاج الصغير)، ومسجد جهان ناما. شيدت المباني في المقام الأول في وقت سابق من الحجر الرملي الأحمر المغولي، وشجع شاه جاهان على استخدام الرخام الأبيض من الأحجار شبه الكريمة، وقد وصلت المباني التي كانت تحت رعايته إلى مستوى جديد من الأداء والدقة.
 
الضريح
الضريح هو محور المجمع بأكمله في تاج محل، هذا البناء من الرخام الأبيض الكبير الذي يقف على قاعدة مربعة، يتألف من مبنى متناظر مع إيوان (وهو عبارة عن مدخل مقوس الشكل تعلوه قبة كبيرة وهي النتيجة النهائية، مثل معظم الأضرحة المغولية، فإن العناصر الأساسية هي في الأصل فارسية. قاعدة المبنى كبيرة بالضرورة، مع أحجار مكعبة الشكل ومشطوبة الحواف، متخذةً شكلاً ثمانياً فريداً من نوعه مع أبعاد تقدر بخمسة وخمسين متراً (180 قدم) على كل طرف من الأطراف الطويلة، على كل طرف هناك مدخل ضخم محدب الشكل، مؤطر بباحة المكان بإطارين متشابهين، مع شرفات مقوسة محشورة على جانبيه، هذه الفكرة للأبواب الضخمة المحدبة مُعَمَّمة على مساحة الحواف المشطوبة، والتي تجعل من التصميم متقابل ومتماثل لكل واجهات المبنى، أربع مآذن تحيط بالقبر، واحدة في كل ركن من الأركان مواجهة للحواف المشطوبة، أماكن الناووس لقبري ممتاز محل وشاه جيهان غير حقيقية ؛ لأن القبور الحقيقية تقع في الطابق السفلي.
 
تخطيط المباني
إن مجمع تاج محل محاط بشرفات على جدران من أحجار رملية حمراء من ثلاثة جوانب, ويواجهها النهر من الجانب الأيسر المفتوح.وتوجد خارج الأسوار عدة أضرحة إضافية, بما فيها أضرحة زوجات شاه جيهان الأخرىات, وضريح كبير لخادم ممتاز المفضل. هذه الهياكل تتألف من أحجار رملية حمراء بشكل أساسي, وهي نماذج مصغرة من المقابر المغولية في تلك الحقبة. الجوانب الداخلية من الجدران تواجه الحديقة وبمقدمتها ممرات تزينها الأعمدة, وهي خاصية مطابقة للمعابد الهندية والتي دخلت فيما بعد إلى المساجد المغولية. يدخل في الجدار قبة للمعبد، وأماكن صغيرة ربما كانت للمشاهدة أو أبراج مراقبة مثل بيت الموسيقى، والذي يستخدم الآن كمتحف.
المخرج الرئيسي (الدروازة) وهو نصب هائل معظمه مبني من الرخام مستوحى من ذكرى العمارة المغولية مع أوائل الأباطرة..قناطرها تعكس شكل قناطر الأضرحة, وللبيشتاك (البوابة أو المدخل) أقواس يدخل في تصميمها خط اليد الذي يزين القبر. كما تُستخدم آلية النحت المحفور والأحجار الملونة للزينة مع زخارف نباتية. السقوف المقببة والجدران ذات تصاميم هندسية متقنة, مثل تلك الموجودة في المباني الأُخَرْ المبنية من أحجار رملية في المجمع. القاعدة الحجرية والقبر استغرقت ما يقارب اثنتا عشر عاماً لإنجازها، واستغرقت الأجزاء المتبقية من المجمع عشر سنوات إضافية من أجل بناء المآذن والمسجد والبوابة. ولأن المجمع كان مبنياً على مراحل ؛ فقد اختلفت الآراء وكثرت التناقضات حول تاريخ إتمامه. على سبيل المثال، كان الضريح كاملاً بالأساس في عام ١٦٤٣م، ولكن العمل كان مستمرًا على بقية أجزاء المجمع. تقديرات تكاليف البناء مختلفة، بسبب صعوبة تقدير التكاليف عبر الزمن، وقدرت التكلفة الإجمالية بحوالي ٣٢ مليون روبية في ذلك الوقت. شُيّد تاج محل باستخدام مواد من جميع أنحاء الهند وآسيا، وتم استخدام أكثر من ١٠٠٠ فيل لنقل مواد البناء.
جُلب الرخام الأبيض الشفاف من ماكرانا، راجستان، اليشب من البنجاب واليشم والكريستال من الصين، كان الفيروز من التيبت واللازورد من أفغانستان، في حين أن الياقوت جاء من سيرلانكا والعقيق من الجزيرة العربية. بوجه كلي، كان الرخام الأبيض مطعّماً بثمانية وعشرين نوعاً من الأحجار الكريمة وشبه الكريمة. كان بناء تاج محل موكلا إلى مجموعة من المهندسين المعماريين تحت إشراف الإمبراطورية، بمن في ذلك عبد الكريم معمور خان، مكرمات خان. 
تم تجنيد قوى عاملة بلغت عشرين ألف عامل من جميع أنحاء الهند؛ ونحاتين من بخارى، وخطاطين من سوريا وبلاد فارس، فنيو الزخرفة والتطعيم من جنوب الهند، والحجارين كانوا من بلوشستان، إضافة إلى مختصين في بناء الأبراج وأشخاص مهمتهم الوحيدة قطع الرخام على شكل أزهار وكانوا جزء من مجموع عمال بلغ عددهم سبعة وثلاثون عاملا شكلوا مجتمعين الوحدة الإبداعية للبناء. بعض من البناة المشاركين في بناء تاج محل:
إسماعيل أفندي (المعروف أيضا باسم إسماعيل خان): من الإمبراطورية العثمانية - مهندس معماري تركي ومصمم القبة الرئيسية 
الأستاذ عيسى (عيسى محمد أفندي): من بلاد فارس - مهندس معماري تركي، تدرب على يد الخواجة معمار سنان آغا معماري الدولة العثمانية، ويرجع له الكثير من الفضل والثناء فقد لعب دورا رئيسا في التصميم المعماري.
 
التاريخ
بعد اكتمال بناء تاج محل بفترة وجيزة, خُلع الشاه جاهان من قِبل ابنه أورانكزيب و وُضع تحت الإقامة الجبرية بالقرب من حِصن أغرا. عند وفاة الشاه جاهان، دفنه ابنه أورانكزيب في ضريح بجانب زوجته في أواخر القرن التاسع عشر, أجزاء من المبنى سقطت لأنها بحاجة إلى الترميم. أثناء الثورة الهندية عام 1857، شُوّه تاج محل من قبل الجنود وأعيان الحكومة البريطانية، الذين نقشوا على أحجار نفيسة ولآزورد أُخذت من حيطان المبنى. بنهاية القرن التاسع عشر، أمر اللورد كارزون نائب الملك بإعادة بناء وترميم تاج محل، الذي اكتمل عام 1908. كما أنه أشرف على المصباح الكبير بالحجرة الداخلية, الذي صُمم ليشبه إحدى مصابيح جامع القاهرة. في ذلك الوقت، أُعيد تصميم الحديقة الخارجية بمرجات ذات طابع بريطاني ما زالت نفسها إلى يومنا هذا .
 
أساطير
منذ إنشائه يحتل البناء مصدر الإعجاب مُتجاوِزاً بذلك الثقافة والجغرافيا والاستجابات العاطفية والشخصية، حيث يغطي التقييمات الدراسية باستمرار. هناك أسطورة تقول أن شاه جهانصمّم ضريحاً من الرّخام الأسود تم بناؤه عبر نهر يامونا كان منشأ الفكرة من كتابات خيالية لجان باتست تافرنييه وهو رحالة أوروبي قام بزيارة أغرا عام ١٦٦٥، وكان هناك تلميحات إلى أن شاه جهان تعرّض للانقلاب من قبل ابنه أُورنجزيب قبل أن يتم بناء ذالك الضّريح. حطام الرّخام الأسود الموجود في النّهر في حديقة ضوء القمر أو باغ مهتاب يبدو كما لو يدعم هذه الأسطورة. لكن عمليّات التنقيب التي تمت عام ١٩٩٠ وجدت أن هذا الرخام هو حجارة بيضاء تغيّر لونها إلى الأسود. والنظرية الأكثر مصداقية حول أصول الضريح الأسود تم إثباتها عندما قام علماء آثار عام ٢٠٠٦ بإعادة بناء البركة التي تعود إلى حديقة ضوء القمر أنها انعكاسٌ مظلم للضريح الأبيض يمكن رؤيته بوضوح، يليق بهاجس شاه جهان بالتماثيل مع البركة نفسها ووضعها. لا توجد أدلة قطعية تشرح التفاصيل المروعة والموت وتقطيع الأعضاء والتشويه، والذي أدى بطبيعته إلى اعتماد شاه جاهان على العديد من المعماريين والحرفيين في بناء القبر. فقد كانت بعض القصص تقول بأن أغلب الذين شاركوا في البناء وقعوا عقودا ً تفرض عليهم بأن لا يشاركوا في بناء أي تصميم مماثل. وكانت هناك مطالبات مماثلة لعدة مبانِ مشهورة أخرى. ولا يوجد دليل واضح يبين أن اللورد ويليام بينتينكالحاكم العام في الهند في العقد 1930 قد خطط لهدم تاج محل ووضع الرخام للبيع في المزاد، فكاتب السيرة الذاتية لبينتينك قال أن القصة قد انتشرت بعد أن جمع تبرعات ببيع رخام قلعة أغرا.
وكانت هناك أسطورة أخرى مفادها بأن ضرب الرسوم سيؤدي إلى خروج الماء. في ذلك اليوم رأى المسؤولون أساور البانغل مكسورة حول ظل الرسمة في عام 2000 ألغت المحكمة العليا في الهند براءة الاختراع لـ بوروشوتام ناجيش أواك أو والتي تقول بأن ملكًا هندوسيًا قد بنى تاج محل. فقد كان أواك يعتقد أن أصول تاج محل إضافة إلى العمارة التاريخية في الدولة، والتي ترجع إلى السلاطين المسلمين في الهند، لكنها في الحقيقة موجودة من قبل دخول الإسلام إلى الهند، ولذلك فهي جميعها ذات أصل هندوسي.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق