العدد 2510 Tuesday 05, July 2016
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
الأمير للخالد : ستظلون دوماً العيون الساهرة للحفاظ على أمن الوطن صقور «الداخلية» أسقطوا 3 خلايا «داعشية» مجلس الوزراء : لن نسمح بأي مظاهر تخالف تطبيق القانون نواب : الخالد وعد فأوفى السعودية : 3 تفجيرات انتحارية قرب الحرم النبوي وبالقطيف الأمير: واثقون بالعيون الساهرة التي تحرس الكويت وتحفظ أمنها ولي العهد استقبل المحمد «الداخلية» تطيح بثلاث خلايا «داعشية» في ضربة واحدة مجلس الوزراء :الالتزام الصارم بتطبيق القانون على الجميع «الجسور العائمة» في إيطاليا تحقق نجاحاً كبيراً بعد «الخروج الأوروبي».. روبوتات لتعويض المهاجرين ببريطانيا الكابلات والدولي إلى نهائي دور «الروضان» العتيبي يفشل في رفع الإيقاف عن الرماية الكويتية سعاد حاكم تشيد بالاندية المتعاونة مع الهيئة بخصوص عقود اللاعبين مصادر يمنية: تزايد الاحتقان بين المخلوع صالح والحوثيين انتحاري يفجّر نفسه في جدة مقتل 3 أشخاص وإصابة 16 في انفجارين قرب بغداد البورصة تختتم الجلسات الرمضانية باللون الأخضر «بيتك»: خدمة العملاء إلكترونياً وعبر سيارات «موبي» في العيد «الوطني»: الأسهم الخليجية ترتفع قليلاً في الربع الثاني أحمد رمزي .. «دونجوان» السينما المصرية صبراتة: معالم ساحرة تشي بتاريخ فريد

منوعات

صبراتة: معالم ساحرة تشي بتاريخ فريد

صبراتة هي مدينة ليبية كان اسمها عند اليونانيين «لبروتون بولس كاي ليمن» (ميناء ومدينة لبروتون) وعرفت بعد فترة باسم «صبراتة».
الموقع حوالي 60 كم غرب طرابلس تذكر المصادر التاريخية أن الفينيقيين هم مؤسسو هذه المدينة، ثم وقعت تحت سيطرة الرومان، ثم الوندال الذين دمروها كغيرها من المدن التي طالتها أيديهم، ثم احتلها البيزنطيون فأعادوا تعميرها إلى أن جاء الفتح الإسلامي. ويذكر ابن خلدون في تاريخه (المجلد السادس منه) أن هذه المدينة كانت قبل الإسلام ملكا لقبيلة نفوسة البربرية، ولكن الظاهر أن البيزنطيين استعادوها منهم مصالحةً. بيد أنها خربت بعد الفتح الإسلامي؛ حيث فضل ساكنوها من البيزنطيين (وكانوا يقدرون بزهاء خمس عشرة ألف نسمة بحسب ما تذكر بعض المصادر) الرحيل عنها إلى بلادهم الأصلية. وقد كان الاسم الذي عرفت به هذه المدينة عند العرب هو (صبره)، وبه ذكرها ابن خلدون في تاريخه، والتيجاني في رحلته، وغيرهما.
 ملخص لتاريخها مدينة فينيقية اسست في الالف الاولى ق.م. واشتهرت في العصر الروماني.اهم آثارها المسرح ، الضريح البونيقي ، الفورم ، البازيلكا ، الكوريا (مبنى البلدية) كنيسة جستنيان بعض المعابد و الكنائس .
إذا ما غادرت طرابلس وسلكت الطريق الساحلي واتجهت غرباً فستبلغ بعد ساعة تقريباً المدينة الأثرية صبراتة.
ولعل أول ما يلفت نظرالزائر أطلال مسرحها الروماني في الجانب الشرقي فيها، كذلك الضريح البونيقي الذي يبرز من خلال قطاعات التنقيب في الحي السكني الممتد جنوب السور البيزنطي.
واسم صبراته اليوم لا يشمل المدينة الأثرية القديمة فحسب؛ بل إنه يشمل المدينة الحديثة أيضا إضافة إلى كل المنطقة الممتدة من زوارة غربا، وصرمان شرقا، والجبل الغربي جنوبا، وتحدها منطقة العجيلات من الجنوب الغربي؛ وتشمل هذه الأراضي بعض القرى والمناطق المعروفة : الخطاطبة(قبيلة الرايس)، دحمان، والوادي، وقاليل، وسوق العلالقة، وخرسان، والنهضة، والطنيبات، والدبابشية، وزواغة (يبدو أن هذا الاسم اقتصر في الوقت الحالي على هذه الجهة وساكنيها فقط)، وقصر العلالقة، وتليل، ومليتة، والطويلة، وغيرها.
يعود إنشاء مدينة صبراتة إلى مطلع الألف الاولى قبل الميلاد، في الفترة التي تلت اقامة المستوطنات الفينيقية الاولى في الشمال الافريقي والتي على رأسها مدينتا قرطاجنة وعتيقة «اوتيكا» في القطر التونسي الشقيق. وصبراتة واحدة من المدن الثلاث التي نسبت اليها قديماً أراضي الجزء الغربي الشمالي من ليبيا، والذي أطلق عليه قدماء اليونان اسم تريبوليس أى اقليم « المدن الثلاث» كما أطلقوا عليه اسم «ايمبوريا» أى المراكز التجارية حيث كانت تقوم هذه المدن الثلاث المشار اليها والتي بقيت من أنشط الأسواق والموانئ التجاريةالليبية الفينيقية « البونيفية» وذلك إلى انهيار الحكم القرطاجي وقيام الدولة النوميدية وتمكن الرومان من بسط نفوذها الذى واجه مقاومة عنيفة من الليبيين النوميديين اسوة باستبسال البونيقيين.
وعلى اثر الحرب الأهلية الرومانية التي امتدت آثارها إلى الشمال الافريقي وانتصار يوليوس قيصر على خصمه بومبي في موقعة «تايسوس» أسست الولاية الافريقية التي ضمت اليها أراضي «لامبوريا» وذلك سنة 46ق.م.؟
ترجع أطلال المدينة الحالية في معظمها إلى القرنيين الأول والثاني من تأسيس الامبراطورية الرومانية، حيث تم تجديد بناء المعابد البونيقية السابقة والمحيطة بساحة السوق – ( الفورم) والايوان القضائي «البازيليكا» والمجلس البلدي (الكوريا) في القرن الرابع الميلادي. وإلى ذات الفترة السابقة يعود أيضاً حي المساكن على الطريق الرئيسية المؤدية إلى المتحف وكذلك الطريق الرئيسية الثانية والقاطعة للاولى عند الزاوية القائمة علة امتداد سور المدينة البيزنطي. وفي فترة لاحقة اقيمت مساكن الحي الممتد بين المسرح والطريق الرئيسية الممتدة من الغرب إلى الشرق.
ويلاحظ النسق التربيعي في تقسيم الشوارع وتقطيعها وهذا يتفق بل وينطبق على النظام التخطيطي الهيبودامي ، الأمر الذي نتج عنه تطابق في تخطيط ورسم المباني والشوارع مع محور تصميم المسرح والمساكن .وتحديداً تلك التي يعود انشاؤها ألى القرن الثاني الميلادي- أي خلال فترة حكم الامبراطوريين انطونيوس بيوس وماركوس اوريليوس (138-180م)ومن المرجح أن يكون وضع صبراتة في هذه الفترة المزدهرة من حكم الامبراطور انطونيوس بيوس قد آل إلى أنها أضحت مستوطنة رومانية وذلك بسريان نظام الحقوق المدينة الرومانية علىسكانها، ويعتقد أن الأسباب التي تكمن وراء ازدهار المدينة تعود إلى النشاط التجاري فيها وليس الأعمال الزراعية.فأرض الضواحي المحيطة بها تعد أقل خصوبة من أراضي المقاطعة لبدة. يؤكد ذلك مقر وكلاء تجار صبراتة، الذي تم العثور عليه في مرفأ (أوستيا) القديم على الساحل القريب من مدينة روما، حيث تزدان قائمة المقر المذكور بفسيفساء.. صور الفيل.. وقد استنتج من هذا أن تجارة صبراتة الرئيسة كانت تقوم على تصدير العاج و المنتوجات ذات السمعة الافريقية الاخرى وذلك عن طريق فزان وغدامس . وظل البلد مزدهراً طوال القرن الثالث الميلادي إلى عهد الأباطرة السويريين. في أواسط القرن الرابع الميلادي وقع زلزال، ناهيك عن غزوات السلب والنهب والتخريب التي قامت بها بعض قبائل الاوستوريين.
وتسترد المدينة مكانتها السابقة في فترات لاحقة وذلك حتى مجئ قبائل الوندال التي اجتاحت الشمال الافريقي واستهدفت صبراتة تخريباً واحتلالاً سنة (455م) شأنها شأن بقية المدن الافريقية في تلك الحقبة.وظلت المدينة مهملة إلى أن احتلها الجيش البيزنطي ثانية سنة (533م) . وفي عهد الامبراطور جستينان الذي استمر في حكم إلى سنة 565م، أعيد تحصين القسم الأقدم من المدينة المجاور للميناء وذلك بانشأء واقامة سور بأبراج، كذلك شيدت فيها كنيسة غطيت أرضية بهوها بالفسيفساء ( نقلت الأرضية الفسيفسائية إلى طرابلس عام 1931م وهي محفوظة الآن بقائمة خاصة بالمتحف الجماهيري). وتم في هذه الفترة أيضاً بناء مساكن جديدة وعبدت الطرق التي تتخللها على أنقاض المباني السالف ذكرها بمستوى يعلو 3-4 اقدام فوق المستوى القديم كما يلاحظ من قطاع التنقيب الواقع داخل الباب البيزنطي في الجهة اليمنى منه مباشرة.
في عام 1923م. شرع بأعمال التنقيب والحفر في مدينة صبراتة ولأول مرة. ولقد استمرت هذه الأشغال حتى عام 1936م، حيث تم خلال هذه المدة الكشف عن نصف مساحة المدينة القديمة تقريباً بما في ذلك المباني العامة وعدد من المساكن و الشوارع.
ومن بين المنشآت الهامة التي تم العثور عليها في تلك الآونة مسرح صبراتة.
وفي الخمسينات استؤنفت أعمال الحفر والتنقيب واتسع نطاقها فشمل القسم الغربي من المدينة والكائن جنوب السور البيزنطي، حيث اكتشف حي سكني يرجع للفترة الاولى من تأسيس الامبراطورية الرومانية. ويتميز هذا الأثر المعماري البونيقي بطابعه الليبي الواضح
وكما وَصَف آثار صبراته الكثير من الرّحالة الأوروبييّن في القرن التّاسع عشر، مثل «بارت» الذي تحدّث عن المسرح والأعمدة والأقواس. وقد رأى أيضًا رصيف الميناء وتمثالين من الرّخام، أحدهما لامرأةٍ ذات جسمٍ متناسقٍ. كما وصفها الرّحالة «فون مالتزان» ووصف المسرح الدائري والتّماثيل والميناء وبعض الأبنية البيزنطيّة المتأخّرة. ومع الاحتلال الإيطالي لليبيا عام 1911 م، قرّرت الحكومة الإيطالية تكليف بعثةٍ من كبار المؤرّخين وعلماء الآثار بالبحث عن الآثار الرّومانية بصبراته وغيرها من المُدن اللّيبية. وبدأت الحفائر المُكثّفة بصبراته من سنة 1923 إلى 1936، وأدّت إلى اكتشاف وترميم معظم مباني وشوارع ومسرح ومدافن المدينة القائمة حتّى الآن وبها المسرح الكبير التي تقام فيه بعض الحفلات الموسيقية سنويا.
تشتهر مدينة صبراتة بشاطى رملي على البحر الأبيض المتوسط تطل عليه غابات الصنوبر والمنتزهات مثل منتزه صبراتة العائلي، حديقة الحيوانات وكذلك ظهرة بنور ومنها تسطيع روية المنطقة بكاملها والمدينة الأثرية.
 

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق