العدد 2615 Monday 14, November 2016
جريدة كويتية يومية سياسية شاملة مستقلة
مواقف الغانم تجسيد لعراقة الديمقراطية الكويتية مرشحون : لن نسمح باختطاف المجلس «النمرود» التاريخية في قبضة القوات العراقية الأمير توجه للمغرب لحضور مؤتمر تغير المناخ والقمة الأفريقية نائب الأمير استقبل رئيس مجلس الوزراء ممثل أمير البلاد غادر إلى الرياض للمشاركة بعزاء تركي آل سعود وزير الإعلام تفقد استعدادات «استديو 800» لتغطية «أمة 2016» وزيرة الشؤون: 15 في المئة من مشروعات خطة التنمية دخلت مرحلة التنفيذ القادسية والكويت يخطفان الأضواء في بطولة «اختراق الضاحية» العتيبي: قدمنا مباراة جيدة رغم الخسارة الداود: نادي السيارات يعد فريقا قويا لتمثيل الكويت في البطولات الخارجية معركة الموصل.. السيطرة على بلدة نمرود الأثرية اليمن : مقتل 3 مدنيين في قصف للمتمردين على أحياء تعز الجيش المصري: مقتل 14 إرهابياً شمال بسيناء 17.3 مليون دينار قيمة الأسهم المتداولة ... والمؤشرات تتزين بـ «الأخضر» البنك المركزي يصدر مسكوكة تذكارية توثيقاً لتاريخ النقد في الكويت «الوطني»: الدولار يواصل ارتفاعه مدعوما بعوائد سندات الخزينة الأمريكية رحل صانع البهجة وساحر السينما محمود عبد العزيز نجوم يشغلهم التدريس عن عملهم الفني شجون: دور الضريرة في «سامحني خطيت» تحدٍ لقدراتي الفنية

منوعات

رحل صانع البهجة وساحر السينما محمود عبد العزيز

رحل الفنان الكبير محمود عبد العزيز أول أمس ، بعد صراع مع المرض، فموته جرح لكل جمهوره الذي يعشقه وينتظر أعماله من عام الى عام، فهو من أكثر نجوم الوطن العربي موهبة ومن الصعب تكرارها، فقد فقد الفن موهبة فنية كبيرة ، فقد قدّم لنا 80 عملاً سينمائيا تنوعت بين الأدوار الأجتماعية، الكوميدية، الفانتازيا، ودراما الجاسوسية .
 الساحر منصور بهجت، العميل رأفت الهجان، شيخ الكيت كات الضرير حسني، كلها ظلال لممثل عظيم يكفي اسمه «محمود عبد العزيز» علامة للجودة، ورمزاً للإتقان بصناعة السينما المصرية، والدراما العربية، وبعد 84 عملاً كلها علامات بمسيرة الشاشة الكبيرة يرحل الساحر كشاب عاش ألف عام من الإبداع.
ولد الفنان محمود عبد العزيز بالإسكندرية في 4 يونيو 1946 في أسرة متوسطة، استفادت من مجانية التعليم، لتلحقه بالتعليم العادي، ليلتحق بالنهاية بكلية الزراعة، ولكن ما حصده كان النجومية بمسرح الجامعة، التي أهلته سريعاً لتقديم دور الفتى الرومانسي الجميل خفيف الدم، وسط مجموعة من النجوم الجدد الذين احتلوا الشاشة المصرية في مطلع السبعينات من القرن الماضي، خلفاً لجيل الرواد.
حصل محمود عبد العزيز على درجة البكالوريوس ثم درجة الماجستير في تربية النحل. ثم بدأت مسيرته الفنية من خلال مسلسل «الدوامة» في بداية السبعينيات حين أسند له المخرج نور الدمرداش دوراً مع النجم محمود ياسين والنجمة نيللي، وعرف الطريق للشاشة الكبيرة من خلال فيلم «الحفيد» أشهر كلاسيكيات السينما المصرية (1974)، وبدأت رحلته مع البطولة منذ عام 1975 عندما تصدى لبطولة فيلم «حتى آخر العمر» مقدماً شخصية طيار تعرض للإصابة بحرب أكتوبر.
طوال فترة السبعينيات قدم محمود عبد العزيز 25 فيلماً سينمائياً، أغلبها استغل فيها وسامته وخفة ظله لتقديم أدوار الشباب والرومنسية والمغامرات، ولكنه نجح بتغيير توجهه الفني عندما التحق بسينما الواقعية الجديدة مع جيل المخرج الراحل عاطف الطيب، وعرف الطريق لصنع الملاحم السينمائية عام 1982 عندما قدم فيلم «العار»، ومن بعده «العذراء والشعر الأبيض»، ثم «تزوير في أوراق رسمية»، وتُوجت مغامرته بدور العمر عام 1987 عندما قدم ملحمة «رأفت الهجان» بدلاً من المرشح الأصلي للعمل الفنان عادل أمام.
بعد أسطورة الهجان، عاد محمود عبد العزيز للسينما وقدم فيلم «أعدام ميت» ثم رائعته «الكيف»، ويعد عمله الأبرز سينمائياً بمرحلة الثمانينيات هو «البريء» مع النجم الأسمر أحمد زكي، وعاد الساحر للشاشة الصغيرة بالسنوات الأخيرة بعد تضاؤل الانتاج السينمائي، فقدم مسلسل «محمود المصري»، ومن بعده «باب الخلق» – 2012، «أبو هيبة في جبل الحلال» – 2014، «رأس الغول» – 2016.
بلغ عدد أفلام محمود عبد العزيز 84 فيلماً، قام فيها بدور البطولة بينما أخرج فيلماً واحداً هو «البنت الحلوة الكدابة»، ومن أبرز أفلامه «وداعاً للعذاب»، «الجنتل» و»القبطان» و»الكيت كات» و»الساحر» و»ليلة البيبي دول»، و»البحر بيضحك ليه».
نال محمود عبد العزيز عدة تكريمات منها، جائزة أحسن ممثل عن أفلام «الكيت كات»، «القبطان»، «الساحر» من مهرجان دمشق السينمائي الدولي، جائزة أحسن ممثل عن فيلم «سوق المتعة» من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، جائزة أحسن ممثل عن فيلم «الكيت كات» من مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، جائزة احسن ممثل مشاركة مع الفنان عمار محمد حسان في فيلم «الليالي المقمرة».
 
حياته الخاصة
حياته الخاصة كانت سرا بالفعل فلم يسمح لأحد بالاقتراب منها حتى عندما انفصل عن جيجي زويد زوجته الأولى وأم ولديه محمد وكريم بعد قصة حب وحياة زوجية استمرت 20 عاما لم يكن يعلم ذلك إلا القليل، وحتى عندما تزوج الإعلامية بوسي شلبي لم يتم إعلان الخبر إلا بعد فترة طويلة من الزواج.
في لقاءٍ صحافي معه كشف الفنان الراحل عن نصائح والده له بعد الشهرة والنجومية، فقال إن والده طلب منه ان يراعي الله في تصرفاته وأعماله وألا يؤدي دورا أو عملا يسيء لسمعة العائلة كما حذره والده من النساء وطالبه بالزواج مبكرا حرصا عليه.
ما لا يعرفه الكثيرون أن الفنان الراحل تعرض للطرد من منزل والده عندما علم الوالد أن ابنه يعمل بالفن لكنه استمر حتى بزغت نجوميته وحصل على ثقة ورضا والده الذي طالبه باختيار أدوار تليق به وباسم العائلة، واستطاع أن يحفر لنفسه مكانة في الوسط الفني حتى أُطلق عليه لقب ساحر السينما.
وسائل إعلام مصرية كتبت كثيرا عن وجود حالة توتر وجفاء بين الفنان الراحل والفنان الكوميدي عادل إمام وأن هذا التوتر كان سببا في عدم مشاركة الفنانين في أي عمل مشترك بينهما لكن خلال مرضه الأخير أجرى الفنان عادل إمام اتصالا هاتفيا بنجل عبد العزيز ليطمئن منه على صحة والده حيث كانت الزيارات ممنوعة عنه.
الخلاف الذي ذكره صحافيو مصر عن وجوده بين الفنانين الكبيرين سببه ما تردد عن أن الدور الذي قام به محمود عبد العزيز في مسلسل رأفت الهجان كان معروضا في البداية على الفنان عادل إمام لسابق نجاحه في دور جمعة الشوان بمسلسل «دموع في عيون وقحة»، وأن الزعيم رفض الدور والمشاركة في المسلسل لضعف الأجر فيما وافق عبد العزيز على الدور وتألق فيه تألقا لافتا للنظر مما أغضب عادل إمام حتى تم الجمع بينهما في حفل زفاف ابنة الفنانة الراحلة زهرة العلا والمخرج الكبير الراحل حسن الصيفي وتم تصفية الأجواء بينهما.
الخلاف الثاني بين عادل ومحمود كان بسبب فيلم حسن ومرقص من إنتاج جود نيوز وأصر عادل إمام على وجود يوسف معاطي ليقوم بتأليف الفيلم وكتابة السيناريو والحوار بينما اختار محمود عبد العزيز أن يتولى وحيد حامد مسؤولية تأليف الفيلم وهو الأمر الذي رفضه الزعيم ورفضه محمود عبد العزيز فقرر عادل إمام أن يستعين بالفنان عمر الشريف ليشاركه بطولة الفيلم بدلا من عبد العزيز.
يقول الدكتور زاهي حواس وزير الآثار السابق في مصر وأحد الأصدقاء المقربين من الفنان الراحل أن عبد العزيز كانت له رؤية مختلفة في الفن والسياسة فهو من الفنانين المثقفين ودائما ما تجد لديه رؤية مختلفة ومقنعة لتمسكه بالنظر إلى الأمور نظرة شمولية، ونظرا لعشقه للنحل فكان يهدي أصدقاءه أجود أنواع عسل النحل.
محمود عبد العزيز قال في تصريحات سابقة له إنه لم يفرض على أبنائه العمل بالفن لصعوبته ولو فعل ذلك مرة لن يستطيع أن يستمر في ذلك، مشيراً إلى أن ابنه محمد عاشق للتمثيل من صغره والتحق بمعهد السينما، ورفض أن يكون معيداً فيه ليأخذ فرصته لممارسة المهنة كما عمل ابنه كريم بالفن. وعن هواياته قال إنه يحب الرياضة ويمارس المشي لمدة ساعة بشكل يومي حتى يتخلص من التوتر وضغوط الحياة، مؤكدا أنه يكره الكذب والكاذبين. 
الفنان نبيل الحلفاوي الذي شارك الفنان الراحل في العمل بمسلسل رأفت الهجان كتب على صفحته على تويتر أن الفنان الراحل كان يجمع بين الطيبة والتدين والجدعنة والرجولة، مضيفا أن من أبرز المواقف معه عندما كانا معا في إيطاليا ومر عليه في غرفته في الفندق، فدعاه محمود للصلاة معه ومع شقيقه، ليفاجأ الحلفاوي بمحمود عبد العزيز يقف في نافذة الغرفة ويرفع الأذان بصوت عال.
 
مشهد تمثيلي يروي تجربته مع الموت
اعتبره النقاد من أفضل المشاهد في الدراما المصرية فقد أداه الفنان المصري الراحل محمود عبد العزيز كأبرع ما يكون وأفضل ما يكون ووصفه وكأنه جربه وخبره وشاهده بالفعل.
في مشهد تمثيلي مع الفنان مظهر أبو النجا بمسلسل جبل الحلال قال الفنان محمود عبد العزيز الذي جسد شخصية «أبو هيبة» بطل المسلسل هذه الجمل وكأنه بالفعل يشعر بدنو الأجل.
قال «متخافيش على أبو هيبة يا حامد.. اللي شاف الموت ميخافش منه.. أصلي شفته وعرفته أقسم بالله شفته وهو جاي عشان ياخد عمري.. حسيت إني طلعت لفوق لفوق لفوق وشفت الأرض كأنها حبة رمل ماتسويش.. وتحس إنك خفيف خفيف والموت حنين وعمال يطمنك.. وشفت قدامي شريط بيدور زي البكرة مابيقفش .. الشريط كله صور وأنا هنه وأنا في الجيش وأنا في البلد وأنا بقع والنار زي العود في جسمي.. اللي يحس الموت ويصاحبه بتتغير حياته.. وبعدين بنخاف من الموت ليه ما كلنا متنا كذا مرة .. وانت شاب بيموت الطفل وإنت شايب وهعجوز بيموت الشاب.. كلنا متنا كذا مرة.. وكل مرة بنبكي.. لكن مافيش أغلى من الحياة أول ما تفتح عينك الصبح لازم تشكر ربنا وتسلم على الشمس وتسلم على الوكل وتسلم على الشجر وتسلم على الزرع وتسلم على قميصك اللي انت لابسه».
 
تغريدة التي تحولت لحقيقة
مع أول أيام شهر يونيو الماضي قرر الفنان الراحل محمود عبد العزيز أن يدخل إلى عالم مواقع التواصل الاجتماعي من خلال حساب موثق عبر «تويتر»، وكانت تغريدته الأولى في نفس اليوم بجملة مقتبسة من فيلم «إبراهيم الأبيض» الذي جسد فيه دور «عبد الملك زرزور»، والتي قال فيها «اهو فتحت تويتر.. حد ليه شوق في حاجة ؟».
مشاركات قليلة للغاية قدمها محمود عبد العزيز من خلال حسابه على «تويتر»، معظمها كان دعما لمسلسله «رأس الغول» الذي عرض في شهر رمضان الماضي، وتغريدة أخرى شكر فيها الفنانة أحلام وتمنى لها دوام النجاح والتوفيق.
إلا أن التغريدة التي أثارت جدلا كبيرا وشككت في مصداقية الحساب وكونه تابعا لمحمود عبد العزيز، كانت الخاصة بمسلسله «رأس الغول» والتي قال فيها إن العمل سيكون آخر أعماله، وهو ما تسبب في ضجة وتناول البعض الأمر على كونه بمثابة إعلان الاعتزال من قبل محمود عبد العزيز، خاصة وأن الحساب موثق.
وقتها كان محمود عبد العزيز يصور مشاهد مسلسله بلبنان، والجميع في مصر يتحدثون عن اعتزاله، قبل أن يخرج نجله محمد ليوضح الأمر بأن المقصود من كلمة «آخر» هي «أحدث» أعماله وليس اعتزال محمود عبد العزيز، مؤكدا أن الحساب يعمل تحت إشراف الساحر بنفسه.
ويبدو أن التغريدة التي لم يقصدها محمود عبد العزيز تحققت بالفعل، بعدما رحل عن عالمنا مساء أول أمس، وآخر أعماله الدرامية هو مسلسل «رأس الغول» الذي عرض في شهر رمضان الماضي، ورغم امتلاكه أكثر من عمل درامي بعد المسلسل مع شركة «فنون مصر»، وكان من بينها الجزء الثاني من مسلسل «جبل الحلال»، وكذلك امتلاكه لفيلم «أوضتين وصالة» إلا أن القدر لم يمهله الوقت من أجل تنفيذ تلك الأعمال.
محمود عبد العزيز الذي أكد عبر «تويتر» أن رأس الغول لا يمكن له أن يعتزل، قال في تغريدة أخرى إنه تسلم الحساب من نجله، وتابع ردود أفعال الجمهور على الحلقة الأولى من مسلسله وهو ما أنساه التعب الذي صاحبه خلال التصوير، فيما كانت آخر تغريدة له عبر «تويتر» هي تهنئة العالم العربي بعيد الأضحى الماضي والتي جاءت في الثالث عشر من شهر سبتمبر الماضي.

اضافة تعليق

الاسم

البريد الالكتروني

التعليق