
بين فكي «ريا وسكينة» وقع المسلسل السوري «وردة شامية» المقرر أن يكون أحد أبطال الماراثون الرمضاني المقبل، ففي الوقت الذي يواصل فيه صناع العمل محاولاتهم فض «الاشتباك» بين قصتي «وردة شامية» و«ريا وسكينة»، جاءت مشاهد أول «برومو» للمسلسل الذي طرح أخيراً، مناقضة لذلك، عبر هيمنة ظلال «ريا وسكينة» عليه، بعد أن تمكنتا من مغادرة شوارع الإسكندرية نحو الشام حيث سلكتا دروب حاراتها، في عمل يصفه كاتبه مروان قاوون بأنه «يتخذ طابع البيئة الشامية في فضاء من الفنتازيا»، مؤكداً عبر صفحة العمل على الفيسبوك أنه لن «يكون نسخة من ريا وسكينة المثير للجدل، وإنما مبني على أحداث قصص ومحاور من صلب الدراما الشامية حيث سيعيش المشاهد في عالم الجلادين والضحايا وردود الفعل ولن تنتهي القصة بدفن الجثة».
علماً بأن أحداث المسلسل المستوحى من روح «ريا وسكينة» تدور في مجتمع شامي إبان زمن الحكم العثماني ويتحدث عن فتاتين لديهما قصة وحالات نفسية لكنهما يصلان إلى قتل الفتيات والاستمتاع بهذه الحالة.
وبرغم تصريحات السيناريست قاوون، إلا أن الإعلام لا يزال ينظر إلى العمل على أنه نسخة «شامية» من قصة مصرية، بطلتيها «ريا وسكينة» التي «استهلكت» قصتهما أعمال مسرحية وتلفزيونية كثيرة، تناولت حياتهما وطريقة احترافهما الجريمة، وصولاً حتى إعدامهما في الإسكندرية عام 1921 بتهمة ارتكاب جرائم القتل.
إلا أن المخرج تامر إسحاق آثر مرات كثيرة إيضاح أن «وردة شامية» يتقاطع فقط مع فكرة «ريا وسكينة» ولا يستنسخها«، وهو ما يتناقض تماماً مع مشاهد»برومو«العمل الأول، والذي أظهر اتباع الشقيقتين «وردة»و «شامية» لطريقة قتل تشبه تلك التي استخدمتهما قديماً «ريا وسكينة»، بواسطة قطعة قماش مبللة، وهو ما لمست فيه التقارير، مشاهد»اكشن مشوقة«قادرة على جذب الجمهور العربي في رمضان، وطريقة تمكن صناع العمل من فرضه على مائدة الأعمال الرمضانية، لا سيما وأن العمل يضم في بطولته»ترسانة«من نجوم الدراما السورية، على رأسهم سلافة معمار وشكران مرتجى وسلوم حداد، الذين يشكلون أضلاع مثلث العمل الرئيسي الذي تجسد فيه سلافة دور»وردة«فيما تلعب زميلتها شكران دور»شامية«، بينما يتلبس حداد شخصية عامل النظافة المنبوذ، والذي دأب على مراقبة كافة الأحداث والتفاصيل التي تشهدها الحارة، ليأخذه القدر ناحية»وردة«التي يقع في غرامها، ويصبح فيما بعد شريكاً في جرائمها.
حالة الاشتباك بين القصتين، وتضارب التصريحات حول العلاقة بينهما، زادت من منسوب متابعة»برومو«العمل الذي تلقفته مواقع التواصل الاجتماعي بلهفة، لينتشر بين دروبها سريعاً، حاملاً لجمل وعناوين مختلفة، قاسمها المشترك»السر الذي يجمع بين سلافة وشكران مرتجى التي نقلت عنها تقارير مختلفة تأكيدها بأن هذا العمل قد «أنصفها» بأن منحها المساحة الكافية وقدمها في دور البطولة من بداية العمل وحتى نهايته.
لا تعد هذه هي المرة الأولى التي تستنسخ فيها الدراما أحداث «ريا وسكينة»، فقد سبق وأن قدمتها الممثلتان عبلة كامل وسمية الخشاب في مسلسل حمل الاسم ذاته عام 2005، وقد اقتبس عن كتاب «رجال ريا وسكينة» لصلاح عيسى، كما جسدت الحكاية على خشبة المسرح عام 1980، في عمل حمل الاسم نفسه، ولعب بطولته آنذاك عبد المنعم مدبولي وشادية وسهير البابلي وأحمد بدير.