
هل يمكن لقلب الأم أن يغفر عقوق أبنائها وجحودهم وسعيهم للاستيلاء على أملاكها؟ الإجابة في أحداث مسلسل «إقبال يوم أقبلت» المأخوذ عن رواية تحمل الأسم نفسه للكاتب حمد الشملان الرومي.
تبدأ أحداث المسلسل بعثور خفر السواحل على امرأة في أواخر الستينات من عمرها «إقبال» تلعب دورها هدى حسين، على ساحل جزيرة كويتية. وبعد محاولات الطاقم الطبي إسعافها، تتمكن من استعادة وعيها لتبدأ بسرد قصتها التي تدور أحداثها بين الكويت والقاهرة ولندن، مُسلطة الضوء على مجموعة من القضايا والمشاكل الاجتماعية التي تعاني منها مجتمعاتنا الخليجية والعربية.
تقول هدى حسين عن دورها: «أقدم شخصية «إقبال» التي تمر بنقلات متعددة في حياتها، منذ الطفولة حتى سن السبعين. حمل هذا الدور تحد لنفسي نظراً لكون المرأة تمر بمراحل عمرية متعددة أولاً، ومواقف تراجيدية مؤثرة وكثيرة ثانياً.
كما تعبر «إقبال» عن شريحة المُعلمات والنساء العاملات من ذوات المواهب، فهي كاتبة وأديبة وشاعرة، وتعمل كمدرسة ووكيلة مدرسة.
ومن ناحية أخرى تواجه «إقبال» المرأة – الزوجة – الأم تحديات على مستوى الزواج والأسرة والمجتمع، ولكنها تتصدى لكل ذلك بالصبر والجَلَد والحكمة، رغم النكران والجحود الذي تلقاه من أقرب الناس إليها».
وحول الظروف الصحية الصعبة التي تعيشها شخصية «إقبال»، تقول هدى: ثمة سؤال يطرح نفسه طوال فصول المسلسل.. هل ستستمر «إقبال» في مواجهة ظروفها القاسية؟ أم أنها ستنكسر عند عتبتها؟ وكيف ستواجه مرض «الشلل الرعاش – باركنسون» وحيدةً وبعيدةً عن أبنائها، وهي التي بلغت مرحل متقدمة من العمر؟
وعن تعاملها مع الشخصية المقتبسة عن رواية حمد الشملان الرومي تقول حسين: الكاتب حمد الشملان الرومي هو أساساً طبيب بشري، وتعامل مع مرضى الشلل الرعاش، ومن ثم كتب رواية قوية ومهمة تستحق أن يتعرف عليها الجمهور وعشاق الدراما التلفزيونية. عندما قرأت الرواية، جذبتني ورغبت في تقديم الشخصية، سيما أنها المرة الأولى التي يكتب فيها الرومي عملاً درامياً».
اما المشاكل الاجتماعية التي يسلط عليها المسلسل الضوء، تقول عنها هدى حسين: «هناك الكثير من القضايا الاجتماعية التي يتوقف عندها المسلسل، كمعاناة «إقبال» أولاً من حماتها وشقيقة زوجها، ولاحقاً عقوق أبنائها وبناتها لها، وتعامل المجتمع مع المرضى، وكذلك تعامل الهيئة التعليمية مع المعلمات.. وغيرها من القضايا».
وتختم حسين: تُقرر «إقبال» أن تعطي كل شيء لأبنائها الجاحدين وتغادرهم بعد تعرضها للظلم من قبل كل من يحيط بها تقريباً، فيما تبقى خادمتها أكثر وفاءً لها ممن يُفترض بأنهم من لحمها ودمها!».
من حسن حظي أنني أكثر مخرج التقيت بها في السنوات الأخيرة، فقد قدمت مع هدى حسين أربعة أعمال سابقة «أميمة في دار الإيتام» (2010)، «علمني كيف أنساك» (2011)، «بسمة منال» (2014)، و»جود» (2016)، والآن نقدم العمل الخامس «اقبال يوم أقبلت». بهذه العبارة يبدأ منيز الزعبي الحديث عن المسلسل وتعاونه الخامس مع هدى حسين، مثنياً في الوقت نفسه على من أسماهم بـ»الكوكبة الجميلة من الممثلين الكبار والمخضرمين وكذلك الشباب».
وحول الخط الزمني للعمل، يقول الزعبي: «تبدأ الأحداث من جزيرة «فيلكا»، حيث نرى امرأة تبلغ من العمر 68 عاماً، فنسأل من هي وما الذي أوصلها الى هذه الجزيرة قبل أن نعود بالأحداث الى العام 1952، ومن ثم تتواصل الأحداث وفق التسلسل الزمني المنطقي.» وختاماً يؤكد الزعبي على أن العمل يحمل رسائل عدة، تبدأ برسائل اجتماعية وإنسانية أيام غزو الكويت، ورسائل تربوية وعائلية.. وحتى سياسية، ويضيء على قضية عقوق الأبناء لأمهاتهم».
تتحدث الفنانة هبة الدري بكثير من الحماسة عن اللقاء الرابع لها مع هدى حسين، فتقول: «لقائي الأول معها كان في فوازير 1986، حيث كان عمري عندها 4 سنوات فقط، ثم التقيتها بعد أكثر من ثلاثين عاماً في مسلسل «جود» في رمضان الماضي، تبعه مسلسل «حياة ثانية».. واليوم «إقبال يوم أقبلت». وتضيف الدري: «هدى حسين حريصة دوماً على أن تختار مجموعة من الممثلين الذين تنسجم معهم، ولحسن حظي أنا واحدة من هؤلاء».
وحول دورها في المسلسل تقول الدري: «أجسد شخصية «حصة» الابنة البكر «لإقبال»، وهي مَكمن الشر و»السوسة» بالمصطلح العامي! وهي المُحركة للأحداث، وتشكل مربط الفرس، إذ تزرع الشر في نفس شقيقها «فواز» وشقيقتها «حور»، وتحب نفسها لدرجةٍ أنها لا تأبه إذا ما عاشت أمها في الشارع، أو لم تجد سقفاً تبيت تحته».
في شخصية مختلفة عن كل ما قدمته خلال مسيرتها الفنية، تطل منى شداد في دور «خزنة» التي تعتبرها «إقبال» بمثابة اختها الصغرى، فاهتمت بها واعتنت بتفاصيل حياتها. خزنة، المصابة بالتوحد، تتمتع بشخصية فريدة وخاصة، ورغم أنها كبرت بجسمها إلا أنها ما زالت تفكر كطفلة في الثامنة. تقول شداد عن دورها في العمل: «لم أقدم الشخصية بطريقة سطحية على أنها فتاة ساذجة أو بسيطة العقل، فقد تعبت نفسياً حتى أمسكت بملامحها خصوصاً في أيام التصوير الأولى.
وتضيف: «خزنة» فيها جزء بسيط من شخصيتي الحقيقية، وتعيش في العمل مع «إقبال» والخادمة «كارونا»، و»تتعامل «إقبال» مع «خزنة» بإنسانية، فهي تحس بمشاعر الناس وتحترم الجميع وليس لديها فرق بين فقير وغني».
يجسد أوس الشطي شخصية الابن العاق «لإقبال»، وهو ما يعلق عليه قائلاً: «أنا من الشخصيات السلبية في حياة والدتي «إقبال»، وأحد أسباب الظروف الصعبة التي تواجهها. صحيح أنني ابنٌ عاق ولكن هذا العقوق هو أحد نتاج التربية الصارمة والعسكرية في طفولتي كما سيتضح للمشاهدين في المسلسل».
وتعود الفنانة العمانية سميرة الوهيبي للوقوف أمام هدى حسين للمرة الثانية بعد مشاركتها في مسلسل «قتالة الشجعان» قبل نحو عشر سنوات. تشيد الوهيبي، التي تلعب دور الخادمة «كارونا» بالقيمة المضافة التي يحققها أي ممثل بالوقوف أمام نجمة تملك تاريخ وحجم هدى حسين. وتضيف الوهيبي حول شخصيتها في العمل: «أتكلم العربية وأطعم عباراتي ببعض الكلمات الهندية، وأنا التي سأظل واقفةً إلى جانب «إقبال» في أسوأ ظروف حياتها، بعد أن يتخلى عنها أبناؤها، فإقبال عاملت «كارونا» كإنسانة في الماضي ولم تعاملها كخادمة.. لذا تقوم كارونا برد الجميل.»
«إقبال يوم أقبلت» من إخراج منير الزعبي، تأليف وسيناريو وحوار حمد الشملان الرومي، بطولة النجمة هدى حسين، وصلاح الملا، وهبه الدري، ومنى شداد، وانتصار الشراح، وأوس الشطي، وصمود، وغرور، وسالي القاضي، جواهر، أسامة المزيعل، عبدالله الطراروة، والممثلة العمانية سميرة الوهيبي، والممثلة البحرينية سلوى الجراش، والممثل السعودي عبد العزيز المليفي وغيرهم... تُعرض الدراما الخليجية «إقبال يوم أقبلت» في رمضان على «مجموعة MBC».