
لم تكن بدايات النجوم دائما كما يتخيلها المشاهد، فدخول كثيرين من نجومنا المشاهير المجال الفني لم يكن عن طريق الدراسة وصقل الموهبة، لكن البدايات كانت غالبا ما تأتي عن طريق الصدفة؛ ليثبتوا موهبتهم وقدراتهم الفنية، ويغدون بعد ذلك من نجوم الشباك بل ومن مشاهير الفن في القرن الماضي.
نرصد أشهر هؤلاء النجوم الذين دخلوا عالم الفن عن طريق الصدفة:
دنجوان السينما العربية وصدفة في صالة البلياردو
كانت هواية الصيد غرام رشدي اباظة «دنجوان السينما العربية» الأول، وكان يعشق لعبة البلياردو، الغريب في الامر ان تكون تلك اللعبة هي سبب دخوله عالم الفن، بل ويصبح من اشهر نجوم الزمن الجميل، ففي احد الايام شاهده المخرج كمال بركات وهو يمارس هوايته بإحدى صالات البلياردو، وأعجب به وبوسامته وطلته الجاذبة، وعرض المخرج عليه العمل في المجال الفني الذي لم يكن ضمن مخططات ولا طموحات الفتي رشدي اباظة.
استجاب «اباظة» لرغبة بركات وأجري اختبار كاميرا ونجح وأثبت قبولا كبيرا حتي قام بركات عام 1948، باسناد دور له في فيلم (المليونيرة الصغيرة) من اخراجه وبطولة فاتن حمامة وفؤاد شفيق، وكانت بداية نجم كبير تربع علي عرش النجومية ما يقرب من نصف قرن قدم خلالها اكثر من 157 عملا فنيا تنوع أداؤه فيها بين أدوار الشر والرومانسية والدراما والكوميديا.
توفيق الدقن وتجسيد دور لممثل تغيب بسبب مرضه
لم يكن الفنان توفيق الدفن عاشقا للفن أو هاويا له فقد كان يميل الي الرياضة ولعب كرة القدم والسلة والبوكس، وانضم إلي جمعية الشبان المسلمين في المنيا، إلى أن لعبت الصدفة دورها في تغيير مسار حياته ليكون واحدا من اشهر نجوم السينما المصرية بل والعربية ايضا من خلال افيهاته التي تميز وانفرد بها.
صاحب افيه (أحلى من الشرف مفيش. وألو ياهمبكة. وصلاة النبي أحسن) دخل الي عالم الفن عن طريق الصدفة عندما كانت جمعية الشبان المسلمين تنظم احتفالا فنيا ومسرحية تغيب احد ابطالها بسبب مرضه وأثناء بحثهم عن شخص يؤدي الدور، مر الدقن من أمام الفنانة روحية خالد، وأصرت على ان يقوم هو بهذا الدور وأقنعته بنفسها بعد رفض عرض صديقه رئيس الفرقة.
وشجعه صديقه الفنان صلاح سرحان ومعه فريد شوقي وعبد المنعم مدبولي علي الالتحاق بمعهد الفنون المسرحية لما توسموا فيه من امتلاكه موهبة وقدرات فنية خاصة وبعد محاولات فاشلة في الالتحاق بالمعهد، وتمكن من الدراسة بالدفعة الثالثة للمعهد وبعد تخرجه انضم لفرقة الفنان اسماعيل ياسين ليغدو بعد ذلك من اشهر نجوم المسرح فقد قدم ما يقرب من 100 عمل مسرحي، في روايات قام فيها بالبطولة المطلقة بعكس السينما التي لم تمنحه تلك الفرصة الي ان رحل.
مريم فخر الدين وصورة فوتوغرافية وراء دخولها الفن
مع مولد الاميرة وحسناء السينما المصرية الفنانة مريم فخر الدين بمدينة الفيوم، بدأت علامات السحر والجمال تظهر علي ملامحها وعندما بلغت سن الشباب وتفتحت أنوثتها وظهرت معالم الجاذبية والجمال، طلبت من والدتها ان تقوم بالتقاط صورة فوتوغرافية لها كتذكار، وبالفعل ذهبت مع والدتها الي المصور، الذي عرض علي والدتها ان يقوم بتصوير مريم ويضع صورتها في مجلة الايماج الفرنسية ضمن المسابقة التي تنظمها المجلة في مقابل إعفائها من رسوم التصوير وهي 5 جنيهات، وحتي لا تدفع الأم هذا المبلغ وافقت علي اقتراح المصور.
ومرت الايام ونسيت الأم ما حدث حتي فوجئت بتداول صورة ابنتها في المجلات الفنية وأنها فازت في المسابقة لأجمل فتاة للغلاف ومنذ ذلك اليوم بدأ المنتجون والمخرجون يتوافدون علي منزل والدها، الذي صدم عندما عرف بالامر، ما جعله يعنف والدتها علي هذا التصرف ويرفض طلب المخرجين لعمل ابنته في الفن، بل قام بطرد انور وجدي وحسين صدقي عندما ذهبا اليه، الا ان جاء اليه صديقه ومعه المخرج علي بدرخان حتي اقتنع بعمل ابنته مريم في الفن، لكن بشروط عديدة، ومنذ ذلك اليوم طرقت مريم فخر الدين ابواب الشهرة والانتشار واصبحت من اشهر نجمات الزمن الجميل في الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.
إبراهيم خان ومقابلة منتج بالصدفة وراء دخوله الفن
تميز مشواره الفني الذي استمر نحو 40 عاما بالعديد من الاعمال الفنية المهمة، فقد جسد كثيرا من الشخصيات حتي وصل رصيده الي 50 فيلما وعشرات المسلسلات التليفزيونية ومع هذا الرصيد الثري وتلك الشهرة، الا انه لم يسند اليه دور البطولة المطلقة خلال مشواره.. انه الفنان ابراهيم خان صاحب الجنسية السودانية.
عمل في بدايته بإذاعة ركن السودان والتي تحولت بعد ذلك الي اسم اذاعة وادي النيل، فقد كانت مورد رزقه الوحيد بعدما استقر بالقاهرة الي ان قابله بالصدفة المنتج خالد العجماني، وأعجب بوسامته وطلته المميزة، حتي اقترح عليه العمل بالفن، بشرط التحاقه بمعهد الفنون المسرحية، وبالفعل اقتنع خان بالفكرة، والتحق بالمعهد وقابل هناك الفنان جورج ابيض الذي رشحه للاشتراك في فيلم (حكاية حب)، وبعدها رشح مع نخبة من ألمع نجوم الزمن الجميل، في بطولة جماعية في فيلم «غروب وشروق»، الذي كان شهادة ميلاد جديدة للنجم ابراهيم خان وتوالت عليه العروض.