
فتحت الخطوة التي قامت بها جمعية الثقافة والفنون في جدة التي قامت بإدراج فن الهيب هوب، ضمن ما تقدمه وتدعمه من فنون، الباب على مصراعيه أمام مناقشة محلية حول تاريخ وجود فن الهيب هوب في السعودية، وما إذا كان فناً مؤهلاً من حيث المضمون والثقافة بأن يدرج ضمن الفنون السعودية الأخرى.
وكان الدكتور عمر الجاسر، مدير جمعية الثقافة والفنون في جدة، أعلن الأسبوع الماضي إدراج الهيب ضمن أنشطة الجمعية، مشترطا أن يكون المحتوى والمضمون في سياق اللباقة والاحترام، وضمن تعليمات وأنظمة السعودية، كما أصدر بطاقة عضوية لنجم الهيب هوب قصي خضر، كأول عضوية من هذه الفئة.
ويعود فن الهيب هوب في السعودية إلى التسعينيات، لكنه لم يشهد تفاعلاً كبيراً إلا بعد تطور تقنيات الاتصال الحديثة، وانتشار المنتديات والإنترنت التي أسهمت في انتشاره بصورة واسعة، بحسب المستشار الفني، أنور إدريس الذي أوضح لـ»العربية.نت» أن مغني الهيب هوب كانوا من الهواة، وكانت تجاربهم فردية لكن كان لديهم جمهور عريض.
وأشار أنور إلى أن الهيب هوب بدأ بشكله الاحترافي مع قصي خضر الذي يعد أول مغني راب هيب هوب سعودي، حيث أنتج قصي خضر في عام 1994 أول ألبوم هيب هوب، وكان يحتوي على أغنيات عربية تتحدث عن معالم جدة وحياة الشباب اليومية فيها، ومن ثم قام في عام 2002 بإنتاج ألبوم آخر، وتوالت الألبومات ومن ثم الكليبات، ليدخل فن الهيب هوب إلى مرحلة جديدة.
بدأت تجربة موسيقى الهيب هوب تأخذ شكلاً جديداً أقرب إلى الثقافة السعودية المنتجة، حيث نجح مغنو هيب هوب في خلق معادلة تربط الموسيقى مع هوية المكان، من خلال إدخال مقاطع موسيقية خليجية، فضلا عن كلمات باللهجة المحلية، وهو ما جلب انتباه الشباب، موضحا أن أغاني الهيب هوب تقوم بدور تربوي وتوعوي، وأن رواج هذا اللون من الغناء لم يعد شكلا مقبولا فحسب، بل بدأ في مزاحمة الأغنية الخليجية في ظل ثورة تكنولوجية.
أنور لم يُخفِ امتعاضه من بعض فناني الهيب هوب الذين انشغلوا بإنتاج الأغاني السلبية أو أغاني الهجاء التي تقدم صورة مشوهة لفن الهيب هوب وتعزز الصورة النمطية الخاطئة.
وقال إن «المجهود المبذول في هذه الأغاني كبير جداً، سواء في التأليف أو التلحين أو الغناء، ومن الخطأ أن يكون الهدف مجرد هجاء لشخص، مناشدا الفنانين بالاستمرار في نشر الأغاني الهادفة التي تناقش قضايا المجتمع والشباب».
يذكر أن عام 2008 شهد قيام أول حفل رسمي في السعودية لأغاني الهيب هوب حينما قررت اللجنة المنظمة لمهرجان «جدة غير 29» إدراجها ضمن حفلات جدة الغنائية، فيما تنتشر منذ سنوات كليبات وأغانٍ في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يقوم المغنون بترويج منتجاتهم في هذه المنصات باعتبارها الأكثر استعمالاً لدى الشباب في السعودية.