
مخزون كبير من الفن جمعه الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا في مسيرته الممتدة لأكثر من خمسين عاماً وترك لجمهوره الذي يقاوم مرارة رحيله بالوقوف على مآثره والعيش مجدداً مع مقاطعه الدرامية التي يتناقلها الناس في وسائل التواصل الاجتماعي المفتوحة والمغلقة. وتخلد مواقف مطبوعة في الذاكرة الدرامية لا تنسى تبين أن الدراما الخليجية والكويتية على وجه الخصوص بعد رحيل «أبو عدنان» وسابقيه من جيله أمثال خالد النفيسي غانم الصالح علي المفيدي مهددة بالنضوب كون الفراغ الذي تركوه لم يملأه أحد.
ومن بين المقاطع الكوميدية للفنان عبدالحسين عبدالرضا مشهد مضحك من مسلسل «قاصد خير» الذي تم تصوير بعض مشاهده قبيل الغزو ثم أعيد إنتاجه بالكامل من جديد بعد ذلك الحدث السياسي العصيب المسلسل ألفه الفنان الراحل وتم بثه عام 1993 وأدى من خلاله شخصية «بو ردح» الشهيرة المقطع الذي نتناوله في المسلسل يتحدث عن مدير يحاسب موظفيه بعد تراجع في أرباح تجارته هذا التراجع دفع «بو ردح» للالتقاء مع مديري المشاريع لاحتواء أزمة عزوف الزبائن وتراجع المشتريات التي عزاها إلى التسيب والكسل الشامل والإهمال الطافح على حد وصفه القضية إلى هنا جادة جداً إلا أن الاجتماع كان جاداً فقط من خلال الطاولة وطريقة جلوس المشاركين مع مراعاة أن المكان (القهوة) والزمان (الثالثة صباحاً) خارج السياق ماعدا ذلك كان مدعاة للقهقهة والتحريض على الضحك بعيداً عن النتائج المرجوة والمأمولة المشهد الذي كانت مدته 7.09 دقائق على مستوى اللغة والحوار والارتجال كان موفقاً.
ويحسب للمخرج يوسف حمودة أنه لم يقطع المشهد عند ضحك أحد الجالسين على طاولة الاجتماع الجاد (الممثل فيصل أبو غازي) وكذلك تميز المشهد في الأداء والحركة ونبرة الصوت من المشاركين في اللقاء المحوري والمهم أما عن القضية التي كانت محور المسلسل فإنها تأتي امتدادا لـ»الثيمة» والفكرة الاقتصادية المرتبطة بالربح والخسارة كعنوان عريض والتي لازمت الفنان الراحل وتحرك في فضائها بعدد من أعماله مثل «درب الزلق» «سوق المقاصيص» «قاصد خير» و»أبو الملايين» ومن خلال هذه الأعمال كانت حاضرة مفارقاته وإسقاطاته على الواقع الحي بأسلوب طريف ولطيف على النفس.