في ليلة الوفاء والتكريم، أقامت جمعية الثقافة والفنون بجدة حفلاً تكريمياً غنائياً في قاعة "القصر" للمناسبات والاحتفالات لفنانين قدما الكثير من الأعمال الغنائية للوطن وللجماهير العربية وهما الفنان الراحل سراج عمر رحمه الله، والفنان د. عبادي الجوهر، بحضور الأمير تركي العبد الله الفيصل ونخبة من الفنانين والمثقفين والإعلاميين.
بدأ الحفل الساعة التاسعة والنصف بصعود عريف الحفل المذيع سعد زهير وقدمت فرقة موسيقى جمعية الثقافة والفنون، التي أسسها حديثاً ويشرف عليها الفنان طلال باغر، السلام الملكي، ثمّ عزفت الفرقة مقطوعة موسيقية من تأليف قائد الفرقة الفنان عبد الرحمن باحمدين. بعدها تم عرض مقطع فيديو عن بعض إنجازات جمعية الثقافة والفنون على مدى 45 سنة منذ تأسيسها. وتكريماً للفنان الراحل سراج عمر تمّ عرض فيلم وثائقي قصير لبعض ما قدّمه طوال رحلته الفنية. ثمّ عزفت الفرقة الموسيقية النشيد الوطني الأشهر في تاريخ الأغنية الوطنية السعودية من ألحان الراحل، وهو نشيد "يا بلادي" وأداء الكورال.
صعد المذيع سعد زهير ليعلن عن إطلاق جمعية الثقافة والفنون بجدة لموهبة غنائية جديدة لأول مرة في العهد الحالي، ويقدّم للجمهور المطرب الشاب علي مشرعي، الذي شارك في حفل التكريم بغناء أغنية "إنت نصيبي" من كلمات الشاعر سعود سالم وألحان طلال باغر. وكذلك شارك الفنان صالح خيري بأغنيتين من ألحانه هما "سيدهم إنتَ وبس"، و" حبيبة قلبي" وهما من كلمات الشاعر محمد بن حسين، الذي أتى من المدينة المنورة لحضور حفل التكريم.
ومع فقرة التكريم صعد مدير جمعية الثقافة والفنون محمد آل صبيح والفنان طلال باغر إلى المسرح ليقدما دروعاً تكريمية لكل من المطرب علي مشرعي والفنان صالح خيري، وليسعد الشاب محمد ابن الفنان الراح سراج عمر ليتسلّم درع تكريم والده (رحمه الله)، وبعده تمّ تكريم قاعة "القصر" الراعي الرسمي للحفل بدرع تسلّمه صاحب القاعة سعود الحاراثي، وكذلك درع لابنه محمد سعود الحارثي، ودرع لمؤسسة "كادر" للإنتاج الإعلامي.
مع إعلان المذيع سعد زهير عن تكريم الفنان د. عبادي الجوهر ارتفعت الأصوات بالترحيب بالفنان عبادي الذي أطلّ على الجمهور مبتسماً يحييهم بيده. وما أن صعد إلى المسرح وبعد استلامه درع التكريم أمسك المايكريفون وقال: " أتقدّم بالشكر الجزيل لجمعية الثقافة والفنون ومديرها الأستاذ محمد آل صبيح، ولصديقي الحبيب الفنان طلال باغر، وأخي العزيز الفنان عبد الرحمن باحمدين، ولكل أعضاء الفرقة الموسيقية وللحضور".
ثم جلس الفنان د. عبادي الجوهر ليسعد قلوب الحضور ويطربهم بثمان أغنيات متنوعة، ما بين قديمه وجديده، وهي على التوالي: "أنصاف الحلول" كلمات الشاعر الراحل المعنى، و"كل ليلة" كلمات إبراهيم بن سواد ولحن الراحل صالح الشهري، و"خلاص أرجع" كلمات رحاب، و" يا شوق" كلمات أحمد بن ظافر، و"قالوا ترى" كلمات الشاعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد. وليدخل عبادي في أداء موال "قالت معذبتي" مع تصفيق الحضور ليتبعه بأغنية "مو غريب" كلمات أسعد عبد الكريم ولحن طلال باغر.
ارتباط جمهور الفنان عبادي الجوهر بالعود لا يقل عن ارتباط الفنان عبادي نفسه بالعود، فهو من أشهر عازفي العود في العالم العربي، ولا يمكن التصوّر أن يحيي الفنان عبادي الجوهر حفلة دون أن يطالبه الجمهور الحضور بواحدة من اثنتين، إما عزف المقطوعة التي يطلقون عليها "الإسبانية" ليقذف في نهايتها بريشته التي يعرف بها، أو يغني لهم "أغني" مصاحبة العود فقط. وهذا ما حصل.
بعد الموال وأغنية "مو غريب" بدأت أصوات الحضور تتعالى يطالبونه بغناء أغنيات أخرى، منها أغنية "الجرح أرحم" و" عيونك آخر آمالي". والبعض طالبه الغناء وهو يعزف على العود فقط، فقال لهم: "إيش رأيكم نغني عيونك؟" ومع ارتافع أصواتهم بالموافقة توقّفت الفرقة المصاحبة عن العزف، وبدأ عبادي بالعزف على العود والحضور يصفقون وجلّهم يصور بالجوال، ثم غنى لهم أغنية "عيونك آخر أمالي"، وهي من كلمات الشاعر الأمير عبد الرحمن بن مساعد (عود)، وختم بالأغنية الوطنية "شهادة حق" الأمير بدر بن عبد المحسن.
وكان مسك ختام حفل تكريم والطرب مع قيام عبادي الجوهر وإمساكه المايكريفون بيده ليقول للجمهور: " بما أننا نغني في الوطن، فلنغني أغنية "شهادة حق"، وهي من كلمات الأمير بدر بن عبد المحسن وألحان الفنان عبادي الجوهر، الذي صدح بها عالياً والجمهور شاركه الغناء.
