«يعمل الكتاب الدراميون على خلق قصص وشخصيات تعكس وتتفاعل مع التحولات والتحديات التي تواجه المجتمع، وهم ليسوا مجرد ناقلين لقضايا المجتمع فحسب، بل يعملون أيضا على صياغة القصة وتطوير الشخصيات وبناء النزاعات والمشاعر لإنتاج عمل فني مميز»، هذا ما أكده الكاتب القدير فايز العامر عند سؤالنا له عن مدى تأثير العمل الدرامي على تفاعل المشاهدين معه؟ وكيفية استيعابهم للرسالة والقضايا المطروحة؟
وقال العامر في تصريح لـ «الأنباء»: الكاتب الدرامي فرد في المجتمع، يتأثر بتجاربه الشخصية، وقناعاته ومعتقداته قد تظهر في أعماله لكنه أيضا يحاول تقديم قصة متوازنة وملائمة للجمهور، وتقديم رسائل يمكن استيعابها وتعيد تشكيل الوعي حول القضايا المهمة بهدف خلق تفكير إيجابي وحوار مجتمعي بناء.
وفي سياق آخر، أكد العامر انه ضد تكديس عرض الأعمال الدرامية في شهر رمضان فقط، وقال: يعاني المشاهدون من التشتت بين العديد من المسلسلات المختلفة التي تعرض في الوقت نفسه، بالإضافة إلى ذلك قد يكون هناك تشابه في القصص ما يصيبهم بالملل، وهنا أتساءل: «ما الداعي في ان تعيد القنوات الفضائية أعمال رمضان نفسها بعد انتهائها مباشرة في وقت يكون الناس متشبعين من الدراما التي شاهدوها بالشهر الفضيل؟»، أعتقد ان عرض مسلسلات جديدة طوال السنة دون الارتباط بموسم معين سيعزز من نجاح الأعمال الفنية بصورة كبيرة.
وحول الإنتاج الرمضاني هذا العام، أوضح الكاتب القدير: «هذه السنة الموسم مضروب والأعمال تعد على الأصابع» لأن تلفزيونات الخليج امتنعت عن فكرة «المنتج المنفذ» وأصبحوا يتعاقدون مع «المنتج المميز المقتدر» الذي ينفذ أعماله على حسابه ومن ثم يسوقها لهم، وهذا جعل الكثيرين يشعرون بأن الإنتاج «مخاطرة» فقلت الأعمال مقارنة بالسابق.
وأردف: أتذكر الموسم الماضي عندما كنا في لوكيشن مسلسل «البوشية» كانت الساحة ممتلئة بالأعمال الدرامية المعاصرة التي يتم تصويرها، ويبدو ان «البوشية» فتح شهية المنتجين لتقديم أعمال تراثية، فعلى حد علمي الموسم المقبل ينتظر عرض أكثر من 4 أعمال تراثية.
وتحدث العامر عن أعماله الجديدة، قائلا: لدي مسلسل تراثي بعنوان «الغريب» أنتظر شركة إنتاج تكون قادرة على تنفيذه بطريقة تحافظ على التراث، ويتناول حقبة زمنية من التاريخ الكويتي، ولأول مرة أدخل عالم السباعيات من خلال مسلسل كوميدي يحمل اسم «قسمة ونصيب» والذي انتهى تصويره والآن في طور التسويق، وهو من إخراج محمد فرج وبطولة جمال الدهان ومرام وسعود الشويعي ونخبة من نجوم الخليج، مشيرا إلى انه انتهى أيضا من كتابة فكرة لعمل فني شبه بوليسي نصحه بعض أصدقائه بتقديمه فيلما سينمائيا. واستطرد: كتبت القصة وأتفرغ حاليا للسيناريو والحوار، ولا أنكر انني في حيرة من أمري هل أقدم العمل فيلما سينمائيا كما نصحني «ربعي» ام يكون مسلسلا قصيرا؟ لاسيما انه دراما ثقيلة وخال من أي كوميديا، مشيرا إلى انه عرض عليه في الآونة الأخيرة أحد الأعمال الدرامية لكنه اعتذر عنه لأن الشخصية لا تناسبه.
وتطرق الكاتب القدير فايز العامر في ختام تصريحه لـ «الأنباء» الى المسرح، قائلا: أعود الى المسرح بعمل جديد أتمنى ان يرى النور فترة عيد الفطر المقبل، وقد يكون عنوانه واحدا من اثنين إما «ضربة حظ» او «إجازة خاصة»، متمنيا لجميع زملائه في الوسط الفني التوفيق في أعمالهم الدرامية والمسرحية.
