الفن بصفة عامة وبمجالاته المختلفة رسالة إنسانية لها أثر عميق على النفس البشرية وله أيضا مغزى في الحياة، فهو الإبداع، والتميز، والأصالة، والتفرد، وهو أيضا وسيلة مهمة للتعبير عن الأفكار، والمشاعر، والأحاسيس، ومن هنا فإن العطاء الفني لا يقتصر على مبدأ «الفن للفن» فحسب، بل يتعدى ذلك إلى الهدف السامي وهو العمل والسعي إلى خدمة البشرية والمجتمع بأفراده جميعا في سبيل رفعة حياة الإنسان ورقيها والسمو بها نحو حياة أفضل، من حيث صون حقوقه والدفاع عنها.
ومن هذا المنطلق، جاءت الفكرة للمخرج علي أحمد لتقديم عمل إنساني يحمل رسالة حب من أطفال الكويت إلى أطفال غزة تضامنا معهم في ظل الأحداث المأساوية التي يعيشونها جراء الاعتداء الصهيوني عليهم منذ شهر ونصف الشهر تقريبا من خلال فيديو كليب رائع يحمل عنوان «احنا معاكم» بمشاركة النجم الكبير داود حسين الذي قال عن هذا العمل: كلمني مجموعة من الشباب فيهم طاقة وإيجابية جميلة لمشاركتهم في عمل إنساني تضامنا مع الأحداث الصعبة التي يعيشها حاليا أهلنا في غزة بفلسطين برعاية مستشفى «دار الشفاء».
وتابع حسين : جلست مع المخرج علي أحمد وأخبرني بفكرة الأغنية ووجهة نظرة وشكرته على اختيارهم لي، خاصة أنني كنت أخطط من قبل أن أقدم شيئا خاصا بأحداث غزة، وقابلت فريق العمل واستفدنا من خبرات وطاقات بعضنا البعض بشكل إيجابي حتى خرج الكليب الذي استغرق تصويرة 18 ساعة فقط بهذا الشكل الجميل.
وأضاف: تم تصوير الكليب بأحد البيوت بمنطقة ميدان حولي وعقب مشاهدتي للديكور تحمست أكثر لدرجة أن ناس كثيرة «على بالهم» أن التصوير تم في غزة نفسها وهذا الشيء يحسب للمخرج وكل فريق العمل بلا شك، والحمد لله جميع الأمور كانت ميسرة فلم نواجه أي صعوبات على الإطلاق، لافتا إلى انه بطبعه يهتم بالمشاركة في مثل هذه القضايا، والعمل إنساني بالدرجة الأولى ووطني ويحمل رسالة من أطفال الكويت إلى أطفال فلسطين.
واختتم حسين حديثة قائلا: أرى أن الفنان يستطيع أن يشارك في مثل هذه القضايا من أي موقع سواء بتوصيل مساعدات او تقديم أعمال إنسانية تناسب مثل هذا الحدث.
بدوره، تحدث المخرج علي أحمد، قائلا: في البداية أحب أن أقول هذا العمل توفيق من رب العالمين كونه يخص قضية إنسانية تشهد تعاطفا كبيرا جدا معها من الجميع، وكنت أرغب في تقديم عمل يناسب ما يحدث حاليا في غزة فجاءت فكرة «احنا معاكم».
وعن اختياره للنجم الكبير داود حسين، رد: هذا العمل غير ربحي على الإطلاق وبميزانية محددة من قبل الراعي، مستشفى «دار الشفاء»، وقد قدمت لهم الميزانية من دون أجري، حيث إنني لم أتقاض دينارا واحدا عن العمل كونه إنسانيا في المقام الأول، وأكمل: رشحنا أسماء من الفنانين لاختيار أحدهم للمشاركة في العمل، لكنهم طلبوا مبالغ كبيرة جدا، وبالرغم من انني أخبرتهم بانه عمل إنساني وغير ربحي لكنهم أصروا على موقفهم، إلا أن كلمني أحد الأصدقاء وأخبرني انه على علم بأن النجم الكبير داود حسين لديه رغبة في تقديم عمل عن أحداث غزة، بصراحة كلامه زاد من حماسي وقلت له «ومن أفضل من داود حسين ليقوم بالبطولة».
وتابع أحمد: بمجرد ما عرضت الفكرة على «بوحسين» قال: «بابا شنو تبون انا حاضر»، وللأمانة هذه الروح الحلوة منه أعطتنا جرعة معنوية وقمنا «نناقز» من السعادة، لأننا نتعاون مع هذا النجم الكبير بأخلاقه وفنه، ما جعلني أستعين بأفضل ناس في السوق بهذا المجال على مستوى الديكور والإضاءة وأحدث كاميرات التصوير.
وحول الأسلوب الذي استخدمه في تصوير الكليب الذي اعتمد على التصوير «الطولي»، أوضح: من البداية نحن صممنا الكليب بأن يكون تصويره بالطول على غرار أن كل التغطيات والصور الخاصة بأحداث غزة كانت كلها بالطول، لذا وتماشيا مع هذه الثيمة تعمدنا ذلك بحيث لا يتم عرض الكليب إلا من خلال شاشة الموبايل، وقد قررت التصوير بهذا الأسلوب لأن التصوير السائد حاليا يعتمد بشكل كبير على الموبايل.
يذكر أن كليب «احنا معاكم» من كلمات سيد علي الغريفي، ألحان حسام يسري، إشراف عام حسين الصايغ، مساعد مخرج محمد البلوشي، مدير التصوير والإضاءة محمود الحوساني، والديكور خالد ناجي.
يشار إلى ان المخرج علي أحمد عمل صحافيا ومراسلا في قناة «بي ان سبورت» منذ عام 2010 ونشأته الإعلامية كانت في قناة الجزيرة، إلا انه في آخر 5 أعوام تخصص في إخراج الأفلام الوثائقية بإنجلترا، خاصة الوثائقية الإنسانية منها، وصور هذه الأفلام بشكل سينمائي ومنها فيلم «الأسابيع المفقودة»، حيث تم تكريمه مؤخرا في حفل أسبوع المهرجان السينمائي الذي أقيم في الجامعة الأمريكية بالكويت من قبل علي مرزوق الغانم ممثلا عن شركة علي الغانم وأولاده للسيارات الراعي للمهرجان.
