
خلال 40 يوماً من العمل المتواصل، استطاع المخرج السعودي «عبد الله با مجبور» أن يخرج مسلسل «فرسان قريح»، وهو مسلسل قصير مكون من 10 حلقات يعرض على منصة «شاهد»، والعمل من بطولة عدد من الممثلين الشباب السعوديين على رأسهم عبدالعزيز الشهري ويوسف الدخيل.
وحول المسلسل ذكر المخرج عبد الله با مجبور لـ»العربية.نت» تفاصيل المسلسل الكوميدي الرياضي المكون من عشر حلقات، ويطرح قصة «أبو عثمان» وهو رئيس نادي درجة ثالثة ويدير ناديه بطريقة عشوائية، وحين تزداد عليه الضغوط للصعود بالفريق للدرجة الثانية، ويتلقى دعماً مالياً من مالك النادي «أبو فهد»، ويستعين باللاعب المعتزل «شافي» الذي أحرج النادي في الماضي، وذلك بهدف تدريب الفريق فقط لأنه يثق به.
ويضيف «بامجبور»: لا يزال من المبكر الحكم على نجاح المسلسل قبل عرض جميع الحلقات، ورصد ردة فعل الجمهور، ولكن قد تكون العناصر المميزة في العمل تتمثل في فكرته الفريدة، وتميز الممثلون المشاركون فيه، ابتداء من أبطال المسلسل عبدالعزيز الشهري ويوسف الدخيل، والوجه الصاعد لمياء خالد، وغيرهم من الممثلين المبدعين مثل خالد عبدالعزيز وإسماعيل الحسن، ومهند الصالح الحائز على جائزة أفضل ممثل في مهرجان الأفلام السعودية هذا العام، كذلك ساعدنا كثيراً في العملية الإبداعية هو تعاون فريق العمل من مرحلة الكتابة والتطوير، وحتى المراحل الأخيرة في المونتاج، ودائماً ما أدفع فريقي لوضع بصمتهم والتطوير في كل جزئية من جزئيات العمل، وهذا الشيء انعكس على النتيجة النهائية، ودائماً أؤمن بأن نجاح أي عمل يكمن في إيمان فريق العمل بالفكرة أولاً، ثم عملهم كفريق واحد لإنجاحه.
وأضاف: أعتقد أن نجاح أي عمل فني يرتكز على جودة الفكرة، ثم بناء النص بشكل محكم وتطويره بشكل جيد، ومن الضروري أيضًا التخطيط الدقيق والإعداد المتأني لكل مرحلة، بداية من تطوير النص ثم مراحل الإنتاج، وإعطاء كل مرحلة الوقت الكافي من دون عجلة، وفي الغالب سينتج عن ذلك عمل فني يلقى استحسان المشاهدين، ويحترم ذائقتهم، في نهاية المطاف، معيار النجاح الأهم لأي عمل فني هو مدى تقبل واستحسان الجمهور له.
وعن الأقرب إليه ما بين السينما والتلفزيون، يقول: رغم أنني بدأت مسيرتي بإخراج المسلسلات التلفزيونية، فإنني أطمح أن يكون عملي القادم فيلماً سينمائياً، فتعلقي بالسينما والأفلام، وشغفي بها هو الذي دفعني للدراسة والتعمق في هذا المجال من الأساس.
وأضاف: هناك أعمال سعودية في الفترة الأخيرة تعكس نضجاً كبيراً، وتطوراً ملحوظاً لصناعها، وعلينا جميعا أن نفخر بالمحاولات التي يقدمها صناع الأفلام السعوديون ونؤمن بأننا نسير بخطوات صحيحة ومتسارعة في طريق بناء صناعة يكون لها أثر ملموس، منذ أن جاءت الرؤية وبرامج الدعم في هذا المجال، لا تتوقف وانعكست بشكل واضح على نوعية المخرجات المحلية، ولكن علينا أن نعي أننا ما زلنا في بداية المشوار وفي مرحلة بناء صناعة جديدة، وهذا الأمر يتطلب صبراً وجهداً ومثابرة، وأنا مؤمن بأننا مع زيادة الإنتاجات ستتراكم لدينا الخبرات، وتتطور الكوادر وستصبح لدينا صناعة حقيقة نوصل من خلالها قصصنا إلى العالم.
ويستطرد المُخرج الجيد يجب أن يمتلك القدرة على الرؤية الإبداعية الشاملة، مع التحلي بالصبر والدقة في التفاصيل. كما أن تطور المخرج يتطلب ممارسة مستمرة، والانفتاح على تجارب جديدة والتعلم من كل مشروع. بالإضافة إلى القدرة على التعاون والعمل ضمن فريق، والاستماع لآراء الآخرين مع الحفاظ على الرؤية الفنية، أعتقد أن هذه أهم السمات الأساسية للمُخرج الناجح.
ويسرد تفاصيل رحلته في عالم الإخراج قائلاً: بدأت رحلتي في عالم صناعة الأفلام في عام 2013 بدراسة التخصص في لوس أنجلوس، وخلال فترة الدراسة الجامعية، أُتيحت لي الفرصة لإخراج حلقتين من مسلسل «CUT» على منصة شاهد، وهو ما مثّل بدايتي الاحترافية والفعلية في هذا المجال.
وبعد تخرجي، شاركت في تأليف وإخراج مسلسل «أوريم» في بداية أزمة كورونا، والذي تم تصويره في ظروف صعبة لكنه نجح في كسب القبول الجماهيري وعُرض لموسمين على MBC وشاهد خلال رمضان، تبعه إخراج عدة حلقات من مسلسل «سكر سادة» من بطولة الفنان أسعد الزهراني على SBC وشاهد.
وفي منتصف العام الماضي شاركت في كتابة وإخراج عدد من حلقات لمسلسل كوميدي درامي، وهو حالياً في مرحلة ما بعد المونتاج، وربما سيصدر قريب، ولكن لا أستطيع التصريح عن تفاصيله حتى موعد الإعلان الرسمي، وأخيرًا مسلسل «فرسان قريح» الذي يُعرض حالياً.