
بعد انتهاء عرض «لاتهدي وردة « على خشبة مسرح الدسمة شهدت قاعة الندوات الندوة التعقيبية الخاصة بها أدارتها إسراء جوهر، وشارك في التعقيب الفنانان إبراهيم سالم من الإمارات، وفهد الحارثي من السعودية.
وفي الاستهلال قال سالم: «آخر ما كنت أتخيله أن أكون معقباً، بحكم أنني ممثل ومخرج، وممثل أكثر»، مؤكداً أن العمل المسرحي الذي نحن بصدده يتميز بجمالية الهدوء والانسيابية
ومن ثم طرح بعض التساؤلات التي تثري النقاش حول المسرحية، وتفتح آفاقاً لرؤية هذا العمل بشكل أفضل، مشيرا إلى النص ومسألة الواقع والمتخيل
وأضاف: الأمرالثاني يتعلق بقضية السينوغرافيا عموماً سواء الإضاءة أو الديكور أو الإكسسوار، فنحن أمام مكان واقعي ولكننا نتعامل مع مساحة أكبر من هذا الواقع ونقصد به المسرح الآن، هل هذا بالنسبة للمخرج هو شيء محمود في العمل، أو أننا نتعامل مع الواقع الموجود بكل اشكالاته، وفي السينوغرافيا المكان كان محدد ببلكونة شقة وفي الخلف كنت أشاهد شجرة، هل هذه الشجرة تعبيرها رمزي أم واقعي؟
وتابع: من ضمن الأسئلة المطروحة التي تخص الممثلين، من خلال إشكالية أنني أكون شابا لشخصية كبيرة في العمر، لابد أن أتلاقى مع روح هذه الشخصية، وهذا الأمر يحتاج الكثير من التمارين للممثل كي ينجح في تجسيده كما طرح سؤالا آخر مفاده: هل وفق الممثلون في التمثيل والغناء للتعبير عن الشخصيات؟ وأخيرا تمنى للفرقة الاستمرار في مثل هذه العروض وتطويرها
المقاعد والورود
بدوره قال الحارثي: أشكر المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، لقدرته على المحافظة على هذا المهرجان وجعله مشعا ليس للكويت فقط، ولكن للدول الخليجية والعربية كافة
وأضاف: عندما دخلنا المسرحية وجدنا على المقاعد الورود، ما الهدف من هذه اللمسة الجمالية؟، ومن ثم انشغالنا بهذا الفعل تفسيرا وتحليلا ورؤية وتنفسا
قراءة النص متعبة
واستطرد: اتعبتني قراءة النص قليلا، حيث أعدت قراءته وتوقفت قليلا ثم أعدت القراءة... وهكذا، وفي كل مرّة كنت أخرج بقراءة خاصة للنص، الذي لم يكن سهلا رغم جمالية الفكرة، التي تتحدث عن شخص في الثمانين من عمره يحاول أن يسترجع ذكرياته، والتعايش مع الواقع، حيث تدخل في حياته امرأة تغير نظرته للحياة، فالنص يذهب إلى الواقعية ثم إلى العبثية، ثم أجد أن هناك روحا خاصة بالتصوير التلفزيوني فيما يشبه الفيلم القصير، حيث كان المخرج أمينا في نقل هذا النص للجمهور، كما أن هناك زوايا كثيرة للمخرج تعامل معها بين البساطة والتعقيد، الحركة والسكون، الفعل وعدم الفعل، وطرح سؤاله: الكتاب الذي وجدته في النص هل كان هو الدليل أو الظل، أم أنه كتاب الحياة؟
وأوضح بقوله: الحركة شدتني كثيرا بين الشخص والكتاب الذي يقف خلفه، ومع ذلك أرى أن الرؤية لم تذهب إلى غرضها.
فيما بيّن أن الحوار في البداية كان ثقيلا وطويلا، يحتاج التخفيف، وأن الممثل الذي أدى دور الرجل العجوز كان ينسى أحيانا انحناء ظهره فيظهر مستقيما فجأة، موضحا أن أداء بعض الشخصيات كان يميل في بعض الأحيان إلى الرتابة، ولم تتعمق الشخصيات في أدوارها، فمهمة الممثل دراسة الشخصية التي يتقمّصها.
عمل غنائي
وركز الحارثي على نقطة الغناء، وقال: لماذا لا يفكر المخرج في تحويل هذه المسرحية إلى عمل غنائي، فليس لدينا أعمال غنائية كثيرة، وأضاف: «هذا ثالث عمل أشاهده في المهرجان يحرّك فيه الديكور، وهذا التحريك جيد من دون شك، فلماذا كل الأعمال تسير في هذا الاتجاه؟، مؤكدا أن الإضاءة كانت متسقة مع العرض، وفي ختام تعقيبه تقدم بالشكر للفرقة على جهدها في عرض هذا العمل