
تعد فرقة المسرح العربي من الفرق ذات التاريخ العريق في المسرح الكويتي حيث خرج منها نجوم كبار أمثال عبد الحسين عبد الرضا وخالد النفيسي وغانم الصالح ومريم الصالح وغيرهم وفؤاد الشطي أول من أشرك الكويت في الهيئة العالمية للمسرح وأول من سعى لتكريم الفنانين وهم أحياء في يوم المسرح العربي وهو الدرب الذي صار عليه نجله المخرج أحمد الشطي رئيس الفرقة الحالي مكرما الرواد الكبار ويسعى المسرح العربي الى تقديم المواهب الشبابية في كل دورة مهرجانية حيث شاركت الفرقة في مهرجان الكويت المسرحي 24 بمسرحية «لا تهدي وردة» من إنتاج الفرقة وتاليف بدر حياتي، وإخراج أحمد البناي، وشارك في تجسيدها على خشبة المسرح الممثلون: مبارك سلطان ومساعد العدواني ونسرين أحمد وعقيل دشتي وفهد الخياط وشهد الراشد، وهي العرض الثالث ضمن فعاليات المهرجان
شاهد الحضور الجماهيري عرضا مسرحيا فرجويا بامتياز برؤية بصرية معبرة وسينوغرافيا متميزة نجحت فى تعميق الحدث العمل يضعنا أمام العديد من التساؤلات والمعاني مثل فكرة اليأس مقابل الأمل والتشاؤم مقابل التفاؤل والطمأنينية مقابل الخوف وتفاعل كل هذه المشاعر مع الماضي والحاضر والمستقبل .
الخيال والفانتازيا
وتتواتر أحداث المسرحية، في سياق واقعي يتداخل مع المدرسة العبثية، والرمزية والجنوح إلى الخيال والفانتازيا إضافة إلى ما تضمنته المسرحية في نصها من استدعاء للذاكرة، وصراعات داخلية تتمحور حول جدلية اليأس والأمل، بشكل أساسي فهذا الرجل الثمانيني، الذي أنهكته الحياة، وعاشها بالطول والعرض، وصل إلى العمر الذي ينتظر فيه الموت، ولا يرى أي بارقة أمل أو وسيلة تعينه على الحياة، فكل ما حوله فراغ، يبعث في نفسه اليأس والتشاؤم، حتى الذكريات التي يستدعيها ذهنه بين فترة وأخرى، لم تكن بالسعيدة أو المريحة لهبل كانت تصيبه بالألم
ويرافقه خلال رحلته المملة مع الحياة الكتاب، الذي جعله المخرج شخصية ظاهرة متحركة أمام الرجل المسن، تحركه بل إنها توجه إليه النصائح، وتدفعه دفعاً إلى أن يتقرب إلى جارته، ومن ثم ينجح الكتاب أو الدفتر، في أن يقرب مشاعر الرجل المسن مع المرأة، فتدخل حياته، وتُعيد له الأمل في الحياة. ولأنه من محبي القراءة والاطلاع والتأليف، وهي من محبي الرقص، فقد التقيا في فكرة أن كل هذه الأمور عبارة عن فنون يحتاجها الإنسان في حياته لتمنحه السعادة والأمل ومن خلال العبثية والرمزية تتحول الأوضاع، ليفقد الرجل والمرأة ذاكرتيهما، ليأتي ابن الرجل المسن، وابنة المرأة، كي يعيدا الحلم والأمل من خلال تقاربهما.
ألوان من الغناء
وتضمنت المسرحية ألواناً من الغناء، مما أسهم في خلق أجواء جمالية لها، إضافة إلى الإيقاعات الراقصة، التي تتحاور مع الذاكرة والخيال في حين بدت الموسيقى التعبيرية منسجمة مع تناغم الصور الحسية لمشاهد المسرحية، ومع ما تتضمنه الرؤى من تداخلات في الأحداث.
وجاءت السينوغرافيا معبرة بكل عناصرها متفاعلة مع الأداء المسرحي للممثلين على خشبة المسرح، إضافة إلى التحرّك المتقن لقطع الديكور لتحويل المشهد من مكان لآخر بسلاسة ويسر وبشكل مخفي زاد من جمالية العرض لتقدم الفرقة واحدا من أجمل عروضها .