
عقب انتهاء عرض مسرحية «اغتصاب « لفرقة مسرح الشباب على خشبة مسرح الدسمة أقيمت في قاعة الندوات ندوة تطبيقية تناولت النقاش والتعقيب حول العرض المسرحي وهي من تأليف الراحل سعد الله ونوس وإخراج خالد أمين وبمعالجة درامية من محمد الرقادي وبإشراف عام من محمد المزعل.
أدارت الندوة أسماء عيسى وشارك فيها المعقبان خالد الباز من المملكة العربية السعودية ومازن الغرباوي من جمهورية مصر العربية حيث تحدث المعقبان عن المسرحية وما احتوته من نص وإخراج وسينوغرافيا وغير ذلك من العناصر المسرحية
المهرجان يجمع أصحاب الخبرة في المسرح
في البداية عبر المعقبان عن سعادتهما في هذا المهرجان الذي يجمع مجموعة من المهتمين وأصحاب الخبرة في المسرح من دول الخليج والوطن العربي مما يساهم في اثراء التجربة والاستفادة المتبادلة مشيدان بجهود المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب والأمين العام المساعد لقطاع الفنون رئيس المهرجان مساعد الزامل ومدير المهرجان وائل جابر على حسن الاستضافة والتنظيم .
وأشاد الباز بالجهود الكبيرة اللي قدمت من فرقة مسرح الشباب وقال ان المسرحية تقدم اكتشافا قويا لموضوعات الهوية والصراع الثقافي من خلال سياق تاريخي وقال المسرحية تنسج موضوع الهوية بشكل معقد وسط الاضطرابات الاجتماعية والسياسية وتسلط الضوء على نضال الافراد المحاصرين وتدور احداثها على خلفية صراع سياسي وقال ان هذا السياق في الحقيقة ليس للسرد ويضيف طبقات للتعقيد التاريخي والثقافي وقال على سبيل المثال لو شاهدنا المشهد الافتتاحي وطابور الخبز في المسرحية نرى ان الفريق استخدم الرمزية كاستعارة للحياة بشكل عام.
وأضاف» في النص تتصارع الشخصيات مع شعورهن بذاتهم محاصرين بين تقليد الانظمة الاجتماعية وجذورهم الثقافية»
وقال أن الحوار يعكس عمل الهوية الثقافية والصراع الداخلي الناشئة للضغوط الاجتماعية والسياسية والتوتر بين التراث الثقافي والهوية ويتماشى هذا النهج مع التقليد المسرحي المتمثل في استخدام الدراما كوسيلة لاكتشاف القضايا.
وعن تطور الشخصيات في المسرحية قال تميزت الشخصيات بتطورها الغني حيث تجسد كل الجوانب المختلفة من التجربة الانسانية في وقت الصراع فمن اسحاق الذي يعاني من صراع داخلي الى اصرار دلال الثابت وسط هذه المأساة شخصيا.
وقال أن الحوار هو سمة بارزة في المسرحية يتميز بأصالته وعمقه العاطفي ويستخدم اللغة بمهارة للتمييز بين الشخصيات وخلفياتها والاشارة الثقافية المحددة لتعزيز الواقعية.
ولفت الى أن الفريق استخدم الاستعارة ورواية القصص التاريخية داخل الحوار مما شكل قوة إضافية للعمل وعزز القضايا مبينا أن الرؤية السردية في العمل مقنعة وحدث التنقل بسلاسة.
مضيفا أن الانجاز الفني والعمق الموضوعي يكمن في بنيتها الموازية والتي تخلق علاقة جدلية بين سرديات متعارضة.
وأشاد بالمواجهة الجريئة لجملة من القضايا مما يحسب في رصيد المخرج خالد أمين مبينا ان الموضوعات الجريئة غالبا ما يتم تجنبها في السرديات السائدة.
مختتما كلامه بأن العرض كان لافتا ومبهرا مشيدا بأداء الفنانة أحلام حسن في حديثها وسط الجمهور مؤكدا أن فريق العملبلا استثناء كان رائعا
مشروع قابل للتطوير
بدوره قال مازن الغرباوي إن أي عمل مسرحي هو مشروع قابل للتطوير مبينا ان الكاتب السوري الراحل سعد الله ونوس كتب في مقدمة النص الأصلي « هذه المسرحية نص مفتوح أى انه قابل للزيادات والتعديلات التي تمليها التطورات التاريخية ولهذا فان الاضافات والتغييرات التي تحقق أهمية العرض ممكنة».
وقال الغرباوي «أعتقد أن المعالجة الدرامية التي قدمها محمد الرقادي انطلقت من هذه الجملة للكاتب الراحل سعد الله وبالتالي كانت المعالجة الدرامية في سياق هذا الانفتاح على التطور التاريخي للقضية.
وقال إن الأداء التمثيلي لهذا العرض كان جيدا ولا يمكن انكاره مبينا ان المخرج جمع بين الخبرة والشباب في هذا العرض وهو ما خدم العمل مشيرا الى أن الفنانة أحلام حسن تألقت وكانت خبرتها واضحة على المسرح.
وبين الغرباوي أن المخرج استغل المستويات المتعددة الموجودة على خشبة المسرح في حركة الممثلين مبينا أن هناك أمور بسيطة حدثت في المسرحية ممكن تفاديها من خلال دقة التجهيز قائلا أن دقة التجهيز تعني جودة التنفيذ.
وأشار الى الازياء وتصميم الديكور والإضاءة والموسيقى وأعطى بعض الملاحظات لتطوير العرض مستقبلا.
مؤكدا في نهاية كلماته أن العرض تميز بلمسة انسانية كبيرة ومس جميع الحضور متسائلا في الختام «هل الرسالة المراد ايصالها للجمهور تمت بشكل كامل ؟
وفي نهاية الندوة شهدت القاعة عددا من المداخلات الفنية من قبل المسرحيين الخليجيين والعرب أثرت النقاش وفتحت المجال لتطوير العرض