
في قاعة الندوات بمسرح الدسمة عقدت الندوة التطبيقية، للتعقيب على مسرحية «نداء» التي قدمها المعهد العالي للفنون المسرحي، من تأليف عثمان الشطي، وسينوغرافيا وإخراج فيصل العبيد.
وأدارت الندوة نيفين أبو لافي، وعقّب فيها الفنان طالب البلوشي من عمان، والفنانة رفيقة بن ميمونة من المغرب.
هل هذا نداء كاذب؟
في بداية تعقيبه شكر البلوشي المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وكل القائمين على مهرجان الكويت المسرحي الـ24، وقال: قدم المعهد العالي للفنون المسرحية مسرحية نداء، فنحن بالفعل محتاجون لهذا النداء... ولكن حينما نتحدث عنه نقول: هل هذا نداء كاذب، ولقد تعودنا أن نقول كلمة بلاغ كاذب، فهل البلاغ مثل النداء؟، فعلا نحن نحتاج النداء في ظل ما يدور حولنا من أهوال وحروب، وحينما نتحدث عن الحياة، فكلنا يبحث عنها، فهل كلمة نداء من أجل أن نصل إلى حياة؟، ومن ثم فقد أكدت في وقت سابق لمؤلف العمل عثمان الشطي أن هذا العمل مونودراما... فكيف حوله إلى نص عام، وهذا التحويل اكتشفت أنه جديد خصوصا بعد مشاهدتي للعرض.
وتابع: أحيي المخرج فيصل العبيد، ومعه الطاقم بأكمله، على هذه المسرحية ومعهم طلبة المعهد العالي للفنون المسرحية، هذا المعهد الذي يعد ورشة فنية في الكويت التي تفرّخ الفنانين الكبار، حيث إن الكثير من الفنانين في عمان تخرجوا من هذا المعهد.
أسئلة كثيرة
وأوضح أن هذا العرض الذي شاهده أدخله في حيرة عجيبة... فشخصية حياة... «هل كانت فعلا تبحث عن حياة، من خلال نداء وماذا تريد بعد النداء هل تصرخ، كي يصل صوتها للآخر، هل نحن نحتاج أن نشاركها هذا الصراخ؟، أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح من خلال هذا النص، بسبب وجود الفريق الكبير في كل عناصره، وقال: «أعجبني اللعب بطريقة حرفية جميلة على المؤثرات الصوتية، والموسيقى، كما أن هناك نقطة مهمة تتعلق بالقباب، هل حدث اغتصاب تحتها كما يحدث في سياسات اليوم، أم أنها تصل بنا إلى أمور إيجابية في حياتنا، فماذا يحصل تحت هذه القباب، فنحن نتابع كل ما يحدث في العالم العربي، من إرهاصات سياسية، وسجون لم نتخيلها، إذاً كانت هذه القباب عذابات حياة، وختم بقوله: أريد أن أشكر الفنانين الذين اشتغلوا على العمل بحرفية، أشكر طلبة المعهد على أدائهم الراقي في المسرحية.
بدورها قالت بن ميمونة: أشكر فريق العمل على ما قدموه من عرض متميز وممتع، حيث إن اللوحات الرائعة التي قدموها تركت في نفوسنا أثرا لن يُنسى بسهولة.
وأضافت: صراحة قرأت النص، وهو يتحدث عن فتاة في عمر خمس وعشرين سنة، يأتيها نداء كاذباً، ولكن المؤلف أطلق رصاصة في اتجاه المخرج وانشطرت الرصاصة إلى آلاف الشظايا، لآلاف المظلومين الذين نشاهدهم يوميا على أرض الواقع،
هذا العرض الناجح صالح لأي مكان، فمن الممكن أن نختار له وطنا يورطنا ويقول لنا انتبهوا كلكم شهود على ما يحدث، هذه هي الورطة التي كانت محكمة.
وأكدت أن هذا العرض أعطانا دروسا في المسرح والتكنولوجيا، حيث كانت الأفكار مكتوبة بالأجساد والازياء، وكانت الرسالة واضحة والإتقان كذلك.
وقالت نيفين أبو لافي في مداخلتها: «حياة هي تلك الروح التي ولدت وكأنها شبح على وجه الأرض، تبعث بالنداءات، ولكن لا يوجد من يسمع... وتبقى مع الأمل رغم الألم، ورغم كل الأوجاع، ورغم أنها تعلم أنه لا حياة لمن تنادي، هذا هو النداء الذي لا نسمعه.